جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

عبودية الشعر من عبودية الانسان

 

عبودية الشعر من عبودية الانسان

العقيد بن دحو

هل القيم كالبشر تستعبد و تؤسر ، و تنسى و تشقى و تتألم و تبعد وتنفى و تهمش!؟

دعنا نقر اولا أنه لا يمكن فصل الادب عن الظاهرة الإجتماعية، و بالتالي ما يسقط عن المجتمع من اوبئة و كوارث طبيعية ، و حروب و افات اجتماعية و غيرها...يسقط على الأدب، و من تمة لا يمكن فصل الشعر كونه اقرب الى الوجدان ووشائج العواطف الانسانية ؛ و إلى خلجان ما يشعر به بالماضي و الحاضر و المستقبل  -  من حيث الشعر يكتب من ذاكرة المستقبل - لا يمكن فصله  عن الظاهرة الإنسانية.

في مجرى الزمن و في مجرى التاريخ ، كان عندما يقع الظلم عن الإنسان يقع على الشعر اولا ، فعندما يستعبد و يؤسر بالحروب الانسان ، يقع بشكل مباشر على الشعر القيمة الانسانية المرادف للانسان ورفيقه التاريخي و الشبيه للتاريخي ؛ منذ أن كانت الآلهة و البشر تعيش السماء و الارض جنبا بجنب.

فالشعر يجب أن يكون لذاته و ليس لأي غرض آخر لا المدح ، و لا الرثاء ، و لا الفخر و لا شيئ يجعل الشعر يقتات من عتبات السلطان او يخضع لأي جماعة ضغط انى كانت سياسية او ثقافية او اقتصادية او اجتماعية.

 عبودية الشعر توازي عبودية الإنسان. ويمكن أن يؤرخ لها من خلال انتصارات حرية الإنسان او خذلانها. و الشعر يحتضن معدلات الإنسان بسخاء حتى ليستحيل الفصل بينه و بينها ، ولا يمكن الكلام عن الأول دون الكلام عن الآخر.  الشعر مشروعه الفني للانسان ، و الإنسان مشروعه الكوني الشعر منه و عن طريقه و اليه و اثره الرجعي ايضا.

أن تاريخ الانسان ملئ بأطراف توجدها شخصيات اسطورية. وفي بدء الزمن شعر الإنسان لانه كائن متميز ، تكون ضميره ، و صار خلق الاساطير النشاط الرئيسي لهذا الضمير ، و قد تكون ضميره ، و قد كمل الإنسان الكون باساطيره ، و ذلك بعودته اليه و يعيد إلى إقرار علاقته به. و الشعر بحث غامض جدا و ناقص ، غايته أن يعرف ماهية علاقة الإنسان هذه بالكون.

غير ان الشعر قد لا يعتبر تاريخا او اسطورة او تاريخ هذه الأسطورة. فالتاريخ هو حرية الإنسان حيال الخير و الشر ، و سوف تكون نهاية هذا التاريخ نهاية هذه الحرية. و المرحلة السابقة للتاريخ هي مرحلة الخلق الالهي (الاسطورة).

أن علاقة الشعر بالحاضر ؛ علاقة الكشف عن الحاضر بخيره وشره. الحاضر الأبدي. حقيقة " الانا" الذي كان مواد الضمير في فجر الزمان. والشعر نوع من تفجر تلك " الانا" الأخيرة العبد والعمل لإطلاق سراحها كي تعود آلى الكون. و الشعر طاقة مكنونة إذا ما خلقت أسباب الانفجار ، تكون المخرجات شأنه شان اي انفجار ، يحصل لهذه مرحلة من العبث و الضعط ( الصغط يولد الانفجار) ! او هو حاصل قسمة القوة على السطح /  (P = f/s )

او على حسب التعبير الكمي التجريدي التجريبي الفيزيائي. .

يتم كل هذا حين لا تعود العناصر المتضاربة مقدرة أن تتعايش معا. حين تضطر تلك العناصر إلى الانشطار والعودة الى منابعها البدائية؛ صعدا نحو المنبع. كما تعود النار إلى الهواء ، و الماء إلى التراب او إلى ابسط ذرات الهيدروجين و الاوكسجين المنتشرة ارجاء الكون !.

بمعنى هذا أن الشعر ينبع من تهدم  القواعد الخرافة و الأحكام الفنية المسبقة

هي دعوة صريحة إلى انتحار الفن و بعث الشعر من جديد ! كما كانت تدعو من ذي قبل إلى تقويض الحواجز الاجتماعية و السياسية و تحرير الإنسان.

تحرير الشعر من عبودية مذهب القيود ، الاغلال ، الإصفاد التي تجعل الشعر و الإنسان معا عبدا لوحدات

ارسطو الكلاسيكية التقليدية ؛ النمطية ذات الشعار : " في يوم واحد و في مكان واحد يتم فعل واحد ".

التحرير من عظمة اللغة باعتبارها تشكل حبل الاتصال وحوار من و إلى....اللغة عاجزة كل العجز عن هذا الأسطورة التي يسمونها حوارا ( يونسكو/ القلعة - الكراسي )!.

التخلص من عظمة الشخصيات الشبيهة بالقضاء و القدر الآلهة.  و العودة إلى انسنة الانسان كما يعود الشعر إلى شعر الشعر.

عبودية الشعر من عبودية الإنسان، تلك الأسطورة اليونانية ؛ " ديدالوس" : مهندس اغريقي بنى متاهة جزيرة " كريت" حيث سجن المينوتور. صنع لنفسه جناحين من ريش لصقهما بالشمع ، و اصطحب معه في طيران ابنه " ايكار"  وحين حلقا اقتربا كثيرا من الشمس فذاب الشمع وسقطا بالبحر. او هكذا تقول الأسطورة ميراث الفنون.بمعنى :

بهذين التحليقين يعيد الشعر فك اسره من تثنية المتناقضات ، تثنية الفعل الدرامي ونقيضه . حيث يعيد أسطورة ديدالوس  و يصير الإنسان الطائر (الحر) ، ثم الغوص في الاعماق ثانيا ، حيث يعيد أسطورة يوسف ويصير الإنسان الحالم الذي يسبق الصورة و الصورة التي تسبق الفكر و الفعل.فلقد قاوما كلا من ديدالوس و يوسف الخضوع للواقع. كما يمارس الشاعر ارادته لتحرير نفسه من الأشياء المالوفة التي تحيط به.

ان هذا الفعل ؛ فعل تحرير الشعر التحرري. غريزة عميقة الجذور في الإنسان تحطيم ما يشدها إلى العالم . كقوانين العائلة ، و المجتمع ، و الدولة و الجنس.

ان ازدهار السعر اليوم هي دعوة لتحريره مجددا من اي إلتزام عقلي او نقلي و العودة إلى ذات الشعر كما هي بذاتها إلى ضميره حيث ضمير الإنسان و إلى " الانا".

الشعر واهب النار للبشر جد البشريةةاو أبا البشرية " برومثيوس" ذلك الذي سرق إلى البشر (النار) من مملكة السماء و لما ألقي عليه القبض ، قيد عند جذع شجرة تنهش وحش الطير كبده نهارا ليتجدد ليلا

هذه الفكرة ( البروميثوسية) جيدة و مدعاة لتحرير الشعر و الإنسان معا فكرة الصورة الفلسفية ( بروميثوس...الشجرة...وحش الطير....الكبد....النار...الليل...النهار )

كلها تصبح وسائل بل اسلحة شعرية من اجل تحرير الشعر من عبودية قديمة . لعل شعرنا العربي حافل بهذا التعبد لغير الذات الآلهة، تماما كما كانت الملاحم الشعرية و الدرامية تستهل جوقاتها وكوارسها بتمجيد الآلهة و انصاف الآلهة و الابطال.

ولم تستطيع التخلص وفك هذا الارتباط الوظيفي الا بعد ان صارت للاله ( زيوس) ديانة تقترب من ديانة البشر ، و بعد ان شارك حكمه بقية الناس. " منيرفا" الهة الحكم الصالح.

ان جعل الشعر فلسفة و تاريخ يجري و يسري بين الناس مجددا هو اس و اساس كل حرية.

اذ (لا حرية لاعداء الحرية ).

هي دعوة لتحرير الشعر دعوة لتحرير الإنسان مجددا من قضاء و قدر حجم  ضغط اعلانات الالات الضخمة التي تحول البشر إلى مجرد ترس او برغي صغير من ضمن دواليبها الضخمة العملاقة.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *