يحيى محمد سمونة
قصة و بضعة حواشي
مرض طفلها الصغير، هي في العقد الثاني من عمرها،
زوجها مسافر، اضطرت للذهاب بمفردها إلى طبيب الأطفال
خلافا لما يجب أن يكون عليه الأطباء من استقامة و
خلق حسن، فالطبيب الذي قصدته لم يكن كذلك، ففيما هو يعاين الطفل، كان ينظر إلى أمه
نظرة مريبة، بل ترنم على مسمع منها بكلمات مبطنة، في الوقت الذي كانت هي فيه تسدد
النظر نحو طفلها مشفقة عليه
سألها بمكر عن زوجها لماذا لم يحضر معها، قالت ببراءة الأطفال هو مسافر
وجد في كلامها فرصة كي يسترسل الحديث معها، فبعد
أن أكد سلامة طفلها و ما من شيء يدعو للقلق عليه، ذهب يحدثها عن جمال ملامحها و
طبعها الهادئ
رويدا رويدا بدأت تستقبل كلماته بأريحية و انسجام،
تلك الكلمات التي لم تكن تسمعها من زوجها [ زوجها يحب عمله و يتقنه و قلما خرج عن
جديته و سمته الصارم ]
كادت أن تميل مع كلمات ذاك الطبيب لولا التربية
القويمة التي نشأت عليها و التي ترعرعت في جنباتها
حملت طفلها لتنصرف بعد أن حرر لها الطبيب الوصفة
اللازمة له، لكنه - أي الطبيب - استوقفها بكلمات يشوبها الرجاء بأن تعاود زيارته و
قد انشرح صدره لوجودها - حسب قوله -
ابتسمت ابتسامة الخائف و وعدته خيرا و انصرفت
<><><>
حواشي:
- فيما بعد ذكرت الزوجة لزوجها القصة كاملة و
كأنها تريد أن تقول له بأنها جميلة لكنه هو لا يقدر جمالها
- لم تنتبه الزوجة إذ ذكرت القصة لزوجها أنها
تثير بذلك نخوته و غيرته و أنها تستفز طبعه
- لم تنتبه / أم / الزوجة إلى الثقة التي
أولاها بها زوج ابنتها إذ أرسل إليها ابنتها و هو على ثقة بالمحافظة عليها و عدم
تركها تتحرك بمفردها، و تدعها عرضة لكل مفترس.
- لم تكن الزوجة تستوعب بعقل أن أشخاصا من
مثل هذا الطبيب يهدمون أركان بيوت راسخة عامرة و يجعلونها خرابا
- وكتب: يحيى محمد سمونة -