جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

ثقافة الزردة و الهردة و ثقافة هز الاكتاف و الارداف

 

ثقافة الزردة و الهردة و ثقافة هز الاكتاف و الارداف

العقيد بن دحو

سئل العلامة الموسوعي المرحوم : مولود قاسم نايث بلقاسم عن الثقافة و اخبار الثقافة : لا تغدو الا ان تكون بعض الملامح شذرات من ثقافة هز الاكتاف و الارداف ، بل ثقافة الزردة و الهردة.

وهو القائل للرئيس الراحل هواري بومدين ، و ما ادراك من الرئيس الراحل هواري بومدين ، الذي كانت نظرة واحدة بنصف العين بالف حديث و بالف معنى  ، قال : " ماسح بلاط في سويسرا سيدي الرئيس و لا وزير بالجزائر !.

في إشارة إلى أن لم يكن راتب الوزير يكفيه لتغطية نفقات شهر فمابالك بالموظف العادي !؟

ولأن الحال لم يعد بالحال، و الوضع لم يعد بالوضع ، و لان دوام الحال من المحال ، ولأن الفكرة البريختية القائلة : " لان الأوضاع كما هي فلن تبقى كما هي " . كان لا بد للجزائر ان تتكيف مع الطارئ ، و ان تكون متفهمة لقواعد عصره . شهدت ركب التغيرات العالمية و التحويلات الحضارات السياسية كالانتقال من التيار الشمولي الاشتراكي إلى المتعدد الديمقراطي إلى العولمة ، و انعكس بدوره عن الاقتصاد و عن المجتمع و عن السياسة و عن الثقافة في ظل التطور الإعلامي الخفيف و الثقيل ، و كذا التماثلي الرقمي ، و غزو الفضاء الأزرق و منصات شبكات التواصل الاجتماعي.

انعكس جليا عن الثقافة و شهدت بدورها عدة تغيرات وتطورات على محور و صعيد القيم.

ولأن الثقافة هشة كانت دائما في حاجة إلى من يدافع عليها ظلت إلى وقت بعيد مرتبطة تارة بالبافلوفية الشرطية المناسباتية ، و احيانا اخرى بالفلكلور : أين تكمن ثقافة الزردة و الهردة ، و ثقافة هز الاكتاف و الارداف كما قال المرحوم مولود قاسم نايث بلقاسم.  لسنا ضد الفلكلور ، لكن سنكون ضد الفلكلور الذي كانت تريده ان نكون عليه المستعمر الفرنسي !.

ان نكون مجرد ( كومبارس) للفارس السيد المستعمر المستبد ، نتحول إلى مجرد وسائل  توفر الرفاه و الترف ليس إلا!.

هذا الفلكلور الذي كان مصحوبة يرقص يتساوى فيه الرجل و المرأة في هز الخصر و اشياء اخرى...!

نعم للرقص  ولكن لفن الرقص ، نعم للغناء لكن لفن الغناء ، نعم للمسرح لكن لفن المسرح. أين يعرض الحدث الفني لكافة الجماهير على ان يكون مصحوبا بمناقشة او تحليلا....!

ما الذي جرى لنا أن البعض يعرض نتيجه دون خلفية او مرجعية حضارية ثقافية ، لا مدرسة و لا مذهب و لا فلسفة تصورات النص.

تشابه مع الفارق ، بين الامس و اليوم و نحن نرى بعض من يكرسون انفسهم للدفاع عن الثقافة ، الشفعاء الامناء ؛  يكرسون أساليب ( الهز) و الزردة و الهردة ، حين يخلطون شعبان مع رمضان ، الجد بالعبث ، و الفوضى بالنظام ، حين يخلطون أعياد المسرح بالفلكلور حتى يصير كل شيئ شعبويا مما تغيب الجودة و الكفاءة و تطغى الرداءة على السطح كيما يبزغ ( الصنم) !.

لابد من إعادة الأسماء بمسمياتها فالجد جد و الهزل هزل ، ثم لا نسعى لتقديم هذه المظاهر الاحتفالات على اساس جهوي او عرقي او لغوي حتى لا تتشكل بالتراكم و بالاضافات على اساس عنصري تفرق أكثر من ان تلملم.  ما احوج الجزائر اليوم إلى كل ابنائها ؛ و إلى كل جهاتها و إلى لغة واحدة و سياسة واحدة و دين واحد و عادات وتقاليد واحدة.

يجب أن نكتبه ان التعامل مع الفنون سيف ذو حدين ، اخد الحذر و الاحتياط و إعادة الاعتبار إلى الثقافة الحقيقية ما يبقى بعد ان نخسر كل شيئ و ما يجب ام تعلمه بعد ان نتعلم كل شيئ.

صحيح كنا ورد في الأثر الشعبي : " كي تشبع الكرش تقول للراس غني "

 ويقول يموت الدرابكي و كتافه تلعب "

بمعنى صحيح مهما اجتهدت لنكون اكادمية و او انثربولوجيين الا اننا مرتبطين بالمخيال الجمعي اكثر من اي شيئ آخر،  لكن نعتبر عاداتنا و تقاليدها و لسانها المحلي المادي و اللامادي شبيها بالتاريخ .

او كما قال ( مالرو) : " لبناء حضارة يلزمنا تاريخ  و الشبيه للتاريخ ".

و مادام ( الشبيه للتاريخ) بعيد المحال عن أشباه المثقفين و انصاف المتعلمين ستظل دار لقمان في كل مهرجان (...) تكرر نفس الاوجه السماء المنقوشة في صخرة الفشل تكرر المكرر و تجرب المجرب ، و لا سيما اذا كان الحدث في ( الصحراء) و باسم الصحراء - بعيدا عن الشاطئ - يصب على الساكنة الامنية اكبر عملية تفريغ ، تفريغ الإنسان من أصله من جذورها بحجة الحداثة المريضة و ما بعد الحداثة ما بعد المرض. بل يسقط على الساكنة ما يشبه يقط المتاع.

يفترق الجمعان مخلفين وراءهم اضرارا ايكولوجية مادية ز معنوية و لضرارا آخرة مسكوت عنها مؤجلة إلى بعد حين .

ضعوا الثقافة المحلية ضمن مشروع و سوف ترون العجب ، أعطوا للاعب الكرة الحقيقي الكرة ، و أعطوا للفارس الحقيقي الفرس ، و أعطوا للمنثل الحقيقي الركح و سوف أكون عجبا !.

اما اذا ظل هؤلاء (...) هؤلاء من كل سنة يستنسرون في الأرض الطيبة باسم عاطفة الأرض او الجهة او الغرق فانتصر المياع و الصياغ و الضياع!.

ورد بالمثل الشعبي بالجنوب الغربي : ان ليس كل من اشترى فرس فارغا، فالليل الحرة تعرف فرسانها بسذاجة البداية ، بالدراسة، و الجزائر المرى جولة و حكومة وشعبا تعرف رجالاتها.

والغيرة لمن يعتبر.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *