احذروا يد خفية تطارد الامام
العقيد بن دحو
بعد النجاح الذي سجله المسجد طيلة الشهر الفضيل ، استطاع فيها الإمام ان
يكون محور ؛ و مركز ثقل العملية الدينية الدنيوية ؛ التربوية التوعوية الدعوية.
استطاع الامام طيلة شهر رمضان ، التي ابت بعض الذئاب المنفردة البشرية الا
ان تحوله الى ( رمضاء) شدة الجوع و العطش ، و تفسد على الجماعة المسجدية ( الامام
- المصلون - المسجد ) فرحتهم ببلوغ الشهر. و بالفوز بيوم الجائزة.
ماحدث بمسجد بولاية معسكر ، حيث تعرض امام الى طعنات غدر من لدن حاقد ، على
الاجتهاد و الكد الذي بلغه المسجد ، في حين كانت بعض المرافق المؤسساتية الموازية
تفقد فردوس جمهورها ، كان بالمقابل المسجد يستقطب العديد من المصلين طيلة الشهر
الفضيل. مما ولد الحقد و الحسد ، واعمى قلوبهم قبل ابصارهم و جعلهم يلجاون الى
طعنات غدر ( الخوارج) الجدد!.
ذاك اننا مقبلين على تيار ديني جديد ، متطرف لا يزال ينمو ببطء ، و اكيد هو
تيار لا يجنح الى السلم ، و انما الى التطرف و اكيد يكون قد حدد اهدافه ووحداثه.
ضحاياه الامام ، و من يدور في فلكه ، و مسرح جريمته المسجد.
تبدو الفكرة ساذجة ، حالة شاذة لا يقاس عليها. لكن عندما نلجا الى مقارنة
الاحداث عبر مساجد العالم ، نجد حادثة شبيهة بمسجد بالولايات المتحدة الامريكية ،
اين امام تعرض الى نفس طعنات الغدر في خشوع و سجود ، يؤم المسلمون !.
لن نندهش اذا انتقلت الحادثة الى ولاية اخرى ، او الى دولة اخرى ، او قارة
اخرى.
ان يتعرض رجل دين بمثل هذا الفعل المشين ، ذاك معناه الرسالة وصلت الى من
به صمم.
و اشد ما يوجع اليوم الانفس المريضة ، سواء كانت دينية او لا دينية علمانية
او حتى هي ملحدة.
كون اليوم بما لا يدعو مجالا للشك ، كف فيها الامام عن مجاراة التاريخ. و
صار يرى بما يراه رجل الدولة ، و صاحب السلطة انى كانت هذه السلطة سياسية اجتماعية
اقتصادية ثقافية.
لا يمكن ان تكون حالة ( الطعن) او اي اعتداء على المسجد ان يكون عابرا....
و على الجهات الوصية التي تعنى بالشان الديني ، ان تعتبر ما يمس رجل المسجد و
الدين هو مساس بالدولة الجزائرية ، على
اعتبار الدين و الدولة طرفان في قضية واحدة ، والدين دين الدولة دستوريا.
لابد على وزارة الشؤون الدينية ان تستبق الاحداث سلميا ، و تعقد حوارا
للاديان و التقارب فيما بين المذاهب ، و تفوت الفرصة على تلاقي الذئاب المنفردة
عبر الوطن ، و عبر دول العالم ، و يتشكل
قطيعا شرسا ، يضرب خبط عشواء ، و الخشية ان ينتقل الداء من المسجد الى دوائر
اخرى.... !
لابد من حماية المسجد بطريقة او باخرى لان المستهدف اليوم المسجد ، وغدا
ياتي الدور على بقية المرافق.
استشراف الاحداث هو التوعية... و التعبئة.... و اليقطة و ان تطلب الامر
الحماية الشخصية للامام و للمسجد معا ، كون اعداء النجاح هم من اعداء الوطن
بالداخل و الخارج.
قد يتساءل قارئ و مادخلي انا كرجل ثقافة و ادب و فن.
قد يبدو الامر كذلك ، لكن ايماني العميق لا يمكن التقدم الحضاري و الثقافي
و الفكري الا من خلال بوابة المسجد ، لان جميع الفنون تقود الى المسجد و المسجد
يقود الى الصلاة. اذ تتشكل الظاهرة الادبية مشكلة و مصلى ادبي ، و تتشكل الظاهرة
الفنية مشكلة ظاهرة فنية ، كما تتشكل الظاهرة الثقافية مشكلة مصلى ثقافيا
.
كما لم يعد الامام امان صلوات خمس ، او امام اعياد دينية القائم بالخطب و
دروس الورع و الارشاد ، انما امام مجتمع ، احد وجهائها ، معلمها ، مصلحها ، مرشدها
، و قاضيها الفيصل الناهي العدول.