جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

الصادق عبدالمولي

بسم الله الرحمن الرحيم

بحث بعنوان

الإستشراق



تمهيد :

الإستشراق حركة فكرية أسسها البيروقراط في بريطانيا بغرض فهم ثقافات وأديان الشرق أبان الإستعمار البريطاني للهند في أواسط القرن الثامن عشر ، حيث  توسعت حركة الإستشراق في الدول الإستعمارية ، ودُرست من قبل الأكاديميين في أروقة الجامعات والمعاهد العلمية بصورة أكثر منهجية شملت الشرق .

وكلمة الإستشراق تعني دراسة علم العالم الشرقي وهو يعني دراسة لغات الشرق وتراثه وحضارته .

والإستشراق تعبير يدل علي الإتجاه ويطلق علي كل من يبحث  في إمور الشرقيين وثقافاتهم وتاريخهم ( التيارالفكري الذي يتمثل في إجراء الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي والتي تشمل حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته ).

1 – المقدمة :

         العلاقة بين الشرق والغرب في أبعادها المختلفة

تتباين العلاقة بين الشرق والغرب وتتوافق عند بعض المستشرقين الذين تصب جهودهم في الإسهام بتحقيق حفظ التراث العربي والإسلامي ودراسته ونشره وتحقيقه  وترجمته ، فيما نجد التباين عند بعض المستشرقين إلي التخلي عن الدين والتراث مثل المستشرق (دومنيك شوفالييه) الذي يدعو العرب إلي التخلي عن تراثهم ودينهم في سبيل تبني الحضارة المادية القائمة علي العلوم والتقانة .

فيما نري هنالك رؤية ثاقبة للعرب والمسلمين بأن الدين والحضارة الإسلامية هي قوامة الحضارة والتقانة .

من هذا المنطلق السردي نفسر العلاقة بين الشرق والغرب في أبعادها المختلفة (أن الدين يدعو إلي التعلم والعمل والإحتراف ويجعل ذلك بين فرض العين وفرض الكفاية وبين فهم الغرب للدين بأنه يحارب العلوم والتقانة  وهذا مما لا يتفق والتوجه الشرقي .

هذا مما يقودنا إلي أن المفكر الغربي هو من قاد مغامرة الإستكشاف في تفاصيل وجزيئات الحياة العامة للشرق وخاصة في كل مقومات الفكر العربي وواقعه الإجتماعي . مما أدي هذا إلي إيجاد مذهب فكري  هدف إلي الإستحواذ   علي الشرق معرفياً والسيطرة عليه فكرياً وتفكيك مجتمعاته المتماسكة وجدانياً ، وبالأخص في الجانب الروحي والديني بدافع الشرق مهد الرسالات السماوية ومنبع الحضارات حتي يتثني إستعماره .، فلذا نجد المفكريين الغرييين قادوا أفكاراً وفق مخططات غير مرئية وأخري مركبة هدفها يلتحم ورابط الإستشراق وهذا بمثابة البداية  الإستعمارية التي تستهدف العقول بلونية  ومداخل الثقافة والتقنية والتطور .

مثال لذلك : نجد أن المستشرق ( فوكو) لقد إلتمس مفهوم الخطاب  ، فيما نجد أن المستشرق ( غرامشي) قد إلتمس مفهوم الهيمنة ، ونجد أيضاً المستشرق (جاك دريدا) قد إلتمس مفهوم التفكيك وآلية النقد من تيارات أدبية وفلسفية .

للفكرالغربي أدوات رسمها من أجل النفاذ إلي أهدافه التي تتوافق و الخطاب الإستشراقي الإستعلائي الذي يقود إلي التناقض في مواقفه الفكرية أزاء قضايا معاصرة في الشرق ،كشفت زيف الإستعمار الفكري المهدد للبناء النفسي والإجتماعي للشعوب .

إن العلاقة بين الشرق والغرب في أبعادها المختلفة إنها علاقة إستعلائية هدفها سبر غور الحياة في الشرق وتحويرها وتغيرها وفقاً للماديات الغربية وتقويض الثقافة والهوية وإستغلال المثقف الشرقي .

إلا أن هنالك ثوابت في الشرق إصطدم بها الغرب وظلت عصية الفهم لديه ، وهي الثوابت الإيمانية  التي تقف حائلاً بين تحقيق أهداف الغرب التي ترمي إلي الهيمنة الثقافية والسياسية والإقتصادية بدعوي التفوق ونزعة الأقوي وتدمير إنسان الشرق وفق نزعة مركزية إستعلائية .

الفصل الأول

المبحث الأول :

            مفهوم الإستشراق ونشأته :

الإستشراق هو إتجاه فكري يهتم بدراسة حضارة الأمم الشرقية بصفة عامة وحضارة العرب والإسلام بصفة خاصة ، وقد كان مقتصراً في بداية ظهوره علي دراسة الإسلام واللغة العربية ، ثم إتسع ليشمل دراسة الشرق كله بلغاته وتقاليده وآدابه .

فالمستشرقون هم علماء الغرب الذين إعتنوا بدراسة الإسلام واللغة ، والإستشراق أيضاً يعني الدراسات الأكاديمية التي يقوم بها علماء غير المسلمين عن الإسلام والمسلمين في الجوانب الدينية والعقيدة والشريعة والتاريخ والحضارة بصفة عامة .

  نشأ الإستشراق بفعل الإهتمامات القصوي التي أولتها أوربا لبلدان ما وراء البحار خاصة تلك البلدان المتعلقة بالشرق الإسلامي وحضارته ، وقد لايعرف عن بداية النشأة بالتحديد إلا أن في الغالب يعزي ذلك إلي العهد الأندلسي إذ نجد بأن الرهبان لقد قصدوا  الأندلس وهي في قمة عظمة مجدها وترجموا القرآن والكتب العربية إلي لغاتهم ، وتتلمذوا علي أيد علماء المسلمين في مختلف العلوم وخاصة في الفلسفة والطب والرياضيات ومن هؤلاء الراهب الفرنسي (جريت ) الذي إنتخب بابا للكنيسة في روما عام 999م  بعد تعلمه في معاهد الأندلس . وأيضاً الراهب (بطرس المحترم)  1092 – 1156م ، والراهب (جيرار دي كريمون) 1114 – 1187م .

 بعد أن عاد هؤلاء الرهبان إلي بلادهم نشروا ثقافة العرب وثم علي أثر ذلك أسست المعاهد للدراسات العربية ،وأخذت الأديرة والمدارس العربية تدرس مؤلفات العرب المترجمة إلي اللاتينية التي كانت هي اللغة السائدة في أورباء في ذلك الزمن .

وهناك من الباحثيين  يري أن بداية الإستشراق الأوربي كانت في القرن الثالث عشر الميلادي وأيضاً هناك من يري بأن بداية ذلك كانت في  القرن العشر الميلادي وهنالك أقوال كثر نتعرض إليها في المبحث التالي .

المبحث الثاني :

تاريخ نشأة الإستشراق والدافع من ظهوره :

أ – النشأة :

      بعض من الباحثيين  يري بأن بداية الإستشراق الأورربي كان في القن الثالث عشر الميلادي ، حيث صدر قرار من مجمع (فينا) الكنسي عام 1312م بإنشاء عدد من كراسي اللغة العربية في عدد من الجامعات والمعاهد  الأوربية .

وهنالك من يذهب إلي أنه بدأ في القرن الثاني عشر الميلادي ، حيث تمت ترجمة القرآن إلي اللغة اللاتينية لأول مرة عام 1143م بتوجيه من الأب (فيزابل) ، وفي هذا القرن ألف أول قاموس لاتيني عربي . وكما يري البعض إنه بدأ في مطلع القرن الحادي عشر الميلادي .

ولقد ذكر الكاتب المؤرخ (نجيب العقيقي) في مؤلفه عن الإستشراق والمستشرقين والذي يحوي ثلاثة أجزاء والذي سجل فيه حركة الإستشراق  علي مدي ألف عام، بدءاً من القرن العشر الميلادي ، حيث رصد فيه طلائع المستشرقين منذ ذلك التاريخ، فذكر في مقدمتهم (جرير دي أورالياك) الذي إنتخب حبراً أعظماً بإسم (سلفستر الثاني) 999 -1003م فكان أول بابا فرنسي ثم تلاه (قسطنطين الأفريقي) المتوفي عام 1089 ، وبعده (أوجودي سانتالا) وغيرهم من الأساقفة .

وذهب باحث آخر إلي أن بداية الإستشراق تعود إلي القرن الثامن الميلادي  بعد فتح الأندلس عام 711م فيقول :

هنالك أدلة قاطعة علي أن الإستشراق قد نشأ حقاً في منتصف القرن الثامن الميلادي في الأندلس .

كل الآراء حول نشأة الإستشراق وبداية مسيرته  لم تكن علي توافق فيما بينها إلا ان رؤيتنا تميل وتقول إن ظهور الإستشراق لم يتأخر عن القرن العاشر الميلادي (الرابع الهجري) حيث كان النشاط العلمي للمسلمين في الأندلس أبان فتحها كان مصدر لولادة الإستشراق .

ب – الدافع من ظهور الإستشراق :

         من الدوافع الإساسية للمستشرقين هو الطعن في الدين الإسلامي وتشويه سماحته وتحريف حقائقه ، وإظهار الدين الإسلامي بمظه ضعف  وتحريف حقائقه وتشويه سماحته وإظهاره بأنه مصدر شر يتوجب علي أتباع الديانات الأخري  محاربته وتعريته كدين فاسد وعلي المسلمين ترك هذا الدين . ويجب الحد من إنتشاره ، ولقد صور المستشرقين الدين الإسلامي بأنه دين همجي ومعتنقيه لصوص وسفاكي دماء (إرهابيين) .

شدد المستشرقين الهجوم علي الدين  بعد أن  رأوا  الحضارة الحديثة قد زعزعت أسس العقيدة عند الغربيين وأخذت تشككهم في كل التعاليم التي كانوا يتلقونها من رجال الدين لديهم ، وقد كان هذا التشدد لصرف انظار الغربيين عن نقد ما عندهم من عقيدة وكتب مقدسة .

يتضح بان هنالك تجاوب متبادل بين الإستشراق والتنصير إن لم يكن هناك تماثل في القصد بين المشرق الأكاديمي والمنصر الإنجيلي ، وأيضاً من الدوافع هو الدافع الإستعماري إذ أن للمستشرقين دوراً بارزاً في تهيئته .

وأيضاً كان للجانب الإقتصادي دافعاً قوياً من أجل الإستيلاء علي خيرات الشرق وكما أن للدافع السياسي والأيدلوجي والعلمي دافعاً أكبر.

الفصل الثاني

الغاية من الدراسات الإستشراقية

المبحث الأول :

   الغاية من الدراسات الإستشراقية :

          وفقاً للدراسات الغربية اللاعقلانية نجد أنها دوماً تنساق إلي الإستعلائية التفوق ، وقد عمم هذا المفهوم في السياسات الثقافية ومجمل الحياة في الغرب ، هذا مما يقودنا إلي جدلية العلاقة بين الشرق والغرب الذي لخص في مفهوم الفيلسوف (هيجل) الذي كان يستقي أفكاره من الرحالة والمستكشفين وزائري الشرق من السواح والتجار ورجال الدين ، ويقيس ذلك ثقافياً بمقياس العقلية الذاتية للغرب . هذا مما قاد (هيجل) إلي أن يصرح بأن الحرية في العالم الشرقي لا وجود لها وأن الحاكم هو السلطة المطلقة .

علي هذا الأساس إتخذ (هيجل) فلسفته التاريخية مؤمناً بمسارها العقلي ووعيها الذاتي .

من يتمعن في مضمون الفكر الغربي يستخلص نتائج ذات أبعاد لها تأثيرها المطلق في الخطاب المهيمن علي الفكر الغربي المقارن بالفكر الشرقي الذي يوحي بأن الفكر الغربي فكر واهي متخلف ، وعلي هذه الأسس كان للغرب العزيمة والجسارة في تبديل ثقافة الشرق ، حيث تسلح بالخطاب الإستشراقي وعمل جاهداً إلي خلق وظهورطبقات من المستشرقين ، مهمتهم الكتابة عن الشرق وإقامة أبحاث عن الشك والنقد ، وأكثر دراستهم إستهدفت الإسلام والعقيدة ، وكونوا صوراً نمطيةً  ترسخت بفعل الدراسات السطحية عن الإسلام والعالم الإسلامي ، وقالوا بأن الإسلام لا يتطور (برنارد لويس) ويجب أن يوضع المسلمين تحت الرقابة مع ذكره لكل المسالب والمساوئ عن المسلمين وذهب إلي أبعد من ذلك بحيث صوربأن الإسلام دين عنف وإرهاب وأن السبب الرئيسي لتخلف شعوب الشرق هو الإسلام الذي تسبب في إنحطاط عقولهم وتخلفهم .

كل هذه الصور السلبية لقد طبعت في عقول الغربيين ، وبرغم  تغلغل الإستشراق في جميع مناحي الحياة الإجتماعية والساسية للشرق نجد بأن خبرة الغرب للشرق محدودة الآفاق ، وإن الطبيعة الذاتية العفوية  للشرق تأبي الخضوع والإستلاب وتقاوم كل من يهدف لفرض السيطرة والهيمنة بالقوة ، فالإنسان الشرقي لا تنفصل ثقافته عن حريته .

أن جدلية الصراع بين الشرق والغرب تتمركز حول محورالهيمنة الذهنية عند الغرب والإيمان العقدي بالدين والحرية عند الشرق . وبرغم ذلك نجد إن منطق التعاطي مع الشرق الإسلامي بالذات يحمل بذور ثقافة تشكلت في بنية العقلية الغربية .

يذهب (رودي بارت) إلي الهدف الرئيسي من جهود المستشرقين عند بداية الإستشراق في القرن الثاني عشر الميلادي  هو التبشير من أجل إقناع المسلمين عبر لغتهم ببطلان الدين الإسلامي ، وترغيبهم في الدين المسيحي ، ولقد إقنع المستشرقين المبشرين بأن الخصم الوحيد للدين المسيحي هو الإسلام وعليه يجب وقف مده عن الإنتشار .

المبحث الثاني :

   الغاية من إهتمام المستشرقين بالمخطوط :

   المخطوط هو التوثيق التراثي والذاكرة الدينية والعلمية والثقافية والأدبية والأخلاقية لأمم وشعوب الشرق (خارطة الكنز التاريخي الفكري والعقدي للشعوب) الذي يتحقق عبره التفوق العلمي الإسلامي ونبوغ العبقرية ذات الركائز الضافية للهوية العربية والإسلامية .

فلذا نجد إن المستشرقين الأوربيين كان جل تركيزهم علي جمع المخطوطات بكافة الوسائل والسبل الإغرائية والمادية والسرقة .

ومن الإهتمامات البالغة الأثر للمستشرقين بالمخطوط  إذ أنهم بعد ا تم الحصول عليها قاموا بترجمتها وتبويبها لفهارس متعددة ومن سخرية الأقدار إعتمد عليهاالمحققون العرب في دراساتهم .

  في القرن التاسع عشر إزدهرت النصوص وتم نشر المئات منها ،في الشعر والأدب والتاريخ والجغرافيا والفلسفة والجبر والحساب وعلم الفلك والطب.....ألخ  ، وقد كان للمشتشرقين دوراً عظيماً ذو أكثر كبير في تحقيق المخطوطات ونشر النصوص العربية القديمة في مختلف مجالات العلوم والمعرفة  ، وقد أقاموا المحضرات في كليات الجامعات والمعاهد العربية إلا أنه وبرغم ذاك الجهد كان مجهودهم عرضة للنقد والتحقيق وكانت هنالك هفوات وأخطاء كثيرة في حق الأمم أقر بها الأب (أنستاس ماري الكرملي) لقد كانت هنالك أخطاء في النقل وفي الإقتباس مسغفلين ومتغافلين عن الضمير والأمانة والتجرد الموضوعي .

*المستشرقين الفرنسيين :

ولقد إهتم المستشرقين الفرنسيين بالمخطوط العربي  وخاصة للدول التي تقع في الصحراء الإفريقية ، ذلك من خلال الحملات الإستكشافية حملة (المكيز ديموريس) وحملة الظابط (أوريلي) علي الجزائر في العام 1775م ، ولقد بدأت هذه الحملات  منذ القرن السادس عشر بفعل من الساسيين وذلك لإهتمام فرنسا بالعالم العربي ذاك الإهتمام الي قصد منه الهيمنة والسيطرة بغرض  الوصول إلي المعلومات الضرورية  لدراسة أبحاث العرب وإثراء مكتباتهم . وذلك مما مكنهم من جمع أكثر من سبعة ألف مخطوطة ،وكل هذه المخطوطات إنتهت إلي دراسات تتعلق بالإنسان وبالحضارة الفكرية العربية أو العربية القديمة أو الحديثة ، وكانت هذه الدراسات لا تخرج من كونها دراسات تراث ولغات شعوب الشرق وحضارتهم ومجتمعهم وتاريخهم .

لقد كان للمستشرقين الفرنسيين دوراً كبيراًمن خلال الحملة التي قام بها (نابليون بونابرت) في القرن الثامن عشر الذي إصطحب معه عدداً مقدراً من المستشرقين الفرنسيين  هذه الحملة وعلي مختلف الميادين  والمجالات كلُ علي حسب تخصصه وغايته،    ولقد كانت لتلك الأدواروجهاً واضحاً لللإستشراق الإستعماري  والتسلط والنفوذ التوسعي لفرنسا وإهتمامها بالعالم العربي وذلك بقصد الهيمنة والسيطرة .

*المستشرقين الألمان :

   لقد كان للمستشرقين الألمان جهود كبيرة  في مجال المخطوطات إلا أن دورهم كان بارزاً في خدمة التراث العربي والإسلامي

فيما يختص بجمع وتحقيق وترجمة وتصنيف  وفهرست المخطوط ، ولقد كانت لديهم مدارس متعددة سلكت طرق علمية لتحقيق التراث العربي  الإسلامي .

وقد كان الدافع لتحرك المستشرقين الألمان تحركاً فعلياً هو تحرك تركيا في قلب أوربا من هذا المنطلق بدأت أوربا تهتم  بدراسة لغات العالم الإسلامي ، حيث قدم (كريستمان) في 1554 -1613م أول محاولة في ألمانيا لتدريس اللغة العربية ، وإن الصفة البارزة للإستشراق الألماني لم تزدهر نتيجة للإستعمار كما هو الحال في بلدان أورباالأخري إذ أنه كان بدافع الموضوعية والعمق المتتبع لحركة الإستشراق ، فألمانيا لم تستعمر أي من البلاد العربية أو الإسلامية  ولم تهتم بنشر الدين المسيحي في الشرق ، لذلك ظلت دراسات المستشرقين الألمان محافظة علي التجرد والروح العلمية .فلذا نجد إن دراسات المستشرقين الألمان قد تميزت بالدراسات الشرقية القديمة والإهتمام بالآثار والآداب والفنون . وفي الغالب بأن هذا النوع من الدراسات لايصطحب معه أغراضاً سياسية .

الفصل الثالث

نماذج من مساهمات المستشرقين

المبحث الأول :

   دور المستشرق أسين بلاثيوس في تحقيق الترث الإسلامي :

        أ - تعريف :

ولد المستشرق (أثين بلاثيوس) في مدينة سرقسطة  الإسبانية في 5 يوليو 1871م وتوفي في 12 أغسطس 1944م في مدينة سان سبستان الإسبانية .

وهو مستشرق وقس كاثوليكي إسباني، ومن مؤلفاته الهامة كتاب علم (الأخرويات الإسلامي في الكوميديا الإلهية) والذي القي الضوء فيه علي المصادر الإسلامية للأفكار والدوال الموجودة في الكوميديا الإلهية ل(دانتي)  والذي أثبت فيه علاقة مباشرة  بين الأدبيات الإسلامية التي تناولت قصة الإسراء والمعراج  وكوميديا (دانتي).

ولقد كتب (بلاثيوس) الكثير من المؤلفات عن العصور الوسطي ، وعني بدراسة (محي الدين بن عربي) عناية فائقة ونشر عنه دراسات متنوعة من أشهرها كتابه (الإسلام المتمسح)- من مصدر المسيحية عام 1931م ،وهي دراسة في التصوف الإسلامي مأخوذة من أعمال (إبن عربي) وأيضاً إهتم بدراسة الشيخ (أبي أحمد الغزالي) وعني بمؤلفاته وأيضاً له مقالات عن التأثيرات الإسلامية علي المسيحية والتصوف المسيحي في إسبانيا .

كان يتمتع (أسين بلاثيوس) بعضوية الأكاديمية الملكية الإسبانية  والأكاديمية الإمريكية للفنون والعلوم ، والأكاديمية الملكية للتاريخ وأكاديمية القرون الوسطي في أمريكيا  ، والأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم  ، والأكاديمية الدولية لتاريخ العلوم ومجمع اللغة العربية بدمشق ، وأيضاً كان عضواًفي المحاكم الفرانكوفونية عن الفترة من 1943 – 22 نوفمبر 1944 .

عمل (أثين بلاثيوس) في جمعية (كميلو تسي) بمدريد وهو في الأساس كاهن كاثيولوكي وكاتب ومؤرخ وسياسي وكانت لغته الأساسية هي اللغة الإسبانية .

ومن أهم الجوائز التي تحصل عليها هي جائزة (الصليب الأحمر للنيشان المدني ولاكفونسو) العاشر الحكيم وجائزة أخري هي رسالة الأكاديمية الإمريكية للفنون والعلوم .

ب – دوره في تحقيق التراث الإسلامي :

كان ل(أثين بلاثيوس) دوراً منصفاً في تحقيق التراث الإسلامي حيث أعطي التراث الإسلامي حقه وتحقق ذلك في كتابه حول الإصول الإسلامية (الكوميديا الإلهية) الذي نشره في 1929م في لندن ، كان هذا المؤلف مثالاً لإخلاصه للتراث الإسلامي ، حيث تجرد فيه من النزعة السلبية التي إختص بها بعض المستشرقين ، ويجدر بنا القول بأنه لو لا (إهتمام المستشرقين بتعريف التراث لما وجدناه البت في مواعيننا الأدبية ) برغم ذلك لم يكن المستشرقين علي درجة واحدة من الأمانة .

ومن الثوابت العلمية التي التي يمكن أن نحقق بها دور (أثين) الإيجابي في التراث الإسلامي بأنه درس اللغة العربية علي يد المستشرق (ربيرا) وإلتحق بجامعة مدريد وعمل الدكتوراه عن العالم الإسلامي (الشيخ الغزالي) ثم من بعدها عين بجامعة مدريد مختصاً باللغة العربية ولقد كتب بحثاً بعنوان (الرشدية اللاهوتية في مذهب القديس توما الإكويني)، وأشار في بحث آخر عن تأثير الشاعر الإيطالي (دانتي) برسالة الغفران ل(أبي العلاء المعري) وكان بعنوان الأخرويات الإسلامية في الكوميديا الإلهية ، كما أشرنا سابقاً .

وكما أنه إهتم بمخطوطات (إبن حزم) و(القرطبي) و(أبي حامد الغزالي)، وكانت من إهتماماته الفلسفية والثقافية وأيضاً كان مهتماً بالحياة الروحية في الإسلام  وعلاقتها بالمسيحية ، ولقد ساهم برعاية وتخريج عدد كبير من المستشرقين الإسبان الذين ساروا وفق منهجه وهذا مما دفع بأن تكون هنالك مصداقية في بعض المستشرقين .

وأيضاً كان مهتماً بالتراث العربي والإسلامي  وعمق ذلك في إيمانه الوطني مما حدا به بأن يشير للتراث العربي الإسلامي بأنه إرث قومي لإسبانيا وهو جزء لا يتجزأ عن الحضارة الإنسانية .

ج -  أبرز أدواره في تحقيق التراث الإسلامي :

1 – إطروحته عن (الغزالي) 1058 – 1111م التي طورها في دراسة أخري ونشر عنها كتاباً في عام 1951م .

2 – مولفه عن (محي الدين بن عربي) رائد الصوفية في الإسلام .

3 -  دعي إلي مؤتمر عالمي في الجزائر عام 1905م وكوبنهاغن في 1908م حول الإسلام ، مع نخبة من الأكاديميين والمستشرقيين .

4 - لقد أضحي (اثين) بحكم مجهوداته ،المثقف التاريخي المختص بالمفكرين العرب أمثال:

الغزالي وإبن عربي وإبن رشد وإبن حزم وإبن مسرة وكان معظم هؤلاء من إسبانيا بلا إستثناء الغزالي .

5 -  ساهم (أثين) في ظهور جيل جديد من المستشرقين المهتمين باللغة العربية والفكر الإسلامي أمثال :

(إيميليو غارسيا غوميز) وكان (أثين بمثابة الأب الروحي للمستشرقين والأكاديميين الشباب ).

المبحث الثاني :

   دور المستشرق هاينريش فلايشر في تحقيق التراث الإسلامي :

أ – تعريف :

   (هاينريش فلايشر) هو مستششرق ألماني ولد في مدينة (بادشوا اندوا) الألمانية في العام 1801م وتوفي في مدينة (لابيزيغ) في العام 1888م ، أخذ عن(دي ساسي) و(كوسان دي برسفال) .

عضو في الأكاديمية البروسية للعلوم ، وأكاديمية ساكسون للعلوم ، والأكاديمية البافارية للعلوم والعلوم الإنسانية ، وأكاديمية سانت ببطرسبررغ للعلوم ، وأكاديمية النقوش والآداب الجميلة ، والأكاديمية الروسية للعلوم  والأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم .

عمل موظف في جامعة (لاينبرغ) ,

مهنته الأساسية هي الإستشراق  يعمل في مجال الدراسات الشرقية وهو مستعرب وأستاذ جامعي لغته الأساسية هي اللغة الألمانية .

نال النيشان البافاري الماكسيميلباي للعلوم والفن عام 1867م ، ونال أيضاً الدكتوراه الفخرية من جامعة كارلوفا ونال أيضاً الإستحقاق للفنون والعلوم ..

ب - دوره في تحقيق العلم :

*أسس الجمعية الشرقية الألمانية في العام 1844م  ، ونشر بالعربية تاريخ (أبي الفداء) وترجمه إلي الألمانية .

*نشر فهرس المخطوطات الشرقية .

*شهد له بالموضوعية العلمية والنزاهة في التوجه العلمي وجدية في فهم التراث والتاريخ الإسلامي .

*أشادت به أوساط علمية في أوربا وأمريكيا بالمنهجية العلمية .

* بقية آثار منهجيته العلمية في الجامعات الغربية ولقد أجري في باريس أبحاث عديدة.

*حدد مجاله العلمي رغبة منه في التخصص وجعل من السنوات الأولي في تدريسه لبعض الكتب حول التوراة وإكتفي  فيما بعد بتدريس اللغة العربية والفارسية والتركية , ويحتل فلايشر المرتبة الأولي بين المستعربين الأوربيين .

ج – دور هانير فلايشر في تحقيقق التراث الإسلامي :

1- لقد أثري فلايشر الحوار والتقارب الثقافي والعلمي مع العالمين العربي والإسلامي وغدا أكاديمياً في طلائع الإستعراب  .

2 -  أفادت دراساته الإستعرابية الألمانية الثقافة العربية والإسلامية وأخرجت كنوزها الرابضة في المتاحف العالمية .

3 – إتسمت منهجيته بالضبط والدقة في تحقيق النصوص وصيانتها .

4 -  ألف ونشر بالعربية تاريخ (أبي الفداء) مع ترجمة ألمانية .

5 – قام بفهرست المخطوطات الشرقية المحفوظة في خزانة درسدن .

 6 – قام بتفسير (البيضاوي) و (المفصل) للزمخشري والجزء السادس من (النجوم الزاهرة) ل(إبن تغري بردي) و (مراصد الإطلاع) ل(إبن عبدالحق)

ويعد فلايشر من أبرز المستشرقين الألمان الذي شهد له بالموضوعية  والنزاهة في التوجه العلمي وجديته في فهم الثراث والتاريخ الإسلامي .

الفصل الرابع

الإستشراق والآفاق

المبحث الأول :

   مدي تحقيق الإستشراق لغاياته المختلفة :

أ – التمهيد للفترة الإستعمارية :

     الإستشراق هوالدراسة الثقافية والمعرفية للحضارات الشرقية ، إذ أن الهدف الرئيسي للإستشراق هو الكشف عن مكنون الحضارات الشرقية ودراستها بمنهج علمي ، ونشرها في الشرق والغرب بلغاتها الأصلية أو ترجمتها إلي شتي للغات ليسهل فهمها من أجل تعميم الفائدة .

لقد هدف المستشرقين إلي معرفة تفاصيل وجزيئات الحياة العامة للعرب والمسلمين في كل مقومات الفكر العربي والإسلامي والواقع الإجتماعي ، ومن هذا المنطلق تحولت الدراسات ورحلات المستشرقين إلي مذهب فكري هدف إلي التغلغل في السياسات والفكر العربي والإسلامي  والسيطرة علي الشرق عن طريق المعرفة وتفكيك اللحمة المجتمعية لمجتمعات الشرق عبر الدين والوجدانيات الروحانية وسبر أغوار الحياة في الشرق وإكمال الهيمنة السياسية والثقافية والإقتصادية ، وطمس الهوية الشرقية وتدميرها وإشعار الإنسان الشرقي بالدونية وفقاً لرؤية الغرب الإستعلائية ، وبذلك يسهل تعميم العقلية الغربية في السياسة  والثقافة والحياة العامة وفقاً للفلسفة (الهيجلية)

إن الغرب لقد إتخذ من فلسفة التاريخ ل(هيجل) مساراً عقلياًودافعاً لتحقيق مآرب التوجه الإستشراقي .

إن الإستشراق لقد نفذ وتغلغل  في كل أوصال الحياة الإجتماعية والسياسية  للشرق العربي والإسلامي  وذلك وفقاً لإعتقاد وإيمان تشكل في مخيلة العقلية الغربية .

ولقد أفلح المستشرقين في زعزعة كيان الموروث الثقافي في الشرق وزينوا من ثقافته وأوهموا الشرقيين بالحداثة والحضارة والتطور والتنمية  والرفاه ، وإقتنع الكثير من المثقفين الشرقيين بهذا الطرح وإتبعوه في الفكر والمنهج الذي يرمي إلي خلق وتكوين شرق بمقياس رؤي الغرب ، ولقد فلحوا في ذلك بنسبة كبيرة القياس .

ب - قياس مدي تحقيق الإستشراق لغاياته :

  1 - لقد حقق الإستشراق غايات في شتي  صنوف وسائل الحياة الشرقية ، وذلك عبر خططه الذكية وتماسكه الإستراتيجي في تحقيق أهداف الإستشراق .

2 – ساعد الشرق المستشرقين في غفلة رقيب وإستمسك بماضيه التليد وذكر بطولاته دون أن يطور رؤي ذاك المجد الغابر وظل مستمسكاً بالأحكام القطعية المسبقة في الفكر الأكاديمي العلمي والفلسفي دون الشعور بحركة التاريخ المتطورة  ومارس العرقية والتفرقة والطائئفية الدينية بالتعصب والغلو .

3 -  ظل المستشرقون كالجسد الواحد لهم آراء وأهداف مشتركة ، ونوايا كامنة وظاهرة ولكل إسلوبه في المقاربة العلمية تحركهم  نزعة آيدلوجية بدافع المعرفية الدينية والإقتصادية والسياسية ،

4 -  لقد زرع المستشرقين بذرة  حققوا بموجبها إنتاج باحثون إسلاميون تبنوا كثيراً من أفكارهم  مما ساعد في تغلغل الإستشراق داخل أمة الشرق بالإستفادة من بني جلدة الأمة .

5 – فرض المستشرقين دراساتهم وأبحاثهم علي الهيئات والمنظمات الدولية وصارت قياس التحكم في الشئؤون الدولية .

6 – صار المشتشرقين هم المستشاريين والخبراء لدي الحكومات الغربية .

7 – ساهم المستشرقون في فتح الجامعات والمعاهد العلياء والبحث العلمي بدول الشرق ، وفتحوا منافذاً أخري للتعليم سميت بنظام التعليم عن بعد .

8 – فتح المستشرقين مراكز ثقافية في البلدان العربية والشرقية مهمتها في الأصل التنصير والدراسات الشرقية مع فرض مواضيع معينة يجبر الطالب علي البحث فيها .

9 – ألف المستشرقين العديد من الكتب  عن الإسلام والعقيدة وتاريخ الشعوب وفي الثقافات الشرقية وألفوا الموسوعات العلمية الكبري مثل :

دائرة المعارف الإسلامية – تاريخ الأدب العربي – قاموس المنجد وكثيراً من المؤلفات .

10 – حقق المستشرقين أكبر قدر من غاياتهم عبر وسائل الإعلام الحديثة ومواقع التواصل الإجتماعي .

النتيجة :

لقد حقق الإستشراق غاياته المختلفة بنسبة كبيرة لا يستهان بها .

المبحث الثاني :

واقع الإستشراق اليوم :

   في بداية القرن العشرين إهتمت الدوائر الإستشراقية بمراجعة الإستشراق والعمل علي إصلاح مؤسساته  بغرض مواكبة الإطروحات الإستشراقية الحديثة وفقاً للتطور التقني والتكنلوجي في العالم .

الإستشراق في واقع اليوم نجد أنه  حقق تطوراً ملموساً وتمكن من غزو العالم العربي والإسلامي  فكرياً وأصبح  موجوداً في كل تفاصيل وجزئيات الحياة العامة للعرب والمسلمين  ، حيث تغلغل في كل جوانب الحياة ، السياسة والفكر والثقافة والإقتصاد والحياة الإجتماعية .

إن الإستشراق اليوم قد رفع النقاب عن المسلمات في الحياة العربية والإسلامية وأضحي وجوده بائن في كل التفاصيل ، بفضل السلطات والحكومات ربيبة  الإستعمار التي تأتمر بأمر الدول الغربية .

ولقد ساهم التقدم التكنلوجي والتقني في دفع حركة تنفيذ المخططات الغربية  التي إستهدفت الواقع العربي والإسلامي بكل صنوفه وتجلياته فنجد أن المؤسسات الغربية لقد إستغلت وسائل الإعلام الدولي عبر المنظمات والهيئات الدولية وتمكنت من بث سمومها في ثوب العولمة الثقافية والفكرية ، حتي تمخض عن ذلك ظهور عدد لا يستهان به من الباحثين والأكاديمين والمفكرين العرب والمسلمين يحملون شعلة الأهداف الإستشراقية ويقومون بدراسة وتحليل الدراسات الغربية التي تستهدف الشرق وتساعد في تعميق الفكر الغربي في واقع الأمم الشرقية .

الإستشراق أوجد جذوراً له وتجزر عبرها في قلب الحياة الشرقية ، وخاصة بعد تفكك العالم الإشتراكي في سبعينيات القرن الماضي  وظهور هيمنة القطب الواحد (أمريكا) التي كانت لها اليد الطولي في تحديد مسار ومسالك الإستشراق أيدلوجياً وثقافياً .

