جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

وللسياسة قلب بكل نبض يدق ايضا

 

وللسياسة قلب بكل نبض يدق ايضا

العقيد بن دحو

كان ابان السبعينات ،  وحتى منتصف الثمانينيات قولا رائجا ، يسري مجرى الدم في الجسم.سريع انتشار النار في الهشيم : " انتم طلاب علم ، فابعدوا عن السياسة. و في حين كنا صغارا سذج لا نعي بكل ما يخطط لنا ؛ فابعدنا كيما نرضي أقوال أجدادنا و ابائنا واخوتنا الكبار ؛ الذين كانوا بدورهم مخدرين حتى اخمص أقدامهم بوخز ابر الايديولوجية و المعتقدات!.

وفي حين كانوا ( كبارنا) و اقوامنا الصالحين بجتهدون و بعقدون حلما مع الشيطان و المستحيل كيما يبعدوننا عن دواليب السياسة و اخبار السياسة كانوا هم بتقدمون... وكان الطرف الآخر بالمدن الكبرى يقدم في أبنائه إلى اشبال الكشافة و إلى شباب الاتحاد الوطني للطبيبة و للحزب الوطني الاوحد حزب جبهة التحرير الوطني و لمختلف خلايا العاملة بالبلديات و الدوائر و المحافظاتةلمختلف الولايات.

فماذا يخيفنا وقتئذوكان يسعدهم ويفرحكم؛ و ما كان يخجلنا و نبتعد خطوة للخلف كان يرجعهم و يجعلهم بتقدمون خطوات إلى الأمام.

هذه العقدة - شئنا ام ابينا- لا تزال ساكنة المدن العميقة رغم التطور الثقافي و الحضاري للامم و الشعوب ؛ و رغم الازدهار الإعلام و اعلام المواطن وثورة المعلومات ؛ و شبكات منصات التواصل الاجتماعي المحلي و العالمي و العالمي لا تزال الساكنة تعاني منها.

فكل ما باتي من لدن ( الاحر) القريب من الساحل مسلما به ؛ وهو عين الصواب وقضاياه تؤخذ كما هي لا تناقش و لا استفسر. بينما نظيره جاره اخوه صاحبه لا يغرد و لا يارب فلا تبي في قومه !.

حتى الآن لا تزال فئات عندنا ، عندها السياسة و اخبار السياسيين خط أحمر( طابو) لا تناقش !.

فالحكومة ورجال الدولة ادرى بشعابها و بشعبهم !.

فكل شيئ عندهم ( هم) مدخل و متخلل ومتفاعل واثر رجعي !.

ولما بلغنا من العمر عليا؛ و شربنا من كاسهم ؛ و أكلنا من انائهم ؛ و سبحان من بحرهم ؛ و تكلمنا من لغتهم اكتشفنا حجم الخدمة التي كان يخدعنا بها اكابرنا :

" إذا حبيت تربحوا بعدوا عن السياسة " !.

غول الجدات و الاجداد الذين كانوا يخوفون بها صبيتهم قبل النوم ؛ حتى لا يسألون اكثر ؛ و يدخلون في أمور لا تخصهم الان و تدخل الآباء و الامهات في مواقف حرجة هم في غنى عنها.... !.

اكتشفنا على حين غرة و لما تجاوزها مرحلة ( الحرج) إلى مرحلة الحلم ، و مرحلة الشعر و الشعور ، إلى مرحلة الفكر ان السياسة بعيدة كل البعد عن هذا الفزعة الخوف الفوبيا الوهابية؛ فيما كنا نخاف مثلا من الحزب الواحد الموحد كان بدوره سجنا كبيرا تحبس فيه الطبقة الفكرة ادمغتها صباح ومساء حتى لا تفكر. كان احسن شيئ يعد جيدا بهذه الخلايا النائمة و شبه النائمة ابريق الشاي او إعادة تدوير اخبار الطلاق والزواج ومواعيد الأفراح و الموسم الدينية و الشبيهة بالدين و طقوس الزردة و الهردة !.

اكتشفنا حجم خسارتنا باتجاه مدرسة اجتماعية خوفونا فيها من المعلم ز من المدير ز كن زملائنا الطلبة و من المراس و من البنات و من النساء و من كل شيئ جميل في هذا الوجود.

خوفونا بالمثل و بالمقابل من السياسة و من الحزب ؛ لنكتشف ان الحزب سواء في زمن الاوليغارشية او في زمن الليبرالية احسن مكان لاعداد الاطر و الكوادر و الكفاءات التي تقود البلاد و العباد على المديين القريب و البعيد.

ففحين ظلوا ( الفوبويين) الرهابيين ملزمين بيوتهم امام دعاوي خير أمهاتهم !. كان زملاؤهم في الطرف الآخر(...) يستنسرون ؛ يغتنمون ؛ ياخذون المناصب و الكراسي...!.

فما هو عندك خوف كان عندهم الأمن و الاكان و السلم و السلام.

الان أدرك الجميع بأن السياسة فنا ؛ فن الممكن ؛ مدرسة لاعداد الرجال . صحيح فيها الغاية تبرر الوسيلة كما هي عند (ميكيافلي) : او  الغاية هي الوسيلة كما هي عند (ماكلوهان) ؛ لكن هي أيضا: لا عداوة دائمة و لا خصومة دائمة و انما توجد مصالح دائمة !.

صحيح للسياسة العابها و لعبتها في الوصول إلى الحكم و هذا لا يفقد للود قضية. كما يخطئ من يظن ان لاقلب للسياسة او ليس لها قلب (رامبو) القائل : " سبب تفوقي على الآخرين لاني بدون قلب " !.

او كان نجد السياسة في شرف كلمات و نبل معاني ودفء عبارات الشاعر السيريالي ( بودلير) في : " قلبي عاريا " ! / Mon coeur mis 'a nu.

كانت هذه السياسة التي صارت فنا من الفنون تحب و تكره ؛ تجتهد وتخطئ ؛ تنام و تستيقظ ؛ تغضب وتفرح ؛ تسعد و تشقى ؛ تمرض وتتعافى ؛ تحيا وتموت .... والى غير ذلك من تثنية الفعل الدرامي البوليتيكي و نقيضه ، و من فن تناقضات الحياة .

فهي ليست كلها ملائكة و لا  كلها شياطين و انما انسان تجتهد من اجل بناء مقام سرح انسنة الانسان ؛ اذ الخطأ أصيل بالذات البشرية يمكن التقليل منه لكن لا يمكن القضاء عليه .

لذا وجدت الديمقراطية كسبيل وكخلاص للتداول عن السلطة.

إذا كانت غاية السياسة عن طريق الحزب الوصول إلى الحكم . فلطالما اعتبرت الاغريق القديمة الحكم بالكنز !.

لذا فهمنا لماذا كانوا يخيفوننا من الأقتراب من السياسة ونحن يافعين ؛ و نحن شباب ؛ و نحن كهول كيما لا نقترب من السياسة /  Le pouvoir c'est un tre'sor .


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *