دراسة نقدية في قصيدة "سفير الغزل" للشاعرة المصرية: منى فتحي حامد
دراسة نقدية في قصيدة "سفير الغزل" للشاعرة المصرية: منى فتحي حامد
بقلم :جبار البيضاني/ بغداد العراق.
في قصيدة
سفير الغزل وقفت الشاعرة منى فتحي حامد أمام اجتياز العديد من المطبات التي يقع
فيها بعض الشعراء عند الكتابة عن موضوع الغزل، والغزل كما نعرفهُ جميعاً يقع ضمن
دائرة السهل الممتنع ولكن فكرته وشمولية اللغة والسيطرة على أدواته الشعرية
الجميلة.
أنا مَنْ كتبت
فيكِ الغزل
..
رشاقة وعذوبة
بين الربيع
ونسيم الزجل ..
آراكِ زهرة
مداعبة
للشموس
يُغار مِن
وجنتيكِ
الفؤاد وبساط
الجسد ..
لهذا أقول أن
الشاعرة المصرية منى استطاعت اجتياز محنة الاختيار الموضوعي لفكرة القصيدة واختارت
شكلاً سلسا وبعيدآ عن التعقيد كما يفعل بعض الشعراء وهي تؤمن أن كتابة الشعر
الغزلي تحتاج الى خيال واسع خلاق ومقدرة لغوية.
أميرتي
مَن تكونين ؟
و مِن أين
جئتِ
بابتسامتكِ
سكون وهيام
بدن ..
بنظرات
عينيكِ
روايات
ارويني من
غرامكِ
من أنشودة
برديات القلم ..
يمكنها أن
تقدم لنا قصيدة طعمها مثل طعم الشيكولاتا وبلا عناء نتذوقها ونُعجب بطعمها ونكهتها
الطيبة المذاق.
توّجيني
بأحضانكِ
فمن لمسات
خصركِ
أنهار حنين
وزخات مطر ..
ارتشف من
شفتيكِ
قبلات الشهد
و العسل ..
ثم أسافر إلى
اشتياقكِ
وسط سنديان
وبلسان العطر ..
ربما لأن
كاتبة قصيدة سفير الغزل أُنثى والأنثى بطبعها تميل إلى اللمسة الجمالية والقدرة
البلاغية على استيعاب ممكنات الجمال في القصيدة .
بين ذراعيكِ
انصهار
أحاسيسي
بغرام ياسمين
وسنابل عشق ..
يا امرأة
من بين كل
النساء
ترنيمة صباحي
ومساء الشغف ..
من روحكِ
الهوى
بلسم وجداني
وترياق النبض ..
إنها من
النوع الذي سيذكرهُ القارئ والقارئة المتتبع لخطوات الجمال الشعري يكتب العشاق
أغنياتهم التي ستنقلها العصافير إلى النوافذ المُشرعة لحبيباتهم المنتظرات ..
عاشق أنفاسكِ
فمن أريجكِ
لهفة مضجعي
ووسادة شوق ..
قبلاتكِ
نجاتي ومحيايّ
أناجيكِ
بالورود
تعانقين روحي
ببساتين نثر ..
ثمة لمسة
شاعرية لشاعرة قادرة على تحويل الحجر والتراب إلى ذهب، تلك الأنامل هي أنامل
الشاعرة المُبدعة في إصطياد المفردات العذبة والشفافة التي تأتيها طائعة بلا مشقة
أو تعب.
قصيدتي
أهديها إليكِ
يا فاتنتي
يا قيثارة
الكَلِم ..
أنثرها
للعاشقين
إن فارقتني
دنياي
قرأوها
بالأشواق
تذكروني على
مداد الزمن ..
هكذا يكون
الشعر وهكذا تكون الشاعرة حينما تعرف المعنى العميق لجمال الروح وهي تقف بهدوء على
أعتاب بوابة العشق.