إدريس جوهري
عبر ظلمات الشتاء وراء نجمة رحالة
عند المرور بالقرب من مقبرة ، في أوج
الحرب .. يسألني من لا مهنة له ولا محل
له من عاش على الدوام في البطالة
ما هو القبر ..؟؟ كل هؤلاء الناس
متعبين من القتال ولكنهم في اعماقهم
يحبون المسرح ، وبارعون في تقمص
الأدوار عندما عرضت عليهم المشاركة
في رومانسيات شكسبير .. تراجيديات
أسخيليوس ... مسرحيات هوميروس ،
ميلودراما هوليوودية ، ممثلون من الرجال
والنساء والصبيان ، والجمهور ينتحل شخصيات
مملكة الحيوانات على أوبرا الأقنعة التي يسودها
الجحيم مع التماثيل والأيقونات الثمينة يرقصون
ويغنون على نشوة اللذة على رغبة الخلود ،
على بقايا الفراغ والنسيان وقبل سدول ستارة
النهاية مشوا على أنهار الكحول كي لا يفقدون
عقولهم في دنيا الجاثوم والعُبوديَّة ... لكن
قوارب البؤساء . منحصرة بين ماقبل ومابعد
البدر اللامع بعيدون عن "اللاحب" في اضطراب
الموازين الموجودة بين الليل والنهار . الماء والنار .
الملائكة والحيوان .. أنتم الرفاق الوحيدون لوحدتي
والمتفرجون الوحيدون على فجورتي .. يلعبون معي ،
أمام عينيك ... ترى كل ما يفعلونه بي كل ما
تركتهم يفعلونه لحفنة من الفواتير .. أنت فقط
تعرف وجوه كل من كان هنا ... أنت فقط تعرف
الحياة ، كل يوم يمر ، أسير في شوارع هذه المدينة
الكئيبة ، بحثًا عن الترياق الذي يمكنني الحصول عليه
وبفضله يتم تطهير الإنسان من هذه السموم ...!!
هذه الأرض التي لا يمكن الدفاع عنها وبفضلها
صار كل شخص بوجوه متعددة الأشكال يمارس
قانونا يحسب أنه صاحب السعادة بألوان تتحول
تتوافق مع الغرفة التي استعارها من صاحب
القصر البديع .. لكن ما هو الثمن الذي يجب عليك
دفعه ..؟؟ ماذا خسرت ..؟؟ نورا أم ترابا ..؟؟
هل تعرف جنة الحياة ..؟؟ الإنسان إله عاجز يجري
في غابة الجوع حافيا عاريا باحثا عن الخبز ،
سيتخلى الأبوان عنك يوما ، ستبقى وحيدا بلا
ركن شديد ، انظر إلى هذه المرآة ذات الوجه
الشاحب ، كنت دائما ما أسأل من هي ..؟؟
هل أنت يا "أنكيدو" الميت قبل أداء بروفة السلام ..؟؟
أمام سادة الأرض اعترافات الصياد ، ترسم معارك
هذا العبد الفقير ..!! في أزمنة الحروب الطويلة
التابوت موحش مؤلم في ستالينغراد ..!! يا ابن
الطبيعة إن المهد البريء ترسله الآلهة إلى القبر
تأسيس الموت في قرية الفلاحين ، وهذا حمورابي
يبغي خلود العرش ..!! جسدي الكوني تاريخ أبدي
لا يزول ولا يستقيل ، تنسل "إيزيس" لتحنيط
بقايا الأباطرة والكهنة والحشود المصابة في
ملحمة طروادة .. يوم الميتامورفوز من "مسخ كافكا"
تستيقظ الفراشة من سرير دودة القز ..!! عندما رأيتك
تنجرف وراء التابوت تمشي تتدحرج معي ترافقني
بهدوء الشمس التي لا تنهزم ترسلني لأخبرك بلطف
على الأماكن الفسيحة .. البداية والنهاية لكل رحالة
جديد يكتشف محيطات النبيذ .. لم تذهب بعد ،
كنت تسأل لماذا سأموت ..؟؟ ضحك إبليس
في قهقهة الآلهة الساخرة وسألني مرة أخرى ،
هل أنت جديد على العالم الجهنمي .؟؟ قلت نعم ..!!
ولكنني شاهدت وضع التابوت في قبري مع أني أردت
البقاء في السبات الشتوي ...!! فهل أنت شهادة الميلاد
أم أنا احتفال جنائزي يمشي الإعاقة بين الحلم واليقظة ؟؟
رأيته ضبابي ويتلعثم في بلدي لازال طاهرا دون خطيئة ،
أسفل الصليب المقدس ... مريم المجدلية طفلة وسيمة
صغيرة في سن الأربعين مهمهمة في أذني لم أكن خائفة
يا سيدي ..!! هنا توجد راهبة عذراء تزورني كل حين
تتلو الصلوات الناجية وتقرأ لي الحكايات .. أبتاه تلك
المرايا أرى فيها هذه المرأة العجوز في العاشرة
من عمري .. لم أكن أبكي ولكن كنت أشاهد فقط
الجنين ينمو أكثر من بذور النجوم منذ آلاف السنين ..!!
يا ابنتي للتعرف عليه فإن الطريق طويل دروب
شديدة البأس والمخاطر ... لن ننتظر الموت ...!!
لن نفترق أبدأ .!! دق جرس الكنيسة حان وقت الجنازة
بدأت صرخات الوداع حيث تندب الأرامل تربتي الكربلائية
وفم الأنبياء تصلي علي تكريما للهندسة المقدسة ...!! على
الفور ، قام أربعة أشخاص بإنزال التابوت بجانب النبي
إيليا اشتد العويل والجزع ، اكتملت المرثية ، وبراعة
الزهور تبتسم بشرى مولد الأمير القهرماني الصغير ،
اقتربت من القبر في دهشة ... فجأة رأيت اسمًا مكتوبًا
على الشاهد ... 💙"أَ .. نَ .. ا ..♡.. ا .. ل .. رُّ .. و .. حْ"💚
@ بقلمي/ إدريس
جوهري . "روان بفرنسا"
22/02/23 Jouhari-Driss