قانون الفنان و فنان القانون
العقيد بن دحو
كنت ذات يوم
قرات نصا من الادب التمثيلي الكوميدي
للشاعر الدرامي الفرنسي " بول هيرفيو / Paul hervieu
"
تحت عنوان
: " قانون الرجل " .
و المسرحية
من الادب الساخر أين يعالج النص في فصوله الثلاثة قانونا محتمل للرجل يستطيع من
خلاله منع زوجته من الخلع او الطلاق...وهكذا...
ما أشبه
البارحة باليوم ، في زمن تعددت فيه القوانين ؛
القواعد منها و الهيكل ، الصماء منها و المتحركة ، القانون وروح القانون
، للبشر و الحجر و الشجر ، للصغار و
للكبار ، للمرأة و الرجل!.
وزارة
الثقافة تنزل للقاعدة لمناقشة قانون الفنان !
و بأم عيناي رأيت من حضر كما الذي لم يحضر. الموضوع
في جهة و المناقشة في واد آخر.
وكان الفنان
الجزائري هذا ما كان ينقصه فقط قانونا اساسيا للهبة و للانطلاق!
" واش
يخص العمياء الكحل فقط " !
او " كي فاقت العمشاء لقات الحال مشا
" !
او كما يقول
المثل الشعبي الجزائري.
بمعنى : ما كان ينقص الفنان الجزائري من قبل 1962 إلى
يومنا هذا فقط قانونا اساسيا ليكتب عند
اهالينا فنانا.
هكذا هم نحن
كذلك نضع النقطة في أول سطر ، و نسبق العربة أمام الحصان و نقول هيا تقدم في سبيل المستحيل ....!
كان من
المفروض ان تنزل وزارة الثقافة بمشروع قومي وطني فني ثقافي عام تطرح كارضية للنقاش
و الاثراء قي شكل ندوات وطنية على مستوى قاعدة جميع الولايات ، ثم على المستوى
الجهوي على ان تعقد ندوة وطنية ، ندوة دولة تديرها وزارة الثقافة و الفنون تحت اشراف الرئاسة.
ما هو مطروح
بحدة على أرضية الثقافة اكثر من تحديات بعضها متحرك في شكل دعاوي و شكاوي ؛ و
بعضها مستتر مسكوت عنه ، و ما خفي اعظم.
جميل على
وزارة الثقافة ان تسشرف الوضع ، و تشخص و تستبق الحالة ، بل الأجمل الأعم ان تقوم باطراح الفكرة الرياضية : "
احسن الدفاع الهجوم" في اطراح الفعل الثقافي الفني استباقيا ، و تحطم حاجز
جدار الصمت.
لكن ان نمسك
الكاس في تفهم نصفه الأول فقط فهذا ما لا يجب ان يكون.
الرهان
الثقافي قبل قانون الفنان هو على ما يلي :
1- الخريطتين
الثقافية و المرفق العام الثقافي ، احصاء وسبر ضمن الفهرس ( الاحصاء العام )
الوطني عدد الفنانين االملتزمين( الغرامشيين) بالميدان. احصاء جل المرافق الثقافية
من دور ثقافة و مديريات ونواد و قصور و
دور ثقافة ، و كذا متاحف...وغيرها.
3- احصاء ضمن
سلم الاعمار او هرم الاهرام مختلف الاجيال الادبية و الفنية و الثقافية ، و كذا
مختلف الاجناس الفنية.
4 - إعادة
التفكير في مسميات طبوعنا الغنائية ليس على اساس تقسيم عرقي او جهوي (الاغنية
القبائلية ، الأغنية الشاوية ، الأغنية الوهرانية ، الأغنية الصحراوية....) لينتقل الداء إلى بقية الاجناس الفنية الاخرى
كالمسرح و الرواية... و لا سيما في السنوات الأخيرة هذه.
ان الفن
الأصيل يدعو إلى الوحدة الإنسانية أكثر منها إلى التفرقة على حسب التاريخ او
الجغرافية او العرق او البيئة.
