قراءة في أشعار: أميرة نويلاتى_سوريا
بقلم : حامد حبيب _ مصر
¶| مؤتمر
"ملتقى النقد الأدبي العالمي"¶|
_اليوم السادس (٢٦ يناير ٢٠٢٣م)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
نهرٌ
عذبٌ مُتدفِّق ، ونسائمُ
رومانتيكية تُداعبُ أعشارَ القلب
..تهمِسُ إليك مِن
دِمَشق ، مِن
قلبِ سوريا بِصوتِها الشعرىِّ قائلاً :
لكَ العِطرُ المُذابُ على سطورى
ولِىَ التَّنهيدُ فى صدرِ الخِطاب
فليتَ الريحَ
تحملُنى حروفاً
لِتقرأها عيونُك
بانجذاب
هى القريبةُ
منكَ تطوى المسافاتِ
البعيدةَ بِكلِمةٍ
توشوشُ
أحاسيسَك ..تبُثُّ فيها اليقَظة :
تُلملمُنا الرياحُ
متى أرادت
وتنثرُنا كذرّاتِ التُّراب
كأنّك فى هذه
الأبيات أمام "الخيّام "حين يقول:
طوَت يدُ الأقدارِ سِفرَ
الشباب
وصوَّحَت تلك الغصونُ الرطاب
أو كقوله:
يادهرُ أكثرتَ
البِلى والخراب
وسُمتَ كلَّ الناسِ سوءَ العذاب
هى الشاعرةُ
التى ترجمت حقيقةَ الشُّعراء ومأساتهم
فى سطورٍ
مُختزَلة:
نحنُ ياسادتى
بلا سببٍ مقروءٍ نكتُب
رُبَّما لِنَقول :
قد عثرنا على أمانينا المفقودةِ
بين اللّاءِ وال نعَمِ
فنخلُقُ لِلحُبِّ قصائدَ مُذَهَّبةً
والضلوعُ تنفُثُ فى المساءاتِ
الجافّة
رُمادَ احتراقِها
فالشعرُ
هاجسٌ جمالىّ لُغوى يرتبطُ بتجربةِ
الإنسان
فى تنوّعها
وعُمقِها وسُمُوّها إلى
المُطلَق ، وابنُ الحياةِ الحُرّة
بتجلّياتِها الواقعية والوجدانية والأخلاقية .. يجاوز المحدودية .. يسافرُ يخترق الحواجز ، يرسمُ بكلماتِه
عالَماً آخَر غيرَ
العالَم إن ضاقت به عوالم الواقع ،
يبتكرُ لُغةً أُخرى غير اللُغةِ
المكتوبة
..هى لُغة المشاعر
بما فيها من همسات ،
ولُغةَ الإيحاء
، ولُغة تنطق بها
الصورة ، ويعود الشاعرُ من رحلتِه
مُحمّلاً بتجاربِ جولاته، ليضيفَ لنا
من عالَمه
مايُثرى تلك الحياة
من تجارب ، ومن
تجاربها: فإنَّ الحياةَ
بغيرِ غِناءٍ
كقفرٍ تجاوزَ
عنهُ الغمَام
شعورى يُسافرُ بين القلوب
بِحاءٍ و باءٍ
يطيبُ المُقام
إنَّ الشاعرية
ليس موضوعها اللغة
فقط ، ولكن يدخل
الإحساسُ والفِكرُ فيها ، والأهم
هو كيفية التعبير عن ذلك
.. فالشاعرُ مُبدع كلمات ،
وتكمُن عبقريته فى اختراع الكلِمة ، فالأدبُ فى أحد معانيه
هو"عمليةُ
خلقِ المعنى وكشف الغاية من حركة البشر
والكون"
. ولِكُلّ فنّان
أو أديبٍ لغتُه الخاصّة
التى ينتقيها لنفسِه وأسلوبه الذى يُميّزه عن الآخرين .
والشاعرة اتخذت
لنفسها أسلوباً خاصّاً ،
ولغةً تُعبّر عما يجيش بصدرِها :
لِنَتَّفِق
....
أن تمتطى
مُهرةَ الرّيحِ
مِن غيرِ
وداع
ولْنَتَّفِق
ثانياً....
أن تُسكِتَ
الإعصارَ فى دَمى
قبلَ أن
تهطلَ على حنجرتى
مواويلُ
الفِراق
____________
وتُلامسُ
وجدانَ العُشّاق وتكشفُ عن أحوالِهم ، فكما
قال"رامى":
" هجرتك يمكن انسي هواك
واودّع قلبك القاسى
وقُلت اقدر فى يوم اسلاك
وافضّى م الهوى كاسى
لقيت روحى فى عزّ جفاك
بفَكَّر فيك وانا ناسى".
هى قالت:
كم قُلتُ أُمزِّقه إرَبا
إن مرَّ بنا لم يعتَذِر
فأرانى أغفِرُ
زَلَّتَه
وأُبَرِّرُ أسبابَ الكدَر
____________
ولها
تلك الرسالةُ التى
تحملُ معنىً قومياّ
عميقاً، تؤكّد بها على عُمقِ الأواصرِ العربية ولُحمةِ
الأُخوّة
والدم
والتاريخ العربى ،تقول فيها:
فاضَ اشتياقى قبل أن تطوى المدَى
وتدفّقت فى الروحِ أطيافُ
الصَّدى
يانورَ عينى
وابتسامَ دموعِها
لك
فى العراقِ أقارِبٌ
مدُّوا اليدا
أرضَ
النخيلِ أتاكِ بعضىَ
زائراً
ضُمّيهِ فى
مُقَلٍ تُساقيهِ النّدى
______________________
تلك الشاعرة
التى تأبى الزَّيف ، وتعشق الوضوح،
تُعبّرُ عن
ذاتها بتلك الكلمات:" أشتاقُ أكثر
ماأشتاق
للأبيض
والأسود..فحياتُنا المُلوّنة اليوم، بات الزيفُ
يوشّى
دقائقَها".
_______________
مررنا
بقصائدها مروراً سريعاً ، وقطفنا بعض الورود
من بستان
أشعارها، واستمتعنا بهذا التنوّع ،ولايسعنا
إلاّ أن
نُقدّم لها التحية
على ماأضافته لمكتبتنا الشعرية.
