سليمان ايت حسين
صديقي الحبيب:
آسف إن لم تصلك رسالتي المعتادة هذا المساء ، فقد
كنت قد بدأت كتابتها عندما تعثر قلمي في سطرها الأول..
أنا على يقين بأنك ياصديقي سوف تعذرني على تقصيري
هذا الخارج عن ارادة مشاعري، فقلبانا على اتصالٍ دائمٍ دون الحاجة الى الرسائل
أغلب الاحيان..
صديقي الحبيب...
أعلم جيداً مدى حزنك الليلة وانت تفحص هاتفك، فتنزلق عيناك الى آخر حديث
جمعني بك، لتراني قد جعلتُ على "بروفايلي" صورةً كتب عليها: يا مسافر
عسى عين الله ترعاك وينما تكون.
آسف يا صديقي، لم أكن اتعمد إحساسك بمثل هذا الشعور
، لولا قساوة الظروف ومرارة الواقع التي فرضت عليّ ان اغيب عنك مؤقتا، كونك عن
فوادي لا تغيب... اعلم أنك تفرح لفرحي وتبكي حين تراني حزيناً ، أعلم انك تتحمل
تقصيري وتغفر لي كلّ زلات الغياب التي اتعمد بعضها حين أنشغل بغيرك عن الحديث
اليك..
صديقي الغالي، اقف الليلةَ عاجزاً عن ترجمة مدى
شعوري الحزين بعمق آلآمك وانت تقرأ رسالتي هذه..
المعذرة ياصديقي ، فأنا لا املك ما أسد به رمق
اشتياقي اليك سوى هذه الحروف، التي تظهر عجزي وبخلي أمام كرم محبتي التي أعجز عن
تفسيرها في سطور .
واخيرا ، لستُ طالباً لعذرٍ كمن ينذر بالغياب، بل
محباً أراد أن تصل رسالته وانت في ذروة الشوق تبحث عنه، فتجدني دائما بالقرب وترى
مايخلفه بعادك في الفؤاد.....