جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءمسرحAkid Bendahou

لغة ثالثة او لغة شارع

 

لغة ثالثة او لغة شارع

العقيد بن دحو



يتعامل الجزائريون ، خاصة الفنانون و المثقفون مع اللغة الفنية و لاسيما المسرحية ، كتعاملهم مع التاريخ، ما لا يدرك كله لا يترك جله.

ليس كل ما يعلم ، و ليس كل ما حدث يجب أن يسرد او يروى او يحكى .

فليس كل التاريخ يوقظ ذاكرة الامم و الشعوب حتى لا ننسى ، و حتى لا يكرر و يعيد التاريخ نفسه مرتين ، مرة في شكل مسخرة و مرة أخرى في شكل ماساة.

بل الحرية حيال الخير و الشر  ، و سوف تكون نهاية هذه الحرية بنهاية هذا التاريخ عموما.

الظاهر ان الجزائريين ورغم مرور العقد السادس ، و جيلين على الأقل منذ الاستقلال ، لم يفصلوا بعد في لغتهم الفنية ، اي لغة تليق بفنونهم الزمكانية !؟

فمنذ صاحب أسطورة( نجمة) كاتب ياسين ، صاحب نظرية اللغة الثالثة بابي الفنون ، الفن الرابع ، المسرح. لم يبحث الباحثون عن أصول  لغوية اخرى ، تعيد للمسرح اتصاله و تواصله مع الجمهور.

اللغة الثالثة التي كانت تجمع بين الشعبية اللسان الدارج ؛ و الفصحى. لا أعتقد اليوم هذه اللغة صارت مفيدة للمسرح الجزائري عامة وهو يشهد لغة اخرى تدستر ابجدياتها في مسرد منجد قاموس الثوابث الوطنية. بمعنى هل نحن أمام لغة رابعة للمسرح على سبيل المثال لا الحصر !؟

اما الذين يمثلون اليوم وفق منطق صاحب ( نجمة) ، مثله كمثل النعامة ان قيل لها طيري ، قالت لهم انا جمل !.

وان قيل لهم احملي ، قالت لهم انا طائر. .

وبين النعامة ان تطير و تصنف مع صنف الطيور. و بين ان تحمل و تصنف مع صنف الجمال ؛ فقدت اللغة المسرحية! اللغة العربية الفصحى و اللغة الدارجة معا.

وما بقيت أمامها الا اللغة السوقية ، الشارع ، و الالفاظ البديئة التي تعكس كليا مبادئ القيم الاخلاقية التي نهضت عليها الثقافة و الحضارة المسرحية على مختلف مدارسها ومذاهبها الفنية ، التراجيديا و الكوميديا معا.

وعندما نجد هكذا (مسرح) يسقط سقط متاع بهذه الكيفية البائسة إلى الشارع فإن في الامر ازمة تلوح في الأفق، ان لم يكن يعيشها الجميع. و المسرح المنكوب - عبثا- يحاول بلاجدوى ان يعيد جمهوره المفقود.

واخشى ما أخشاه ان تقوم اصوات نشاز ، تدعي بان المسرح لم يعد في حاجة إلى جمهور !.

لقد اكتفى ببعده او بجداره الثالث ، هم كما هم في ذاتهم وبعدهم اطوفان!.

بطبيعة الحال كلام مثل هذا لم يعد مستبعدا ، مادام النوم الكسل احلى من شهد العسل !. صار من شيم الجميع كاتبا  ومؤلفا ، ممثلا ، مخرجا ، و جمهورا ايضا. تحصيل حاصل.

منذ كاتب ياسين ، لم يعد أحدا يحدثنا عن اللغة المسرحية ، عن اي لغة مسرحية تليق بمسرحنا العظيم .

صحيح اللغة بالعالم صارت المعرقل الاساسي للاتصال و التواصل بين الناس ، كما فشلت في ايجاد (حوار) من اجل أحد ،  مجدي ، ناجع بغية : ان يعلم ، ان يمتع ، ان يهز ، او حتى ان يكون مبعثا لليأس، الشفاعة، و التعزية ، الامل و الالم.

واذا كنا نعلم من المستحسن استخدام اللغة العربية إلى تلك النصوص الموجهة للخطاب الوطني القومي لعظمتها و جلالتها و غناها الاصطلاحي و الفيلولوجي ( فقه اللغة) ، و كذا في غناها  و صيغها البيانية و السيميائية الشعرية الواقعية ، و كذا في جملها وتراكيبها النحوية البيانية. 

كل هذا جعل من اللغة ان تكون جديرة بتلك النصوص الدرامية القوية التي تخدم  اهداف نبيلة خلاقة ذات ابعاد محلية وطنية عالمية إنسانية، ذات مخرجات في الحضارة الديمقراطية حرية ومساواة و عدالة .

لابد أن نعيد المجرى إلى النهر ، و القطار إلى السكة ، و ان نقلم شجرة الفاكهة ، و نجعل من عجلة التاريخ ان تتحرك قدما في مجرى الزمن .

ان يبحث الباحثون بكل قوة عن لغة بديلة عن تلك التي تقام بها اليوم نصب جل مسرحياتنا ( اللاصفات)   و نخرج من أسر أحفاد لغة كاتب ياسين ، اللغة الثالثة.

عالميا حسب المسرحي العالمي ( يوجين يونسكو) اللغة لصبحت عاجزة عن ايجاد اي حوار او اتصال او تواصل ، بل هي مجرد ( كراسي) في عرض طريق للتواصل بين الامم و الشعوب او بين الافراد و الجماعات .

ومن اجتهاد الجماعات المسرحية اليوم ان تفكر و تبحث عن بديل لغوي مسرحي يعيد الحوار بين الممثل و الجمهور مجددا.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *