محمد آدم
..
* الحلم والحقيقة
على ضفات الأنهار تتساقط الثلوج بامتياز
ويهرب المارة
إلى سفينة نوح
سفينة نوح التى لم يعرفها بشر قط
ولم تتوقف أبداً لا فى البحر الأبيض المتوسط
ولا فى الخليج الباسيفيك
فقط
وكما قالوا لنا
كانت راسية هناك فى كتابٍ قديمٍ
كنا نقرؤه على حافة المقابر الجماعية
ونحن أموات.
* شهادة زور
الورقةُ
والقلمْ
كانت شهادة زور لعالم يمتلىء بالشر!
على حواف البورصات العالمية
تتساقط الدموعْ
ويفقد رجال أشداءُ أرواحهم
ولا يتبقى من السماء
غير قمر يتيم
أو شمس تتأرجح فى الغرفة
تحت حبل غسيل
وليس ثمة شىء فى آخر الممر
سوى غرفةٍ ضيقةٍ وتكتظ بالجماجم
إصرخى أيتها السموات بعنف
أبناؤك هناك تركوكِ للريح
تحتك تسيل أنهار الدم
وعلى شواطئك الملآنة بالنجوم والسحب
يصرخ البوم ليل نهار
وأنتِ
أنتِ هناك غائمة وصامتة
ومذ أن رأتك عيناى
تلبسين نفس الحلة الخرسانية
بنفس كل هذه النجوم السوداء
وجغرافياتك التى تكتظ بالخرائط
من لهذا العامل الذى يموت جوعاً
فى شوارع كاليفورنيا
من لتلك المرأة
التى تتجلد فى ثلج إدمنتونْ
هناك
قمر أحمر ويتيمْ
يلبس شراباً فى رجليه
ويجلس على الأرصفة
ليبكى فى الليلْ
إلى أن يأتى أحدهم وفى يده مكنسة كهربائية
من بقايا العصر الحجرى
ليهشه بعيداً عن الأرصفة
والوعى.
..
من ديوان
نشيد الجحيم
محمد آدم