إبراهيم عبدالفتاح شبل
حب يغرد
قصة قصيرة
حب يغرد
الحب سمة
خلقت وزرعت في جميع المخلوقات بهذا الكون الفسيح بمخلوقاته المعروفه وغير المعروفة
بقواميس البشر فالحب هبة ربانية تتحلى بيه الدنيا وتتجمل بعيون المخلوق ليرى
الجمال فيما حوله فيقول دائما سبحان الخلاق العظيم ويفكر ويتدبر في هذا الحب الموضوع بالقلوب الصغيرة بداخل صدر
اكبر الكائنات ضخامة كالفيل وأقل حشرة
خلقها الله مثل البعوضة وفيما فوقها
وكذلك بقلوب الطيور والحيوانات الأليفة والحيوانات الأكثر إفتراسا بهذا
الكون فإذا تابعت بإهتمام تفاصيل حياتهم بعيون الكاميرا الربانية وبقراءتهم بعيون
عالمة وعقول واعية من رب جليل عظيم له في خلقه العجب من الأمور هكذا ستري قصة الحب للعصفورين عاشا ضسعداء بعد إن
عملا سويا مجتهدين في بناء عشهم خلف مكرفون المئذنه المقابل الشباك غرفتي وما إن
ارفع عيني لأفتح شباك وأري هذين العصفورين يتبادلا الغزل وذلك بعد دورة من الطيران
بحثا عن الرزق الذي هو أهم مفاتيح الحب لإستمراره بالقلوب فاتظر إلى قصة حياتهم
التي تفسر معني السكن والمودة والرحمة داخل إطار من الحب الذي يتباهى بيه كل منهما
ولذلك كان عشهم فوق قمة المئذنه ليعلنا للدنيا إنهما بنيا هذا العش في مجابهة
الرياح وحرارة الشمس وتقلبات الجو بكل جهد ومثابرة وتذوقا معا معنى العناء والخوف
والقلق ليجنيا بالنهاية كل تلك السعادة وأنا اخاف على هذا العش الرائع بهذه
الأفراخ الصغيرة التي تستقبل الأبوين من النعرض لهجمات الصقور والبوم وجميع الطيور
من الكواسر ولكن ما أخافاهما ذلك كله لأنهما أدركا أن من رزقهما الحب ومن رزقهما
الطعام ومن رزقهما كذلك تلك العيون الناظرة إليهما ليعلما كل ناظر إليهما إنهما
ليس في هذا المكان عبثا ولكن ليحتميا بجوار الله ولسان حالهما يقول إن من أخلص لله
في حبه فالله له خير حافظا فلا تشغل نفسك بما ينغص عليك حياتك فاشغل نفسك بما أهداك
من حب قد وضعه الله بقلبك فضمه وارعى ذلك الحب بما أتاك وابني له بيتا إبتغاءا
لمرضاة الله فتأكد إن الله سيقف بجانبك ويدفع عنك في كل مصاعب وتقلبات الحياة إذا امتلكتما قلبت هذا العصفورين اللذان
يقفا فوق ميكروفون المئذنة بسعادة غامرة صارت رسالة لي أنا شخصيا في مواجهة الحياة
بكل حب وأمل في غدا مشرق
كغد هذين
العصفورين المغردين فوق المئذنة.
الكاتب
/إبراهيم شبل
