الفولكلور والأدب الشعبي
* بقلم : حامد حبيب _ مصر
-------------------------------
يرى (إيورى سوكولوف) أنَّ
الفولكلور والأدب الشعبي واحد،لأنَّ الشعرَ الشفاهي محور كل منها..
لكن ( بول
سبيو ) يعارضه ويرى
أنّ الفولكلور أوسع كثيراً من
الادب الشعبي ، لانه
يضمّ إلي درس التقاليد والعادات
والمعتقدات درس الفنون
والآداب
الشعبية.
ونحن نعني
بالأدبى الشعبي عامّةً،هذا الفن البلاغي
الذي أنتجته
جماهيرُ الشعبِ بِلُغتِها وتداولته علي
مرّ القرون .
ونستطيع أن
نطلق كلمة " فولكلور" علي التراث الروحي والفني ،وعلي النظريات والمناهج
العلمية
التي
تناولته.
ورغم أن ( ج.تومس )
الانجليزي كان أولَ
مَن استخدم كلمة "فولكلور" ، في خطابٍ له نُشِر في مجلة "أثينيوم" في أغسطس ١٨٤٦م ، الا أنه
لم يكن هو مؤسّس ذلك العلم الحديث ، ذلك أنه في دول أوربا المناهضة في
القرن التاسع عشر ، ساد
الميلُ للأساطير
والاغاني والأقاصيص الشعبية،
وفي هذه
الأثناء كرّس المؤرّخون والأدباء جهودهم
للكشف عن
الماضي ومافيه من مجهول ، وقاموا
بجمع الأغاني
الشعبية التي حفظها النقل الشفاهي عند الفلاحين وحقّقوها .
لكن
الفولكلور انتظم كعلم ٍ في ألمانيا ،
حيث تأثّر
فكان ميلاد
هذا الفن في
أحضان حركة بعث القوميات الحديثة.
وبدأ الفولكلور
بالمدرسة الرومانسية علي
يد الاخَوان : ( چاكوب
لودفيج كارل جريم )
و(ويلهم كارل
جريم) في النصف الثاني من القرن
التاسع عشر ،
وهم مؤسسي الدراسة الفولكلورية العلمية.
وبدأ بجمع
حكايات شعبية، ووضع (چاكوب) كتاب
"الميتولوچيا
الألمانية" التي أكسبته لقب "
أبو علم الفولكلور".
وكانت الفولكلورية
الرومانسية حصيلةَ مقدّمات ظهرت في القارة الأوربية كانتفاضة
علي عصر العقل ،
وارتبطت بالافكار التي
هيأت للثورة
الفرنسية
وسايرتها،ولازمت انبعاث الروح الوطنى
وهو ماجعل
الرومانسيه ينتبهون الاشعار الشعبية علي نحوٍ خاص.
ومع اهتمامهم
بالتراث الشعبي الوطني ، أجازوا
لأنفسهم تهذيب بعض نصوص الاداب الشعبية….
وقد
خرجوا_أيضاً_علي مألوف الاهتمامات الأدبية
من حقل الآداب
المُدَوّنة الآداب الشفاهية ، ومن ميدان المُدن إلي الريف.
كما أنهم
قدّموا دراسة الأسطورة علي ماعداها من التراث الشعبي.