مصطفي حامد جاد الكريم
التأثير الشعوري للفن
التأثير الشعوري للفن هو أهم عنصر فيه
وبدونه لا يصبح الفن فنا
فالفنان حين يبدع تنتابه حالة شعورية
وهذه الحالة تنتقل إلى ابداعه
ثم تنتقل إلى المتلقي حين يتلقى الإبداع
وهذا التأثير قد يكون حزينا أو عاطفيا
وفي حالة الإبداع الكوميدي أو الساخر يكون شعورا بالبهجة مصحوبا بالابتسام
أو الضحك
وهذا التأثير الشعوري هو الجمال الفني
ومعنى أن العمل الفنى أو الأدبي
يخلو من التأثير الشعو ي
أنه يخلو من الجمال الفني
فالتأثير الشعوري هو مبرر إنتاج العمل الفني وهو مقياس نجاحه وجودته
لكن كيف يتحقق التأثير الشعوري؟
البرامج العقلية الابداعية تتحرك لإنتاج العمل الفني عندما تنتاب المبدع
حالة شعورية تستدعي تلك البرامج
حالة حزن مثلا على فقد شخص عزيز
أو حالة شوق إلى حبيبج
أو حالة سخرية من أوضاع معينة
والبرامج الابداعية تحاول خلق عالم مجازي يخفف هذه الحالة
فالرثاء يخفف الحزن على وفاة شخص عزيز
والتعبير عن الشوق يخفف لواعج الشوق للحبيب
والتعبير الساخر يشبع حالة السخرية٠
والمتلقي يوقظ فيه الإبداع المشاعر المشابهة فيجد فيه "راحة" أى
"جمالا فنيا"
والبرامج الابداعية تبني العمل الابداعي بناء فسيفسائيا معقدا حتى يحقق
ذلك "الرضا الشعوري" عند المبدع
والمتلقي
وغالبا البرامج الابداعية تستخدم نظرية الاحتمالات لتصنع بسرعة المخ
الفائقة ملايين التوليفات بين الكلمات أو النغمات أو الألوان
حتى تصل الى التوليفة التي تحقق ذلك الرضا الشعوري لذات المبدع ثم ذات
المتلقي
والتكوين الفسيفسائي لتلك التوليفة معقد ويصعب على العقل النظري او البرامج
النظرية أن تفهمه
ولذلك يصعب على المتلقي أو الناقد ان يحدد كيف سببت تلك التوليفة التأثير
الشعوري أو الجمال الفني
فموسيقي رياض السنباطي مثلا لا نملك الا ان نستمتع بها
ولا نملك تفسيرا لذلك الاستمتاع
واي "ناقد موسيقي" لا يمكنه أن يفسر ذلك الاستمتاع مهما استخدم
من "مصطلحات" موسيقية علمية
وكذلك كل انواع النقد
لا يمكنها تفسير استمتاعنا بالأعمال الابداعية
فمثلا بيت شوقي
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لا يستطيع أحد أن يفسر تأثيره الجمالي الذي خلده
مهما كتب من صفحات عنه
ومهما فككه وبناه
فغاية ما نستطيعه
أن نستمتع بالابداع
ونشكر الله خالق البرامج الابداعية
التي تخفف عنا - مبدعين ومتلقين- صعوبات الحياة
مصطفي حامد جاد الكريم