جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

الأعراس وسوق النساء

 

الأعراس وسوق النساء

العقيد بن دحو

يالداخل سوق النساء نوصيك رد بالك *** يوريك من الربح قنطار و يخسروك في راس مالك.

او كما ورد في الأثر.

ومادام الأعراس و الأفراح تمتاز بالظاهرة الاجتماعية ، تكون في المقابل قابلة للنقل و نقد النقد ، ليس من اجل النقد الهدام و انما النقد البناء ، ذاك الذي يعيد فينا الأفراح و المسرات إلى سالف عهدها. مشاركة اصحاب الفرح ، سواء بيت العريس او بيت أهل العروس ، و في نفس الوقت هي بمثابة اعلان العرس بين العروسين ؛ و بين العائلتين ؛ و بين سائر افراد المجتمع.

واذا كانت وليمة الرجال لا تطرح اي أشكال او اي تاويل بإئن او ظاهر على الأقل، إلا ان وليمة النساء تطرح عدة اشكالات و تاويلات اخرى....

ساعة ما المرأة تحصل على دعوة الفرح ، ساعة ما تحضر دكاكينها و عقاقيرها ، اوانيها ، ملابسها و ما خف و ما ثقل ، و كأنها تصير تاجر متجول ، سرعان ما تحجز حيزا او دكانا مصغرا في بيت العرس او تحت مظلة السرادق و تشرع في بيع عتادها، و تحول العرس من فرح و مسرات إلى تجارة او إلى ربح له عائده المالي المادي .

كل هذا يحدث تحت انظار أهل العروسين ،  كأنهما رضيا  بالأمر الواقع.

لو انتهى الامر بالتجارة نسائية لهان الامر ، انما الامر يتعلق بعقد محاكاة للرجل ، رب البيت ، ذاك الذي بدوره يباع و يشتري، و تلعب عدة سياسات في غيابه. و ساعة ما تعود اليه زوجته إلى وقت متأخر بالليل ، بالهزاع الاخير ، محملة بالبضائع ما خف وزنها و ما ثقل ، ما على هذا الرجل الا ان يرضخ للأمر الواقع ويدفع ما هو عليه من ديون مستحقة لم يكن السبب فيها.

او تطبق عليه نظرية اغنية ( الموضة!)...آلى ما بغيت قرانك  راهم ياسرين الموضة...  !

خسرت وفقدت طبائع اعراسنا ، افراحنا ، و مسراتنا و صارت بازارا كبيرا او معرضا مصغرا. صار كل شيئ فيه يكيل و يقيم و يقوم بالمظاهر و الجانب المادي.

الان بامكاننا ان نتساءل هل عرفت او شهدت حضارات إنسانية نوعا بما تقوم به النساء في زمننا هذا.

لعل الكوميديا الاغريقية تزخر بما يقومن به النساء اليوم.

فهذا الشاعر الكوميدي ( ارستوفانز) يعرض أمامنا عدة حالات كوميدية نسائية.

- الاولى/ (ليستراتا!) اتخذ الشاعر الدرامي من الفتاة (ليستراتا) رمزا لوقف الحرب ، و صارت تدعو نساء اثينا لوقف الحرب، و التمرد و التحجج على ازواجهن ، و تهديدهن بمعاشرتهن بالمضاجع ، و الخروج متبرجات إذا لم يسارعوا في وقف الحرب.

والجوقة كانت تتكون من نساء اثيتا و رجال شيوخ.

- الثانية / " عيد النساء" و فيها الشاعر الدرامي ارستوفانز يتهكم فيها على الشاعر يوريوبيدز ، يسخر منه ، و يتهمه بمعاداته للجنس اللطيف. و يحكم من لدن محكمة قضاتها كلهن نساء و لك ما تتصور . حين يكون الخصم هو الحكم !.

- الثالثة / " مجمع النساء". يطرح الشاعر عدة اشكالات و تساؤلات ماذا لو وصلت المرأة إلى سدة الحكم ، كيف سيكون الحال؟

في راي الشاعر ستغير الشيئ الكثير ، و تقلب الامور راسا على عقب !.

ففي المسرحية بزعامة احداهن يقررن ان يلجن الانتخابات القضائية و يفوزن بعدة مشاريع تشريعية ، يصلن إلى الحكم فعلا و يصير يحكمن المدينة.... وهكذا

اذن لم تعد الأعراس اعراس فرح و مشاركة و انتهى الامر بالتبريكات و التطويبات للعروسين بالذرية الصالحة ، يتنعمن و يتمتعن بالذرية الصالحة. و انما صارت عدة  قضايا سياسية اجتماعية ثقافية اقتصادية

السياسة ارحم منه ، سوق يتم فيه تبييض ما لا يبيض ، ترفع فيه البورصة الاجتماعية العائلية القبيلة و تخفض اخرى ، سوق نسائية صرفة فيه التاجر لا تدفع ضرائب و لا حقوق و لا واجبات جبائية.

يغدون خماصا و يعودن بطانا، لتكرر المراة نفس التجوال التجاري مع عرس آخر و هكذا.

ولو ان لا توجد تلك الوقفة التضامنية لطرح العرس اشكالات اخلاقية.

انت جئت للعرس ترفيها و مشاركة و فعالية و ليست تاجرة ، فلتجارة أهلها و مكانها محددين زمنيا.

تشابه علينا المشهد و الزغاريد واحدة !!، و لم نعد ندري مع هذه السيريالية السوداء : هل نحن في حلم ام علم ، هل نحن في عرس ام تجارة! ؟

لا تذهب بعيدا ، فتش عن المراة ، فهي المتمرد قادرة على صنع اي شيئ من الهدهدة إلى شد مد القرض مات !.

انتهى العرس و بقي الزواج ، و ان ظل الحال على ما هو عليه يأتي يوم لم نعد نسمع فيه الا صوت مكبرات صوت تجار المعارض الموجودين وهم يبيعون ارتجاليا، يبيعون الوهم و الكلام و الصراخ قبل أن يبيعوا البضائع، و بالتالي و انت وحدك في اسبوع !.

انتهى العرس منذ اللحظة الأولى التي اصبحت فيه المرأة تاجرة، و هذا هو السوق ؛ عفوا هذا هو العرس اللي ما شرى يتنزه !

وفيه ايضا الزبون هو الملك ، و فيه ايضا راس المال جبان  ، و فيه ايضا بين البائع و الشاري يفتح الله  !.

وبين كل هذا العط و المط و الشط يبقى العرس بين العروس وامها و العائلة الأقربون، اما البقية المتبقية انفض بالنسبة اليها السوق فهي في حاجة إلى البحث عن دعوة جديدة تحول عرسها إلى سوق و البيع بكل المواصفات بالتقسيط المريح او البيع بالدفع مسبقا.

نساء احترفن حرفة التجارة و صرن يبيعن كل شيئ ، و ما على الرجال ان يظلوا بالهامش يراقبونها دون أن يحاولوا ان يفهموها !.

خوفا من ان تطبق عليه اغنية ( الموضة) و بعدها لكل حادث حديث ، و ما بعد الحدث ، و الأثر الذي يخلفه الحدث.

مبروك العرس و تجارة لا تبور، وربح البائع و المشتري، و تكافا الطلب و العرض في ميزان تجاري غير منطقي سيريالي لا يصدق !.

ان شاء الله بعيدا عن الرجل الغريب الصامت ، الذي يجب الا يتكلم حتى لا يظهر بالصورة.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *