اقرأ ايضاً

ويرقص صهيون فرحًا

فنون - أغسطس 18 2023

شكرًا جزيلاً

فنون - أغسطس 04 2023

هل بدات فرنسا تخسر مجالها الحيوي و حقوقها التاريخية في افريقيا

فنون - أغسطس 04 2023
جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

مع البحر .🏖️

فنونأغسطس 18, 2023

مقهى الرصيف....🦜🤗.

فنونأغسطس 18, 2023

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك ما هو

 

فن الارتجال

العقيد بن دحو

%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%20%D8%A8%D9%86%20%D8%AF%D8%AD%D9%88

بالغالب الاعم هي مصطلح كلمة درامية ، يتداولها الكثير من رواد فن المسرح الفردي او الجماعي . وهو كلام او حديث او دور يؤديه الممثل دون ان يكون في الحسبان لظروف خاصة .

او كما قال الفنان بيكاسو : الفنان دوما يحسب حسابا دون ان يدري .

البشر عموما تمارس هذا النوع من الكلام ، كحوار ، و كاللجوء الى حجج الاقناع ، و التدليل ، و مختلف الاسنادات الاخرى ، بغية التاثير : كان يعلم ، او يمتع ، او يهز....!

وقد نجد هذا النوع من الكلام ، غير معد له سلفا في الكثير من مظاهر حياتنا اليومية : بالاسواق ، بالمدارس ، بالجامعات و اخبار الاعلام و السياسة و رجال الدين.

الا انه من اصعب الادوار التي قد يؤديها المرء في حياته ، عندما يوضع في موقف مفاحئ ، لم يخطر على باله ، و لم يحضر له سلفا ، لا نفسيا و لا اجتماعيا و لا ثقاقيا . و مع ذلك يقوم (المرتجل) بلعب دوره كما يجب ان يكون ؛ و كما ينبغي له ان يكون ؛ حضور بديهة ، لفظا ، لحظا و اشارة.

ولرب صدفة خير من الف ميعاد .

يبدو بالظاهر ان المضطر الى هذا النوع من الخطاب او الحوار  غير مستعد ، و لم يتلقى عليه دوريات ورشات مراس او تدريب او مداومات . غير ان كونه اجتماعي ، و يتلقى يوميا العديد من الاشخاص و الحالات مكنته من اطلاع واسع ، و  على اكتساب خبرات في علم و فن الارتجال ، و كذا المناجاة اليومية التي يمارسها طبعا و تطبعا كحوار داخلي مع نفسه في صمت هو نفسه ذاك الحوار الذي اجراه مع الاخرين و استطاع ان يؤثر فيهم.

لا يوجد حظ عند العالم البيولوجي ( باستور) الحظ عنده : " يحالف الذهن المستعد " .

و لان الشخصية العامة الكاريزماتية ، شخصية دائمة الحضور ذهنيا ة سيكولوحيا اكثر منه بدنيا . هو الشخص الذي يضع اكثر من احتمال لما هو عازم القيام به ، ان يضع نفسه بنفسه دوما في حالة (رائز) ، في حالة امتحان ، هو الممتحن و هو المجيب و هو المصحح و هو من يعلن النتيجة ايضا. بمعنى ان يضع نفسه يوميا في حالة تقويم و تقييم ، حتى اذا ما ووصع في حالة اختبار (...) ، و كم هي مظاهر الاختبارات (...) المستفزة التي يتلقاها المرء يوميا في حياته ، لكن بفعل التاني و الروية ، التعقل ، الذكاء ، و الحضور  البديهة و كذا الارنجال المناسب في المكان المناسب للشخص المناسب استطاع ان يقلب الطاولة ، و ينقلب السحر على الساحر. حينها ينتقل (كرسي القاضي) الى ( كرسي الجمهور) ، و يحكم هذا الاخير لمن ارتجل جيدا و انقذ نفسه و انقذ الموقف.

الارتجال ليست كلمة ببغاوية تحفظ غيبا لتتداول عبثا ! . انما الارتجال حلما بالمقام الاول ، فكلمة ، ثم فكرة ، ثم فعلا

الارتجال ليست فوضى كلامية من هنا و هناك... وفترات صمت متقطعة ، مصحوبة باراجيف و ارتعاش ، و احمرار خجل ، انما هو مناجاة مع الذات و النفس اولا ، قبل ان يترجم الى مونولوج او مونودرام شبه يومي يمارسه المضطر ؛  من يقرا حسابه دون ان يدري .

المرتجل ليس في حاجة الى مراة يتدرب عليها طول حياته على مختلف التعابير ، و لا قي حاجة الى تدريب في لغة الجسد او التعبير الصوتي ؛ او الى اكسسوارات و مساحيق تجميل او اضاءة او مخرج عرض او حتى مسرح بعينه ، فكل شيئ يكمن في داخله ، و في سلامة حواسه ، و في قدرة و طاقة تحمله لضعوطات الحياة و تقلبات طبيعة البشر.

لم يعد احد مضمونا ؛  فاليوم من يكون معك ، غدا يكون ضدك او يتخذ موقف الحياد السلبي ، و قد يكون متامرا و يضعك في موقف حرق الاعصاب ، و اشد ما يؤلم الصديق الوفي الذي ينقلب فجاة !.

معظم الناس اشرار هكذا قال ( بياس) اليوناني.

صحيح اليوم لا شيئ معبرا عن الكلام ، سواء كان معدا له سلفا او كلاما مرتجلا ، كون المناهج و البرامج و اللغة المنتهجة و مختلف الاساليب بالمؤسسات الاجتماعية السياسية الحزبية الثقافية لم تعد للاتسان لكي يتكلم - تكلم كي اراك - اي نوع من انواع الكلام.

لذا لا غرو عندما تستمع لبعض المسؤولين و هم يتكلمون بذل الوقت الضائع ، تتمنى لو حافظوا على صمتهم قبل ان يمد ابا حنيفة رجلاه !  .

او " جا يطفيها عماها " كما ورد في الاثر الشعبي

او كما ورد بالنص الدرامي الاغريقي : " كام دائما كان يتكلم حينما لم يكن احدا يريد ان يستمع اليه " !.

لكل مقال مقال ، بمعنى ليس كل كلام يلائم كل مناسبة او دعوة ، فكما يكون اختيار الكلمات واجبا ، تكون اختيار المعاني مقدسا.

بيان تزين كلماته

وكلمات زائنات المعاني.

الكلام نعمة ، و الله سبحانه و تعالى كلم انبيائه و رسله من سبع سماوات...

غير ان كلام البشر كلام من كلام ، كلام يشبه ابطال القلعة ( السيد كلام ) و ( السيد صمت) للكاتب المسرحي " ابسن".

الكلام نعمة غير ان بعض الخلائق يجعلونه نقمة ، لا يحسنون قوله و لا توظيفه ، فمابالك ان كان مرتجلا ، و من الراس الى الراس ، صفر ورقة.

صعب ان تكون فارس منبر او امير كلام مدافعا ، متحررا ، متحججا على الاخر او عن اي مؤسسة او عن جهة ، او عن بلد ، او عن وطن او حتى على تفسك و انت لا تحسن فن الارتجال.

الموهبة اولا ، و القدرة على التفكير و المحاكمة و الابداع ثاتيا هو سر لب الكلام.


***********************


***********************

أكتب تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *