جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

إبراهيم عبدالفتاح شبل

حكاية صائم( ١٩) من يحصد؟

هناك في قرية على حدود دولة السودان مع مصر ومن العجب إن هذه القرية يقع نصفها في ارض السودان والنصف الأخر في أرض مصر ولأن مصر والسودان منذ حكم محمد علي وضم مصر فقد صرنا دولة واحدة تحكم من خلال حاكم مصر حتى رحيل الإحتلال وأصبحت كل دولة مستقلة تحكم من خلال حاكم وطني ظهرت هذه القرية التي تسمى روح الوادي وكان للأهل هذه القرية عادات غريبة فإذا اتجه الفرد منها ناحية الجنوب صار يتحدث باللهجة السودانية بكل طلاقة وإن اتجه شمالا يتحدث باللهجة المصرية بكل طلاقة وإذا جلس في منتصف القرية تحدثوا بلغة ثالثة أسمها اللغة النوبية وهي لغة مكتسبة فلا تكتب ولا تقرأ وتستخدم شفرة حربية

فقال حكيم القرية لأهلها كنا نعلم قديما من يزرع يحصد

ولكن ماذا نحصد؟ مالم نزرع هذه الأرض الطيبة

منذ ملايين السنين يجري النيل بين أيدينا ولم نزرع

واليوم صار للنيل مدعي بملكية النيل وإنه من رباه وكبره وجعله ينمو ويجري بالخير في الروابي وقد حان أن يأخذ حقه كاملا دون نقص وأنه هوحامي النيل ولابد أن يرجع النيل ببناء سدا من أجل أرضه وحيواناته وتوليد الطاقة فحياتنا النيل و السد وبل ويصر إصرارا على ذلك ولن يتراجع فسوف تموت الأرض والغنمات والضحكة والبسمات ولن يكون للجدول خرير وسيقف الشلال الصغير و يموت الشاعر بغصة الكلمات أخذ أهل القرية عن كل الوثائق التي تقول من له الحق أن يحصد

فقال الحكيم للشباب القرية لقد تخاذلنا في أن نزرع لكي نحصد وفرحنا بما هو بين أيدينا حتى صرنا نستورد قمحا من بلاد الأعداء

واليوم تأمروا علينا حتى لايكون عندنا نيل ولا اي شيء يموت النخيل الشامخ على ضفاف النيل عطشا

انتم يا شباب القرية من سوف تحصدون لإنكم لن تتركوا نيلكم وشريان حياتكم في يد غيركم بأرزاقكم يتحكمون

فقال الشباب نحن من سيزرع الأرض ومن يكتب الشعر بالكلمات ليرتوي النخيل شموخا فنحصد البلح رطبا

ونقول من يشق للنيل مروى ويزرع الأرض حبا ويغرس الأشجار غرسا ويصير النيل بتاريخه مقدسا فعليه أن يدفع ويحطم كل من يحاول يغير في المسار الطبيعي لهذا النيل العظيم ومن يعرف حق النيل هو من يحق له أن يحصد

هنا تجمع أهل القرية على قلب رجل واحد يحمل كل منهم فأسا متجهين نحو منبع النهر في الجنوب حيث السد..

رافعين شعارا من حقنا الحصاد

هل تستطيع القرية في المواصلة في الوصول لهدم السد لإنقاذ حياته أم ستشرب القرية من معالجة مياه الصرف الصحي لتسكت وتموت للأبد

من يحصد؟

الكاتب / إبراهيم  شبل


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *