جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

حامد حبيب

الأراجوز

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! /\ الأراجوز /\ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  

هناك مَن يُرجِع  أصل  كلمة  " أراجوز " إلي اللغة الفرعونية  " أورو جوز " ..أي : "صانعُ الحكايات...

وهناك  من يُرجِعها للكلمة التركية "القرة قوز" التي

تعني "العين السوداء"...وهناك من يعتبرها تحريف

ل"قراقوش" نسبةً إلي (بهاء الدين قراقوش) أحد

حُكّام مصر في العهد العثماني.

واخترع المصريون شخصيةَ الأراجوز ،  ليعبّروا  من

خلالها عن موقفهم من(قراقوش).

وظلت قيمة الأراجوز حاضرة  في  حياة  المصريين

بشكل إيجابي،وكنوع من أنواع التعبير عن مواقفهم حتي عهدٍ قريب.

وقد  كان  الأراجوز  يقدّم عروضه  من  خلال  دُمي القُفّاز الشعبية، وكان محرّك العرائس لايراه الجمهور

ويشاركه في العرض مساعد ،يسمونه "ملاغى" يقف

أمام الجمهور.

وكان  الأراجوز  صوت  مُميَّز  بفعل  آلة  يضعها في سقف الفم اسمها"الأمانة" ،  ربما لدوره في  الالتزام

بالأمانة في توصيل الرسالة التي يقوم بها وحفاظه

علي  قيَم  المجتمع  أمانة ،حتي  وهو  يوجّه  النقد القاسي له.

وكان أهم مايتميّز  به  رغم  نقده  لكافّةِ  السلبيات الاجتماعية والسياسية،الاّ أنّه لم يتجاوز في اللفظ

أو يُسئ الأدب،أو يستخدم الإيحاءات الجنسية،بل

كان أسلوبُه في إطار احترام قيَم المجتمع  واحلام

البسطاء.

ولقد  ظل "الأراجوز" في الثقافة المصرية  سلاحاً وطنياً ، من أجل كشف الكذب والانتصار للناس في

مواجهة السلطة.

وقد قدّم علماء الحملة الفرنسية وصفاً له في كتاب

"وصف مصر" ، فقالوا : " وقد   شاهدنا  في  شوارع القاهرة عدة مرّات رجالاً  يلعبون الدُّمَى فيَلقي  هذا

العرضُ الصغير إقبالاً كبيراً ،والمسرحُ الذي يُستخدَم

لذلك  بالغ  الصِّغَر  ،  يستطيع   شخصٌ  واحدٌ  حملُه بسهولة ،ويقفُ المُمَثِل في المُربَّع الخشبة الذي يُعِدُّه

بطريقة تُمكّنُه من رؤيةِ المتفرّجين من خلال فتَحات

صُنِعَت  لهذا   الغرض  دون  أن  يراه  أحد  ،  ويُمرّر عرائسَه عن طريق فتحات أُخرى".

ولم يكن " الأراجوز " مجرّد  وسيلة للتسليةِ والمرَح،

لكنه  كان  منبراً مباشراً  لنقد  الأوضاع  الاجتماعية، وعرض  أهم  القضايا  التى تدور في  بال الناس في ذلك الوقت.

كان المصري يجد حياتَه اليومية متجسّدةً في عرضٍ

كوميدى  ظريف ، أبطاله  عرائس خشبية ،  مما  كان يهوّن عليه معاناته ، وأيضاً يساعده ذلك  علي  تقبُّل

مواجهة أخطائه عن طريق نقدها بشكل لطيف ،ومن

ثمَّ ، فقد كان جزءاً أصيلاً من التراث الثقافي المصرى.

كما  قد  ساهم  _ علي مدار عقود _ في خلقِ  ثقافة الاعتراض،إذ يُنهي الأراجوز عروضَه بضربِ خصومه

وطردهم من المجتمع بكلمة :"إطلع برّه "..فهو يميل

إلي إقصاء العناصر الفاسدة وطردهم  من المجتمع..

فكان  أحد  أهم  مكوّنات الوعى الجمعة للمصريين ،

إذ كان يبحث دائماً عن التغيير نحو الأفضل ، وحثّ

الآخرين علي التغيير بشكل سلمى، من خلال إقصاء

العناصر الفاسدة.

____________

حامد حبيب _مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *