علي حداد
نادية الجندي ..وفلاح الشرطي
قصة علي حداد
الكلمة: يعتقد البعض من المثقفين وانصافهم.. انهم يستطيعون التعبير عن كل
الاحاسيس والمشاعر بينما يفاجائك ان الكثير منهم يبدو عاجزا في التعبير ..عن حزنه
او فرحه
الاهداء : الى الخالد الرائع طه باقر وسليم طه التكريتي والشهيدعبد الجبار
الخربيط ومحمد علوان جبر..واعتقد انهم سوف
لايمكثون في الجحيم طويلا...
كانت مكتبتي التي ابيع فيها القرطاسية مقابل الجامعة التكنلوجية وقدر لفلاح
شرطي المرور ان يكون واجبه في الشارع نفسه كان يدخل الى مكتبتي ينظر بأستغراب
ودهشة عجيبين ..واحيانا يفعل ذلك فقط
ليدخن ومن خلال تلك العينين الصغيرتين
يسمونها البّغادة< زروف جفجير > تعرف انه قروي مؤدب وكيس وخجول
وبمرور الوقت اكتشفت انه لايأتي الي الا عندما تدخل بطلة الفيلم نادية
وكانت قريبة الشبه بالفنانة نادية الجندي
< حباية ومفشوكة بالنص >
لكن ملامحها كانت ادق.. وهذه ابدا لاتجيد الادوار الشعبية ..وكنت لاتسمع
منها الاهمسا بشفاه وردية مغرية تتلوى فيها الحروف لتخرج الكلمات بغنج جميل ..وكان
فلاح يتلوى تحت شفتيها ويتمرغل بين اسنانها .. وحين تخرج يتبعها فلاح بلا وعي منه
لتنقلب عينيه الى عصفورتين صغيرتين تبحثان عن عش لهما..ويتبعانها حيث باب الجامعة
ليعودا منكسرتين فقد راح العش وتبخر حلم الاستقرار..وفي محاولة منه لالفات نظرها
كان احيانا يوقف السير لتعبر فاتنته
وملاكه بحرية ويسر ولأدبها الجم
كانت تبعث له ابتسامة شكر ساحرة تستقبلهما عصفورتاه بفرح وبهجة ليرفع بيده
اليمنى ويؤشر لي ب< اوكي > وكأن خطوبته منها قد تمت وانتهى الامر ..
ذات يوم وحين خرجت نادية ..اشرت له ..جاءني ممتعضا كأني قطعت عليه
متعته او وكأنه كان يرى فيلما رومانسيا
فقطعت لقاءا حميميا بين البطل والبطلة
- نعم ؟
قالها بخشونة وانزعاج وعصفورتاه محبوستان تريدان الافلات من سجنهما
- فلاح اريد ان اعرف مشاعرك
تساءل برقة وهو يلتفت يمنة ويسرة مثل من يبحث عن مشاعر ضاعت منه
- مشاعري ؟!
- نعم يعني احساسك يعني ماذا لو قالت لك نادية انا ملكك !
وانتما في خلوة وحدكما
قاطعني بأشارة من كلتا يديه معارضا وبشدة .. بدت له هذه الصورة مستحيلة حتى
على الخيال الخصب
- فقط اسمعني فلاح تخيل ارجوك
- اتخيل ؟!!!
- نعم اضغط على نفسك وافعل ذلك ما هو شعورك وبماذا ستحس لو ان نادية فتحت
لك ذراعيها وقالت اوه عفوا وهمست لك بانها
ملكك اتفهم .هي ملكك يعني سلمتك نفسها
وصرخ
- لي ..؟! لي ؟!
راح يضرب على صدره ويردد وهو يضحك غير مصدق لما يدور ويحدث. نسى الشارع واصوات السيارات والمارة وحلقت كل
عصافير الارض وكانها ترقص له ..
- شعوري؟؟
- نعم شعورك
وكأنما عثر على كنوز الكون ....وهتف ممزقا اوتاره وحباله الصوتية
- شعوري ..شعور رئيس الجمهورية !!!
26/5/عام2020