علي حداد
سفينة جديدة ..لنوح آخر
نبينا نوح –
ع – اهتم بالكم ولم يهتم بالنوع....
فتسبب لنا
بالكوارث
الى من هبط
من سفينته في العام 2003ارض العراق محملا باحلام وردية زاهية ...اشرت لهم من بعيد
الايترجلوا ... فآكلي لحوم البشر يرتدون العمائم ولعابهم يسيل عليهم..
انا عجوز
مقعد.. وقد قبلت بهذا الوضع القديم الجديد وهو ما كنت اتوقعه منذ بلغت الستين من
عمري وقد نصحتهما الا يذهبا الى عيادة الاطباء..ان يتعلما كيف يعيشا يومهم بطوله
وعرضه..لانني كنت اعرف منذ امد بعيد ان الزمن لا يقاس بالسنين..انما بالتجارب
وصناعة الفرح للاخرين..وما دامت روحي لم تشخ بعد..فانا شاب وروحي مليئة بالحماس
والتفاؤل والامل هذا هو المقياس الحقيقي للعمر ونوح عاش تسع مائة وخمسين سنه من
اجل شيء.. وهناك كثيرون ليس لديهم أي شيء على الاطلاق.. وهم يقلبون الدنيا ولا يقعدوها
اذا ما اصابتهم وعكة بسيطة.. قد تؤثر عليهم في اللحاق بسفينته.. والنجاة من
الغرق.. من الطوفان.. واصدقائي من هذا النوع.. فقد سمعتهما قبل خمسين سنة وهما
يتحدثان عن رغبتهما في ان يتعلما اللغة الانكليزية.. والصينية ...ربما لأعتقادهما
انهما سيساهما في بناء سفينة جديدة ...لطوفان جديد...لكن ألكثير منهم ستتخذ من
الجبل عاصم لعلها تنقذ عمائمهم الملونة !!!!