يحيى محمد سمونة
يتحاورون
= 3 =
أسوأ و أكذب حوار يكون، هو : حوار امرئ يخادع نفسه، و ذلك: إذ يبحث لنفسه
عن تبريرات لسلوك أخرق يسلكه و كلمات منتنة يتفوه بها، حتى يغدو على يقين في نفسه
بأن سلوكه و أفعاله لا غبار عليها ! و أنها لم تخرج عن عرف و قانون و قيم و دين و
أخلاق و عهود و مواثيق !
[ و بمعنى آخر:
فإن أسوأ امرئ هو ذاك الذي يبحث عن مبررات لسلوكه و أفعاله - غير السوية - يمني
بها نفسه، و يستبرئ بها من تهمة العتو و الشطط و الغلو و السفه ]
<><><>
و إذن: حوار المرء مع نفسه قد يكون حوارا فاسدا، ممجوجا، مقززا، مبتذلا،
الغاية منه: تبرير الأخطاء و الأغلاط و السقطات و الترهات [ ترهة: قول أو عمل تافه
مزخرف خال من النفع ]
<><><>
نعم، فإن محاورة الذات ليست دائما هي من قبيل تعنيف الذات و جلدها، و ليست
من قبيل مداعبة الذات و التغزل بها، و ليست من قبيل تعظيم الذات و نفخها و التعالي
بها!
بل قد تكون محاورة الذات هي من قبيل إيجاد تبريرات و مسوغات لسلوك أخرق
يكون عليه صاحبها
<><><>