جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

محمد الطحيني

أراكِ غداً


وتوصَدُ أبوابُ مدينتِنا في وجهي

وأنا في الليلِ وحيدٌ أبحثُ عن ضَوْءٍ أتسلَّلُ منهُ عبْرَ الأسوارْ

يَرفِضُني الضَّوْءْ

وينطفِئُ القَمرْ

كيف أراكِ ...؟

وأسوارُ مدينتِنا عاليةٌ

كالمجذومِ تقذِفُني..

أُخْرَجُ فما فيكِ سوى العدمْ!!!

أنا لستُ مجذومَ مدينةِ الأشباحْ

أنا لستُ فيكِ سوى الظمأْ!

مدينةُ الجِيَفِ المتفسخة على أرصفةٍ

تتسعُ لكلِّ المزابلِ سوى حُزْني

وبقايا أحلامٍ أخبئها في طيِّ العُمُرْ

ترفضُني مدينتي ...

أنا لا أريدُ منها سوى ذاتي،

وطيفِ حبيبةٍ هناكْ

قالت لي: أراكَ غداً!

حتى خيالُ الظلِّ فيكِ تُوِّجَ سَيِّداً!

مدينةُ الزِّيفِ المُنَمَّقِ والخرافةْ

وأنا القتيلُ خلفَ أَسْواري

متوحداً بالليلِ والصحراءُ تَهديني السلامةْ

أُلَمْلِمُ ما تبقَّى من حنينِ العُمُرْ

يُشعِلُني شوقي إليكِ

لأَرْسُمَ طيفَكِ الفِضّيِّ خلفَ أسْوارٍ

تُباعِدُني عنكِ، فكيفَ اللقاءً غداً؟

جناحيَّ أثقلَهُما دمعٌ بعينيكِ

يُذهِلُني انكسارُ الدمعِ فيهما

فينْعَكِسُ ابتسامَةً!

حبيبتي .... حَطِّمي أَسوارَ المدينةْ

اقْلَعي أَوهامَ الوُجودْ

لِتَفْهمي عَبَثي وتَنْسيِ الملامةَْ

بذا اخْتَصِرُ المسافةْ

بِدمي وَحَّدتُ الوجودَ فيكِ

ولَوَّنْتُ العَدَمْ

أنا لستُ شُرَطِيّاً لأَحلامٍ أُرَبّيها

ولستُ هارونَ الرشيدْ

أحبُّكِ كما أنتِ

بجُنونِكِ ... بِتَمَرُّدِكْ

أحبُّكِ لأشياءَ لا أَعْرِفُها

وأَشياءَ أعْرِفُها

قُولي ما شِئْتِ

فالليلُ إنْ طَالَ يُغْريني

بِصُنْعِ نَيازكَ مِنْ بَريقِ عينيكِ

لأجتازَ المسافةْ!

بيني وبينَكِ ألفُ عامْ!

ألفُ قرنْ!

ألفُ جيلْ!

مُتَوَحِّداً بالنُّورِ أجتازُ المسافةْ

والليلُ يُغْريني

بِرَتْقِ شُقوقِ العُمُرْ

والأسوارُ عاليةٌ

بيدينِ عاريَتيْنِ أُحطِّمُ الأَسوارْ،

أُريدُ الوصولُ إليكِ!

يُغْرِقُني الوَحْلُ

وتَقْهَرُني المَسافَةْ

تَسْتَيْقِظُ الأحلامُ فيكِ

أَنْتَفِضُ إِعصاراً يُزيلُ العَجْزْ

يُزيلُ القَهْرْ

كَمَاردٍ أَخْتَصِرُ المسافةْ

لا ... لا

لا تقولي أَلْبِسْتَ أحْلامي سِروالَ مُقْعَدْ

كُوني كَما أَنْتِ

فالأيامُ آتيةٌ

وغداً

أراكِ أَجمَلْ

أراكِ على الرُّغْمِ من آلافِ السُّدودْ

وآلافِ الحِرابْ

وآلافِ الظُّنونْ

فأنا خُلِقْتُ لكِ

أَسْتَصْرِخُ فيكِ كلَّ الأَلوانْ!

فالعِطْرُ في الزَّهْرِ طَبْعٌ مِنْكِ

وهل يَهْجُرُ العطرُ شذاهْ؟

أنا لستُ مًجذومَ مدينةِ الأشباحْ!

أنا سَيِّدٌ فيكِ،

على الرُّغمِ منَ السَيوفِ والحِرابْ

بِدَمِي أُعّمِّدُ غُربتي

أَنْسَلُّ كالسيفْ

كالبرقِ أَعْبُرُ وَحْدَتي

إليكِ آتٍ..

مدينتي

ولي فيكِ كالوشمِ في الروحْ

حبيبةٌ

لها البقاءْ

ولها الخلودْ

ولها عندي وعدٌ أنْ أراها غداً!!

محمد الطحيني




***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *