لا أحدمن الناس
عبد الرزاق الصغير
لم تصلني هذه الأيام مكالمة مصورة أو رسالة sms أتعلم كيف أرمي و أغرز خناجر وجعي كأبطال افلام الأكشن في التسعينيات في لحمها
تخفف من ثقل قلبي
لا أحد من الناس الذين كنت اعرفهم
وحتى الذين أعرفهم الآن صبر
وأطال إنتظاري قليلا حتى أستفيق من البنج
واتذكر قصيدة كنت كلما أجوع أشوي شريحة من لحمها
اتذكر في أية قصيدة في أية خزانة خبئت خيط المفتاح اللدن الذي يلج في كل السرائر ويفتح كل الأقفال
لم أمشي أقطع شارعين حرم علي طبيب القلب السير الطويل
أجلس في ساحة مقهى مقابل عمارة قديمة معظم بلكوناتها
تخفي تصدعها رسومات فلكلورية
كرهت الشعر ، الزنجبيل
أقرأ بدل الشعر
نبذة عامة عن دواء
مهدأ أو مضاد للإكتئاب
لا أهتم لإختفاء الحمام الملون
للغيم الخفيف
لجلبة الأطفال في الشارع
لإنكسار بلور واجهة الحلاق
لإنفجار البطلة في الرواية
في شارع ما في باريس
لم تصلني كل هذه الأيام أية مكالمة مصورة
او اي رسالة SMS
حارة كامرأة بدوية
أنطفئ فيها
***
الصبيحة كسيارة سوداء محطمة
جراء حادث مروع
بركة بائسة
جرف صخري سحيق
مطر تنتظره عجوزا
خلف شباك شفاف
من حين لحين
ترشف شايها البارد
أنا في الصف أمام ماكنة الدفع البطيئة جدا
خلفي خمسيني لا يكف عن الشتم و السباب
وبزق التبع
وأمامي شابة نهديها
حقل
في موسم الربيع
تقطعه وأنت مسافرا
تقرأ مقالا في جريدة قديمة
وأنت ترشف من علبة
أي مشروب غازي
***
أرائك مكاتب حمراء
طاولات أسطوانية
رفوف ، أغلفة الكتب
بسط عشبية
مذاق العنب الأسود في علب مزركشة
القفازات ، النظارات ، حمالات المفاتيح
فواكه أسيوية
أبجورات
ورد مزهرية بلاستيكي
رافعات النهود في الواجهة
100/100نيلون
عانة نجمة في بوستار مجلة
على الطريق الجبلي
يطفئ ضوء البزوغ على الصنوبر
وحشائش المنحدر المزهرة
وهج
باهر
الأصفر من النوار
دهشة
دهشة
أؤمن بعينيها
والفرقد
عبد الرزاق الصغير الجزائر