دينا منير

لا أحد يطيق البقاء معها.

ممتلئة عن أخرها بكل شيء حد الغرق،

كأن تطلب قطعة من السكر فيتم حشو فمك به دفعة واحدة فتزهده،

مرنة للحد الذي معه تكون لك كل شيء،

واضحة للدرجة التي تُشعرك أن ثمة خدعة ها هنا،

هادئة حد الملل، وصاخبة حد الانفجار،

ملائكية بنظرة شيطانية تجعلك تنتشي وتحار أحقًا الجحيم بالأعلى أم فوق تلك الوجنتين الورديتين.

شيطانية بقلب ملائكي يجعلك تُذهل كيف أن الفردوس حلت على الأرض وأخذت من عناقها مِهبطًا.

مزاجية بألف شخصية تخشى معها أن تجفل فتضيع منك بين واحدة والأخرى،

خاضعة بنعومة تسحرك وثائرة بقسوة تقتلك،

أنفها يتذوق، لسانها يرى ويربت، عينها تصفع ورموشها أنامل تكشف ما تستر روحك به بنظرة، صوتها نهد أم تلقمه فتشبع وتغفو بين قدميها.

أنانية تُشعرك أن الأرض خلقت لها، زاهدة تسيل من شفتيها الحكمة قبل أن تقتل نفسها في سبيل ألا تلقى مصيرها.

طفلة شغوفة فطورها الجنون وغداؤها العناق وعشاؤها القبلات،

أنثى تخلب لبك وتثير بك كل ما لا تعلم أنك تمتلكه حتى تظن بجانبها أنك منبع الرجولة ومصبها،

إنسانة تخاف وتبكي أكثر مما تتنفس يفتتها عقلها الذي لا يهادن.

برفقتها تتأرجح روحك على حافة الهاوية..

أو الجنون.

***********************

الوسوم: ‏ نصوص دينا منير