محمود نوحو ابراهيم
روحي ندى لعشب الحديقة
ليس لي صبر الحديقة
على شبق الندى
إذ يقيس الورد
لهاثه ويسرج لرغبته
ضحكة الشرفات
وقبل العاشقين
على صبح يطل من ضوج البنفسج
وخدر الياسمين
وتتيه فيه فتنة الشهوات
ضحكة نحلة
تستحلب الورد
تقرأ في تجليه
سر العسل
في الحديقة أوالحديقة
عشب يسوق ظل العاشق
المفتون
إلى مفترق قبلة
في الممر
بين دمعتين
وهناك يطول قلب العاشقة
دالية
تشرع للشمس عناقيد
الحنين
ليطهى في الصبابة
صهد السلافة
اذا ترن أنخاب
عتق السنين
سيدتي الحديقة
تصهل في المساء
بحلم يرفع للريح/ شراع المسرات
وترفع له الحديقة /قبعة عباد الشمس
على غياب الشمس
عن صلاة القرنفل
و يضج في جرح الحنين
نزف الوداع
حيث يبتدأ النشيد
من زهرة خرساء تستذري
نخلة يبوح طلعها
ببلاغة السر الدفين
في حبة يضج فيها الكون
على نوى الأنين
في الحديقة
كل الحقيقة
تستجمر بوح النار
على سياج من خيوط الضوء
تنأى بأسرار الشذى
عن عيون الظلمة
في قلب النهار
في الحديقة
يشرئب غصن يتناوق
من خلل
أربيسك الظل والضوء
ليرى أين تراب الحديقة
وماهي حدود عشبها الاسواد
وأين سورها الآيل للربيع
أين سرتها
وأين هشيم أبطيها
أين مساكب شتل الفرح
واين هالَوك المسرات
أين نضوة الحصان الذي حرث
زعفرنها ونجيلها وورد خاثرها
واقحوانها
أين نصل الفاس التي قطعت أوصال
نخلتها وعراجين مشمشها
على عجل من صباح الله
وأين نعل حذاء الصبية
الذي عندما لم يحضر ذلك الغر
المتشاوف لموعده معها
على الساعة الثامنة من ضحكة
الصباح
والتي أنتظرته غصتين ونصف ولم يجئ
فبكت كأنها أمه
ومضت كأنها ارملته
بدون نعل حذائها
الذي سقط في الحقيقة
قبل الحديقة
لانها جاءت راجلة
على يديها وقلبها
لموعد الحقيقة
في الحديقة
نعم في بعض الحديقة
ولكن أين الحديقة
وأين بعض الحديقة
في الحقيقة
أين نافورة الماء
تثرثر بأسرار الذين أختلسوا
قبلا في ظل عوسجها
وتركوا مناديل
مختومة بأحمر الشفاه
على مقاعد
خاوية ألا من ظلال الذكريات
وعلى ممر بين غيمتي عشب
هناك بلاطة مكسورة
من قبلة عاشق
سقطت سهوا على الممر بين شهقتين
أذا رأى شال التي أحبها
يطير على يدين غير يديه
ويرسم إشارة أستفهام وتعجب
مرتين
وللحديقة فقط بابين
متظاهرين متناددين
كل يريد احتضان الوالجين
إلى الحديقة حضنتين
....................
....................
....................
في الحديقة
التي ظلي يزحف على عشبها
روحي معلقة على أجراس صنوبرها
ترن إيذناً ببدء العيد