يحيى محمد سمونة
يتحاورون
= 20 =
يكاد الإنسان في أغلب حواراته أن يكون خاسرا أو مهزوما، ذلك أنه لم يزل
تحكمه أقداره من جهة أولى، و يحكمه الجهل و الضعف و الهوى و النقص من جهة أخرى، و
يحكمه العوز إلى قدرات حوارية راقية متطورة من جهة ثالثة، كما و لم تزل حظوظه من
المناورة و المراوغة و الدبلوماسية و إصابة الهدف حظوظا ضحلة، ضئيلة، منعدمة [ ترى
- على سبيل المثال - : ما قدرة الإنسان على مواجهة شيطانه - و من شابهه - و
الانتصار عليهما ؟! ]
<><><>
تراه كيف و متى يستقيم و يفلح المرء في حواراته ؟ و كيف و متى يمتلك ناصية
الحوار باقتدار ؟ و كيف و متى يترفع المحاور بحيث لا يضع نفسه في محل شفقة و سخرية
و رثاء و ندم ؟
[ ينهزم الإنسان في كثير من حوارته بحكم عدم ثقته بنفسه، و تردده، و عجزه
عن اتخاذ قرار، و ضعفه و عدم تمكنه من أدوات حواره، و تقاعسه عن ترييض نفسه كي
يكون محاورا لبقا مهذبا مستوثقا من نفسه، و أخيرا ينهزم الإنسان كلما افتقد إلى
دبلوماسية الحوار و حكمتة و رويته و نضوجه و ترفعه عن السفاسف]
[ ينهزم الإنسان في كثير من حواراته بحكم طيشه و عدم اعتصامه بركن شديد
يلوذ و يتحصن به، ولا يدع نفسه عرضة لسهام محاوريه و انتقاداتهم له ]
<><><>
- وكتب: يحيى محمد سمونة –