5- يجب أن
تناقش هذه الوسائل اولا على مستوى الافكار و ليست على مستوى القوانين ، و فاقد
الشيئ لا يعطيه.
يجب أن نثقف
و نهذب الفنون و نراعيها من جميع الجهات المادية و المعنوية و العلمية التقنية
اولا ، الإنسان و بيئته ، و الحيوان وقوقعته ، و الشجرة و فروعها و اغصانها و
اوراقها و خراعبها وتربتها.
6 - إذا كان
النقاش لا يفقد للود قضية ، يقول في هذا الصدد العلامة بن خلدون : ان الامم و
الدول و الامصار او ما تمس تمس في اغانيها!.
ودون شك
اغانينا اليوم العصرية و غيرها تفتقد الى التوازن. هيمنة انشودة ما على الانشودة
الوطنية خطر ، هيمنة جنس من الاغاني على جنس آخر خطر... الأغنية تنمية و تعبئة و
سلاح ؛ ان لم تك اليوم فغدا....!
6- نفتقد إلى
موسيقى وطنية تميزها كما هي عند باقي الشعوب الاخرى كموسيقى الاطلس التي تميز
إخوننا المغاربة و كذا المصريين و اللبنانيين....
7- ماذا يعزف
الجوق الوطني للموسيقى ، نريده ان يعزف لنا قصصا درامية لها ارتباطات بالواقع
المعاش الجزائري تاريخا و حاضرا و مستقبلا ، ماذا لو ابدع وعزف لنا قصة( اونتجون)
على سبيل المثل ، كونها ترتبط بتاريخ استقلال الجزائر و اندلاع الثورة 1954.
كان هذا غيظ
من فيض ، لا نسبق خيار القول القوانين ، قبل ان نعرضةمشروعا فنيا ثقافيا وطنيا
قوميا أين يرى فيه كل فنان نفسه وروحه ثم لا بأس بعدها ان ياتي القانون منظما و
مقوما و مقيما و مثقفا انسانيا ، يعالج كل المشاكل العالقة و المؤجلة منها.
جميل أن
نناقش قانون الفنان اليوم ، الأجمل أن نناقشةاي شيئ متعلقة بالفن و الثقافة ، لكن
أجمل الاجمل ان يكون كل هذا ضمن مشروع وطني جزائري فيه يربح الجميع دولة و حكومة و
شعبا و جمهورا الرهان الفني الثقافي.
الاستثمار في
الإنسان، ما يجب أن نتعلمه بعد ان نتعلم كل شيئ ، و ما يبقى بعد ان نخسر كل شيئ.
اعلم ان هذا
ليس بالأمر الهين و لا بالسهل ؛ و ليس كمن يده في النار كمن يده في الماء البارد ،
يتطلب هذا الكثير من الشجاعة و الصبر و ربطة الجاش، لكن بكل تأكيد مخرجاته و اثره
الرجعي سيكون سدا منيعا و حصنا حصينا لأولئك المتربصين بالداخل و الخارج ، و فيه
يتم ازدهار البلد من جديد.
الواقع ؛ و
الطبيعي يقول لا تطلب من مجانين ان يلتزموا بالقوانين ، الشعراء جنون سماوي كما قال افلاطون.
كما لا تطلب
التزاما من فنان لم يشارك فيه و لا يرى نفسه فيه.
يجب ان تزول
تلك المقولة اولا : " كي كان حي كان
مشتاق ثمرة ؛ وكي مات علقوا لو عرجون
" !.
الفنان ملح
الخليقة ، لا يزال يحترق ليضيئ على الآخرين.
بينما في
غياب مشروغ قومي وطني للثقافة و الفنون كحلم وعمل وفكر و فعل ، يظل القانون الاوحد
الموحد هو قانون الشعب .
" و اذا ما تعلق الشعب بشيئ صار قانونا
" او كما قالت الاغريق القدامى