جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

رسالة لوم وعتاب

خاطرة بقلم/ مالك معاذ ابو اديب

رفيق دربي، قلمي الحبيب

مضى عليك حين من الدهر وانت قابع في غِمضك الدفين، ملتزما صمت القبور ووحشتها، نائياً بنفسك عني وعن اوراقي البيضاء التي ما فتئت في انتظارك بفارغ الصبر والشوق.

ضجت الدنيا حواليك والاسافير، وسُمع صرير الاقلام مدويا في ارجاء الدنيا وانحائها بينما انت  متدثر بغطاء الصمت،  ذلك الصمت المريب الذي ادخلني في حيرة من امري و شكٍ مخيف. فماذا جرى لك ايها الرفيق الحبيب ؟؟

فقد عهدتك صديقاً حميماً، وفياً، ملهماً في احلك الاوقات واشدها. تشهد بذلك لحظات فرحي وسعادتي، واوقات شدتي وبلائي، واوقات حلي وترحالي. فماذا دهاك ايها الرفيق الحبيب؟؟

تقتلني الحيرة والحسرة حينما اتذكرك وانت تُلح علي بكل ما اوتيت من قوة، ان اخلع عني رداء الكسل والخمول، حاثاً اياي بإصرار  ان اسود صفحاتي البيضاء ببنات افكاري المتحفزة والحاضرة دوماً.

تقتلني الحيرة ايها الرفيق، حينما اتذكرك وانت تتمايل طرباً على وقع حروفي الجزلى، او متوشحاً بالسواد، في اوقات المي ومعاناتي !!

يعتصرني الالم، حينما اتذكرك وانت تلفت نظري في احايين كثيرة، لكي اعبر عن لحظة خاطفة، او عن ضحكة طفل بريء بين أحضان امه، او منظر متشرد ، اختصر كل اسى الدنيا واحزانها في نظرة مشفقة تقطع نياط القلب، او منظر عامل غسل العرق جبينه وهو يكابد المستحيل من اجل انتزاع لقمة عيشه من مخالب الزمن الضنين، او جوقة مراهقين ومراهقات وقد غرقوا في بحر البهجة والفرح ومبتدأ الحياة، او منظر مريض على شفا الموت، وفي نظراته المستغيثة الملتاعة بقايا امل وتشبثٍ بالحياة، او رقصة شيخ على وقع ايقاع اغنية شجية، هزمت وقاره وسنه، فنافس الصبية والشباب في رقصهم، فبزهم وفاقهم اداءً وتفاعلاً مع اللحن والرزم.

قلمي الحبيب ...

لعلك تعلم جيدا بأنك اصبحت جزءً لا يتجزأ عني وعن اعضاء جسمي وحواسي الست منذ ان جمعتنا الاقدار وانا ما زلت طفلاً يافعاً، التمس خطاي في دهاليز الكتابة. اظنك تذكر ذلك جيداً ايها الرفيق، سيّما وانك قطعت العهد والوعد على عدم تخليك عني، مهما كانت الظروف والاحوال.

لعلك كنت وما زلت تعلم ايها الرفيق، انني سوف لن اساوي شيئاً بدونك في هذه الحياة،  وعلى هذا الاساس اغدقت علي حباً ووفاءً وتضحيةً، قلّ نظيرها، فلم تبخل علي، وكنت رهن اشارتي، متى ما دعت الحاجة اليك !!

كنت ذراعي اليمنى وعصاي التي اتوكأ عليها في مشواري الكتابي الذي ما زال في اولى بداياته المتواضعة جدا. فلمَ تتركني ايها الرفيق على قارعة الطريق  كقشة في مهب الريح تتخطفني دروب الضياع يمنةً ويساراً !!

قلمي الحبيب

هلا وعدتني بالخروج من هذا البيات الشتوي الطويل، والصمت المريب لكي نواصل المشوار كما بدأناه اول مرة بكل الحب والوفاء؟؟



***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *