أعتذرُ ليسَ بمقدوري كتابةَ
نصٍّ يرضِيك
علي مراد
(( يضيقُ الفضاءُ كلَّما صفَّقَ
بجناحيهِ شاعرٌ ومثلُ برقٍ خائفٍ ينتحِبُ الحبرُ في الأقبية ))
أعتذرُ ليسَ بمقدوري كتابةَ نصٍّ يرضِيك
فصبايا أفكاري مبتوراتُ الأذرعِ
كآلهةِ الحبِّ القديمةِ
لا يصلحنَ لعناق ...
لا يضعنَ أحمرَ شفاهٍ
لا يشرقنَ من خلفِ تاءاتٍ تتقطَّرُ منها الأنوثةُ
صغيراتٍ
يتنصَّلنَ من قيودِ المفاهيم..
ويجررنَ عرباتِ الدَّهشةِ لملعبِ البلاغةِ دونَ ترتيبٍ مسبق..
لذا تمهَّل لا تُشهر سيفَكَ في وجهِ البهاءِ
لا تصبغ المراجيحَ بالأرجوانِ
لربَّما تلبسُ الأحرفُ أجملَ فساتينِها
والزغاريدُ الملفَّحةُ بالحِدادِ
لم تكن نوتةَ فرحٍ
ألَّفَها موسيقيّ حسبَ ذبذباتِ جنونهِ
على قياسِ خصرٍ عانقَهُ
ثمَّ أدمنَهُ
ثمَّ ماتَ إثرَ جرعةٍ بحجمِ حنينِهِ
...
ثمَّ لماذا عليّ أن أكسو القصيدةَ بدثارٍ
لم أجس قطنَهُ
لم أملَأ رئتيّ بزهرِهِ
لم أقسهُ على صدري مرَّةً
ولم أرقص معهُ خطوتين ..
الأبجديتانِ لا تنفعانِ في غيابِ
خيالٍ لا يروَّض
أخبرني يا توءمَ الدَّلالةِ
أيُّ الآياتِ قرأتَ يا تُرى
وأيُّ خيالٍ تعاركَ مع حرَّاسِ الألسنة ..
هنا تتجمهرُ الأحرفُ كقطعِ غيارٍ للكلمةِ
والكلمةُ
تروحُ وتجيءُ مطأطأةَ الرأسِ لخدمةِ المعنى
والشاعرُ كائنٌ حبريٌّ يأبى الانصياعَ إلى قوانينٍ
لم يشارك قطّ في سنِّ أنيابِها ...
علي مراد