(بروتس) و (بروكست)
العقيد بن دحو
يوم عن يوم يتأكد لنا ما
كنا نشاهد. ولا سيما بعد ان استشهد السيناتور الامريكي ب : ( بروتس) !
ومن بعده و قبله العديد
من صفوة المسؤولين الغربيين الاوروبيين و الامريكيين ، الوزراء منهم و
الدبلوماسيين؛ تجدهم لا يستغنون في مقابلاتهم و تدخلاتهم الإعلامية الاشارة إلى الأسطورة. ليس حبا بالخرافة او
بالاسطورة. انما كون لغة واحدة لم تعد
تكفي في ظل الحشو العالمي المعولم من الإشارات و الرموز و الحروف و الارقام شبيهة
بالطلاسم و التعاويذ الديجتالية السحرية
!. الحديث اليوم بالاسطورة قصد تحقيق نمط أولي،
الصورة الأولى حديث بالف صوت !.
تعود (بروتس) إلى شخصية
الكاتب الانجليزي ( وليام تشكسبير ) في كتابه الشهير (الملك لير ) ، شهد بروتس
اغتيال الملك ، بل شارك فيه بالطعنة الأخيرة القانلة.
تحامل الملك حينها على
نفسه و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة نفسا... نفسا... نفسا قائلا بلسان اجث ثقيل ،
ملتفتا قليلا و ببطء شديد إلى صديقه بروتس في استغراب و دهشة شديدتين بجملة شهيرة لا تزال الناس من مشرق و مغرب
ترددها : " حتى انت يا بروتس" !.
اما " بروكست " تعود الشخصية الأدبية الروائية إلى أسطورة زعموا انه لم يكن يكتفي بسرقة
المسافرين. بل كان يعمد إلى وضعهم على
سرير خاص لديه ، فمن تجاوزت رجليه حدود السرير قطعهما، ومن لم يبلغ السرير شده بحبال حتى يصبح بحجم
السرير.
بدت أسطورة او خرافة (
بروكست) في فن الرواية الحديثة الواقعية السحرية ، حيت يلجا الرواي ليرضي سادية
مرضية لديه دفينة في نفسه. ؛ حين يحبس مصير جمهور بأكمله بين دفيتي كتاب!.
البطل ملكه،شيئ ، متاعه و
الرواي يملكه بأكمله. ويدرسه ، ويسجنه، و يجري عليه مختلف التجارب القميئة الخليعة
!.
انه السجان و الجلاد في
نفس الوقت . مات ضميره . بينما غدت الرواية الحديثة (سرير بروكست) او غرفة من غرف
التعذيب من جملة متاع مملكة الأموات؛ تسمى ميثولوجيا (هيديز) !.
نقول هذا الكلام بعد صرنا
نرى المسؤولين الغربيين على مستوى عال يتحدثون بهذا المنطق الخرافي القديم الحديث
و ما بعد الحداثة.
من الصعوبة بمكان و لا
بأمان. وبلا زمان و لا بحدث ان تجد مسؤولا واحدا عندنا يتحدث بهذا الصوت.
او من منهم يعرف ( بروتس)
ويزرعه لفظا مناسبا بالمكان المناسب لحظا و إشارة؟
من منهم وظف ( سيزيف)
او ( ميداس ) او ( اسكولابيوس ) و
العديد من يمنح مؤشرات ثقافية اقتصادية سياسية اجتماعية و حتى أمنية عسكرية.
لم تعد الوظائف الوزارية او الدبلوماسية او البرلمانية بمجرد
كراسي او حقائب او وظيفة من الوظائف السامية للدولة .ولكن لن يكون رجلا فنانا و
مثقفا في نفس الوقت بالإضافة إلى وظيفته الحكومية فتلك هي المشكلة! ؟
هذا ، إذا كان الرسام يرى
بالألوان، و النحاث يرى بالحجوم. والروائي
يرى بالانطباعات المعاشة او بوقائع الشعور ،
فإن رجل الجولة او الحكومة صاحب
السلطات الثلاث التنفيذية.. التشريعية...القضائية، الوزير ..الدبلوماسي.. النائب
البرلماني يرى بكل هذا...
اذن المتحدث بالاسطورة
يريد أن يترك اثرا خالدا ( نفي اللحظة )
على منبر الحدث، يتردد صداه بكل
جوانب القاعة ، بل كل ارجاء المعمورة ، يذكر بحضور وبحبور المتحدث.
ما احوجنا لبلوغ رسائلنا
الدبلوماسية و السياسية و الحكومية النفاوضية الحوارية إلى الطرف الآخر(...) . ولكن حتى تضل بكل امان يجب أن تحسن لغتهم. ليست
تلك اللغات النمطية القاموسية الفهرسية.
وإنما ما يبقى بعد ان تخسر اللغة الدبلوماسية و السياسية اتصالها وتواصلها. ولم تعد هي الرجل و انما الاسطورية منها.
اللغة الوسيلة و الغاية معا.
على الجميع ان يكتسف
العالم من خلال علم الأغراض اللغوية. وما
تمنحهم الأسطورة مم بناءا لغاية و معالجات سيكولوج . ان تمنح للوزير او للدبلوماسي
او البرلمانية صفة فنان . تماما كالنار وإسرائيل و الجواب و الكاهن و الفيلسوف و
المؤرخ ز الرجل المحارب ورجل الدين . ان يكتشف أسطورة فنه من جديد و مادامت
السياسة فن الممكن و الدبلوماسية فن يكون الطبيعي بما هو فوق العادة
خاطبوا الناس بما يفهمون
، فإن الناس تجاوزت فهم الواقع ، إلى ما بعد الواقع و حتى يتمنى لنا ذلك علينا أن
نستعين بالاسطورة كما استعان السيناتور الامريكي مؤخرا بحرب الروس على أوكرانيا
ببروتس ،!.
فأين لنا ببروتس
لينقذةهؤلاء الألسن الناطقة باسم الحكومة او حتى باسم الشعب !؟
كانوا دائما يتحدثون
حينما لم يكن أحدا يريد أن يستمع اليهم !.
او كنا تقول اسطورة (فيلوكتيتيس) اليونانية ايضا .