أقنعة ملونة جميلة تأملات في قصة "تقدير وتكدير"للقاص : محمود احمد علي بقلم : البيضاني ابو احم
أقنعة ملونة جميلة
تأملات في قصة "تقدير وتكدير"
-------------------------------------
للقاص : محمود احمد علي_مصر
بقلم : البيضاني أبو أحمد _العراق
¶| مؤتمر"ملتقى النقد الأدبي العالمي¶|
_اليوم الخامس(٢٥ يناير ٢٠٢٣م)
------------------------------------
في البدء لابد من أن أؤكد على ضرورة الإشارة إلى الرمز الذي استخدمه القاص محمود احمد على منذ بداية كتابته لهذه القصة إذ رسم أقنعة بألوان مختلفة ووضعها على وجوه المسئول والحضور المصفقين الذين استقبلوا الوزير كفاتح ومسئول لامثيل له. هؤلاء يتحركون بالإشارة أو بالخيوط كما في تماثيل خيال الظل كل شيئ يتضح أمام بطل القصة المريض المقعد وهو يرى الأصحاء يتحركون وينافقون ويضحكون لكنهم بمثابة جثث تتحرك بالخيوط بينما هو ربما يكون الحي الوحيد مع ابنه يتنفسان ويتحركان بشموخ أمام تلك التماثيل الجوفاء و في لحظة ضعف قرر البطل الذهاب إلى الوزير حتى يراه. ويرى معاناته من شدة الألم من مرضه الذي أصبح نقطة ضعفه الوحيدة لكنها نقطة بعد ذلك فاصلة بين قوته وسخطه. وبين ضعفهم وزيفهم. ها هو يكتشف كل ذلك ثم يذرف الدموع. ورمزية هذه الدموع على سقوط الوجوه القديمة وخواء النفوس وضعفها وقسوة الأرواح
إن قصة تقدير وتكدير هي لمحة إنسانية عرت من خلالها المفارقة في حرف واحد.
وكل الصور والأضواء المخادعة التي اختبأ في أعماقها الوزير والحضور. ولكن بوجود
بطل القصة النموذج المثالي للرمز الضد ستكون الناس بخير لأن وجوده وأمثاله في
حياتنا وفي المجتمع ضرورة مطلوبة لجعل الحياة تستحق أن تعاش ولجعل معادلة الوجود
قابلة للإتزان.
تحيةً للقاص محمود احمد على وهو يكشف لنا من خلال وعي مغاير وسرد جميل
ممتنع أزماتنا بلغة سلسة ممتعة مليئة
بالجدية والندية. وروح التحدي.
أكتب تعليق