يحيى محمد سمونة
يتحاورون
= 10 =
لا يزال الطفل يصرخ و يصرخ حتى يستجاب له
<><><>
فإن كان مطلب الطفل جراء صراخه مأكلا أو مشربا أو عناية و رعاية ببدنه،
فليس ثمة إشكال في ذلك، لكن صراخا من قبيل العناد و الأنانية و محاولة للفت
الأنظار فتلك مشكلة لا بد من إيجاد حل لها قبل أن يستفحل أمرها و تغدو مرضا عصيا،
ولا بد أن يكون الحل عن حكمة و روية و علم و خبرة و دراية كي لا تدع آثارا جانبية
في حياة الطفل
<><><>
فقمع المطالب لا يجدي نفعا، و كذا التجاهل لا يحل مشكلة، و لعل التساهل في
حل مشكلة ما يعني استمرارا لها و تماديا فيها
<><><>
إن الأسلوب الرصين وحده يحقق نتائج باهرة في حل و تسوية المشكلات
<><><>
فيما يخص الحالة التي نحن بصددها - هي مشكلة عناد الطفل و أنانيته - فإن
قوة و رصانة الأسلوب التربوي تكمن في نظرة المربي و قدرته إذ يكون متمكنا من دوره
عن علم و قوة و حكمة
<><><>
فكم من نظرة تميزت بحدة و صلابة، و قوامها في ذات الوقت العطف و الحب و
الرحمة، تجدها تغور في نفس الطفل و تفعل فيه فعل السحر، من غير أن ترهبه أو تخدش
شفافيته
<><><>
إن تربية خلت من حدة و صلابة و حب و رحمة و عناية و اهتمام في آن معا، لهي
كفيلة بتحطيم مشاعر طفل كان من المفترض لمشاعره أن تكون مستقبلا مشروع إنسان سوي
خلا من عقد و أمراض نفسية
<><><>
إنه حوار العيون أيها السادة إذ تكون التربية بالنظر
- وكتب: يحيى محمد سمونة -