الجنرال(ثلج) و الجنرال (طين)
العقيد بن دحو
يعتبر الكاتب الروسي طولستوي في روايته
الشهيرة (الحرب و السلم) اول كانب يستخدم
فيها عبارة الجنرال ثلج ! مع نفس الجغرافيا في حرب الروس يوم ذاك مع ألمانيا
النازية .
اليوم وكان التاريخ يعيد نفسه مرتين - ولو انك لا
تخطو في النهر مرتين - مرة في شكل مسخرة ومرة أخرى في شكل مأساة؛ تتكرر نفس
التراجيديا الحرب الروسية على أوكرانيا و دباباتها و الياتها و معداتها الثقيلة
الحربية تغوص في وحل و غضار وطين الارا ألاوكرانية !. أطلق مجموعة الخبراء
العسكريين على الحادثة بالجنرال طين .
من
هزم هذه المعدات و الالات من الزحف و التقدم ! .
كنا سابقا قد لاحظنا في مقالات انفة تأثير الجغرافية و الطبيعة في
السياسة ونذكر ونقول : تأثير الجغرافيا في السياسة او حتى الطبيعة العلاقة بين الدولة الجغرافية وطبيعة
سياستها.اي العلاقة المباشرة بين الجغرافيا و السياسة وواقغ الشعور بتاثير الجغرافيا
في السياسة لا يتم مباشرة ، بل بصورة غير مباشرة.ان موطن الإنسان يزيده بالاساليب
او بالنظام لحل مشاكله الخاصة بالانتاج و الدفاع و النقل . إلا انه يوجد عدد كبير
من الاختيارات أمام الإنسان، ضمن هذا النظام. وكما ان موطننا يقدم لنا الكثير
فإننا نقدم له الكثير ايضا.
إذا كان هذا تأثير الجغرافيا في السياسة و العكس.
نجد ايضا بالمقابل تأثير الجغرافيا و الطبيعة بالحرب ؛ اذا كانت غاية الحرب
بالنهاية تأثير سياسي سواء أحببنا ام كرهنا بالجنوح إلى التفاوض و السلم.
لقد علمنا الزمن و في مجرى تاريخ حروب البشر أين
وجدنا الطبيعة لمختلف مكوناتها لها تاثيرات مباشرة على الحرب كالحرب الإيطالية الليبية. ..يوم قهرت وهزمت
الصحراء برمالها الحارة و القارة التحفة و الثابتة الجيش الفاشية الإيطالية؛ يوم
اطلقوا على الصحراء اسم الجنرال رمال ؛ و نفس الأسباب مع الجيش الشعبي الجزائري ضد
فرنسا يوم نادت عن فصل الصحراء عن باقي الوطن ، فصارت الصحراء جنرالا وبالا و
دمارا عن جيش الاحتلال الفرنسي.
اذن تأثير الطبيعة و الجغرافيا صار واضحا بالحرب
كتاثير السياسة و الاقتصاد و بقية القيم الاخرى. اذن و كما هزم الجنرال ثلج الجيش
النازي .هاهو الجنرال طين يحطم آليات والمعدات الحربية الروسية على مشارف العاصمة
( كييف) الاوكرانية.
لم يعد يفرق بين الحرب و السلم و بقية مادام الأسلوب في كل زمان و في كل مكان هو
الرجل.
الحرب ايضا إبداع ' لعبة الله كما تقول الصوفية -
وطن حلول ؛ تشكل أسطورة فنان : الكاهن، الشاعر ، المقاتل ، والفيديو او الحكيم.
و العجيب ان المحارب يفكر وفق منطق ابليس ، وفق
قوته التدميرية. وهاهي الياته ومبروك معداته تتحكم تحت أضعف وواوهن خلق الله.
بمعنى ان الطبيعة ايضا لها كلمتها بالحرب و السلم فكما يقول الثلج توقف يقولها
ايضا الطين و تقولها رمال الصحراء !