حيث شجعت الجامعات علي فتح أقسام للدراسات العربية والإسلامية بمساعدة المتخصصين  في الدراسات  الإستشراقية في الجامعات الأوربية ، حيث أسس(جب)مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفارد ، وأسس(جرونياوم) مركزاً في جامعة كاليفورنيا ، وأصبح (برنارد لويس) عميد علماء الشرق في الولايات المتحدة .

بعد مؤتمر باريس عام19973 م وبمناسبة مرور مائة عام علي عقد المستشرقين  لمؤتمراتهم العالمية ، تغير إسم الإستشراق المعاصر وصار يعرف ب(الدراسات العربية والإسلامية  أو الدراسات الإقليمية أو دراسات الشعوب العربية والإسلامية) تحت مختلف التخصصات كالإجتماع وعلم النفس والإقتصاد والسياسة .

حيث أصبح المستشرقون يدرسون  العالم العربي والإسلامي من خلال قضايا محددة مثل :

وضع المرأة والتعليم في البلدان الإسلامية أو قضايا الزواج .

ما نراه اليوم نجد أن الإستشراق لقد حول بوصلة العالم إلي الغرب وبهذا تمكن الغرب من أن يوقف تقدم دوران عجلة الحضارة العربية والإسلامية وذلك بالسيطرةعلي المقدرات العربية والإسلامية ، بالبدء في فرض ثقافته وتعليمه وجند لذلك أبناء العرب والمسلمين وأصبح الإستشراق يمارس أهدافه عبر أبناء العرب والمسلمين .

الخاتمة :

التحليل والإستنتاج :

*ألإستشراق مذهب فكري  ذو مؤسسية متعددة الأركان ذات أهداف متفق عليها دولياً ( هيئة علمية) أعضائها الدول الأوربية  وأمريكيا .

*هدفها الأساسي محاربة الإسلام وتشويه مقاصده في مصادره الأساسية ، القرآن – السنة – التاريخ الإسلامي .

*الغالبية من الدول  التي نبع منها الإستشراق وقامت بدعمه وتطويره هي دول إستعمارية .

*كان الهدف الإستراتيجي للمستشرقين دراسة الإسلام والتعمق فيه ولم يتطرقوا للأديان الأخري .

*ساعدت التكنولوجيا الحديثة المتطورة في تحقيق أهداف الإستشراق .

*سيطرة ألأفكار الغربية علي النخب المثقفة في العالم العربي والأسلامي  مما أدي إلي حيادهم عن الأهداف التي ترفع من  قدر شعوبهم وبلدانهم .

*علي العالم العربي والإسلامي العمل علي إنشاء مراكز دراسات عربية وإسلامية فكرية تنطلق من ثوابت الأمة وتعري الأهداف الإستشراقية .

والله ولي الأمر والتدبير .

 إعداد الباحث / الصادق عبدالمولي عبدالرحمن

المراجع :

1 – وكيبيديا .

2 – أحمد الشيخ ، من نقد الإستشراق إلي نقد الإستغراب : حوار الشرق

3 – برناد لويس ،مسألة الإستشراق . – ص 159 - 182

4 – د. حسن إبراهيم حسن ،313/بتصرف دارالأندلس – بيروت ط السابعة 1946

5 – مصطفي السباعي : ص 13 -14- المكتب الإسلامي – بيروت ط الثالثة 1405هج 1985م

6 – مقامات الحريري، نشرها (دي سي) 1812 .

7 – كليلة ودمنة نشره (دي سي)1816م .

8 – مختارات عربية ، منشورة عن مخطوطات باريس وجوتا وبرلين ، نشرها(كوزجارتن)1828م

9 – أطواق الذهب ،للزمخشري ، نشرها النمساوي همر 1835 .

10 – إدوارد سعيد ، تعقيبات علي الإستشراق ، ص47 (21)

11 – إدوارد سعيد ، الإستشراق: المفاهيم الغربية للشرق ص 480 (22).

12 – لويس عوض ، علي هامش الغفران، دار الهلال القاهرة 1966م م/ط 01 .

13 – محمود حمدي زقزوق ، المستشرقون الألمان وجهودهم تجاه المخطوطات العربية الإسلامية ، مجلة كل العلوم الإسلامية ، بغداد ، العراق عدد 15، 1435هج 2014م مج08 .

14 – مجلة الأكاديمية للبحوث في العلوم الإجتماعية /المجلد02/(2020) ص 208 – 222 .

15 – محمد الأمين بوحلوفة – جامعة الجزائر 31/12/2020 .

16 – فلايشر الإعلام، خيرالدين الزركلي 1980 .

17 – فلايشر هيرنج ليبرخت ، الموسوعة العربية الميسرة – موسوعة شبكة المعرفة الريفية1965م .

18 – الإستشراق وموقفه من السنة النبوية (ص 4) .

19 – رؤية إسلامية للإستشراق .

20 – الإستشراق في الفكر المعاصر ، محمد عبدالله الشرقاوي – دار العلوم القاهرة .

21 – حول الإستشراق الجديد ، محمد عبدالرحمن الوهيي .

22 – الإستشراق الجديد : خالد عبدالمنعم .

23 – الإستشراق الجديد والمعاصر، مفهومه ووسائله وآثاره / أمل مطرالعصيمي .


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *