جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

المثقف عقوبة لاشباه المثقفين

 

المثقف عقوبة لاشباه المثقفين

العقيد بن دحو

لم ار في مجرى حياتي (عقوبة) تمشي على الأرض قرحا ما بعد قرح وحزنا ما بعده حزن ، مثل عقوبة أشباه المثقفين و انصاف المتعلمين معهم ؛ كلما شاهدوا و شهدوا (مثقفا) حقيقيا فاعلا ؛ فرحا مسرورا ؛ مبتسما نشوانة و العصافير يطير . راجلا ؛ منتصب القامة ؛ مرفوع الهامة يمشي بين الناس في الاسواق.

هم الاشباه ، في كل ناد و في كل واد تراهم يكررون المكرر و يجربون المجرب ، متواصلين؛ يلوكون الماء و يفسرونه بالجهد بالماء !.

يحاربون طواحين الهواء بسيف و ادرع من خشب !. يمدحون الدميم حتى تحسبه البحر الدر في احشائه كامن ،  يدمون الناجح حتى تحسبه هو الفشل توامان  سيان!.

تجدهم في صورة الخل الوفي الصديق الصادق الصدوق ؛ و هم الذ الاعداء اللدود....!

تحسبهم أكرم الكرماء ؛ فهم والبخل ميراث!.

يطعنون في الظهر خفية و في العلن . الأصحاب في الضراء و السراء حاضرين.

سراب هم يحسبه الظمان ماء ، حتى اذا ما اشتد رمضاءه واوشك على الهلاك ازدادوا الماء ملحا اوجاجا .....!.

هم غير العارفين به لان الأصل الأصيل؛ القدر ما يعرفون احقية أنفسهم ما هم الا نسخة اضيفت بالبلد !.

يرحبون به ، يقفون له اجلالا و احتراما ؛ يغدقون عليه بالقبل ؛ يوسعون له بالمجلس ؛ و يجلسونه اوسطهم ؛ يدفعوا ثمن قهوته مسبقا ؛ يتسابقون اشعال سيجارته. يبادرون بالأسئلة و كانهم تلاميذ في حضرة معلم جدير بالصمت و السمت ؛ و كان الطير على رؤوسهم ، يسمعون لاحاديثه على مضض.

ولكن في السر هم يتعذبون ؛ يتمنون لو انتهوا منه ؛ و انقضى إلى الأبد،  يوما عن يوم في غيابه و حضوره بتعذبون . عذابات تلو العذاب ؛ سرمدي ؛ لا بداية و لا نهاية له !.

 يبدون عكس ما يضمرون. يتمنون  لو كانت هذه الرشفة الأخيرة من فنجان حياته ، لو كانت هذه النفس الأخيرة يلفظها من دخان سيجارته، لو كانت هذه الهدهدة  الأخيرة من ابتسامته، لو كانت هذه الكلمة الأخيرة من فهرس سعادته !.

كل شيئ منه وعن طريقه واليه يرونها عقوبة لهم !.

أخوة يوسف ؛ بل اخوة ابليس . يوميا يدخلونه جب من المحاكمات الضالة الجائرة التي يعقدونها ويخرج منها بريئا سالما غانما معافى.

يدركون حجمهم الحقيقي بالسليقة ؛ بسذاجة البداية بالمقارنة معه ! لذا تراهم يستعينون بالغريب ليطفئوا نور الله و الله له خير حافظا.

لم يختار المثقف الحقيقي قدره ان يكون متميزا من بين هؤلاء الأصحاب الذين ياكلون مع الذئب دوما ويبكون مع الراعي.

لذا إذا وجدت شخصا غير مقنعا به لا من حيث الشخصية و لا من حيث مستوى الافكار و الثقافة و العلوم يقود قطاعات ما او مرفقا ما فاعلم انهم اوصلوه إلى هذه الرتبة او الدرجة على حساب مثقفا كفؤا جديرا بالتسيير !.

ولكن لان الشعار الخراب هو السائد فالصفة الغالبة هي التي تسود!.

تسود الرداءة وخيبات الامل ؛ لذا لا غرو ان كان شعارهم؛ و اعلانهم : " اعطيه لي فاهم الله لا يجعلو قرا " !.

وهذه هي (الفهامة) التي اوصلتنا في مواجهة الحائط على جميع الاصعدة السياسية الاجتماعية الثقافية الإقتصادية. البلوكاج حين يتوصل الإنسان بعلمه و بثقافته لايستطيع ان يشكل تلك الاضاقة، حين تعلم كوادر التغيير انها لا تستطيع التغيير ، حين يعلم الرجل اللاعب الهدف في كرة القدم  المرمى امامه شبه فارغ ولا يستطيع أن يسجل الاهداف ، و حين يستطيع الطبيب عن يقين معالجة المريض ومع ذلك يظل مريضا. .....وحين يعلم المعلم ....ومع ذلك يظل الجهل قائما ، هنا فقط بامكان ان تقول كما قال الرعيل الاول : اننا في عصر الرداءة و للرداءة اهلها حتى لا اقول رجالاتها.....!.

لهذه الأسباب او تلك يهمش ؛ يبعد المثقف ويقرب ويقدم للدوائر (الفوقية) اشباه المثقفين ، تحت شعار : هذه بضاعتنا....!.

او تحت شعار : يسمع الكلام !.

او تحت شعار : انه لايتكلم ابدا و كاتم الأسرار حتى على نفسه ....!

نتساءل اذن  لماذا قال ارسطو وكتب قولا يخلد له في معبد (دلف) باليونان القديمة منذ ماقبل الميلاد : " تكلم كي اراك " !؟

الامر بالغ الخطورة عندما يصل هؤلاء (الاشباه) إلى ماهو سلطة فتمة تبدو بوادر الخيانة العظمى !.

عندما تحاك المؤامرات ضد الاقليات الثقافية الانتلجونسبا ويرتفع رصيد اشباه المثقفين في بورسات الوطنية الخالدة.

وحدهم دون غيرهم من الملايين من البشر يعرفون انهم غير جديرين بالاستحقاق ، و قد ينسوا كل شيئ ؛ لكن مالم يستطيع نسيانه تلك العقوبة الناصعة التي على جبين كل واحد منهم تذكرهم بالانتكاسة و انهم ليسوا اقل من حشرات جراد مارد قي مروج يانعة ، تاكل الأخضر و اليابس .  شعارها فليذهب الجميع إلى الجحيم : " علي وعلى اعدائي يارب !.

مهما يكن سيظل المثقف عقوبة لا شباه المثقفين كما قال المفكر الاصمعي الجزائري المرحوم مالك بن نبي ، سواء كان حاضرا ام غائبا ؛ و هم الاشباه الاشباح ادرى باسئلة ( لماذا...متى...اين...كيف)!؟.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *