أهمية الفرد و الجماعة في حياة الامم و الشعوب
العقيد بن دحو
الامم المتقدمة و المتحضرة تعود دوما وسويا للود كما تعود الجماعة. و لا
سيما ان أخطأت الدولة في حقه. لما للدولة
كسائر الأشخاص الطبيعيين تمتاز بالصفة و الطابع المعنوي.
لقد علمتنا جل الحضارات الإنسانية العربية العملاقة ، و خاصة اليونانية
انها عادت - مكرها لا بطل - إلى " فيلوكتيت / فيلوكتيتيس " ، بعد ان
اوحت الآلهة للشعب ( الاثيني) ان اثينا لن تضفر في معاركها الحربية الا اذا عاد البطل الجريح المنفي و
شارك في الحرب بدرع و سهام هرقل المجنحة !.
واخيرا اقتنع فيلوكتيت و عاد بالنصر و الضفر.
هذه واحدة من الآلاف من القصص الإنسانية الخالدة في مجرى الزمن. اين تعترف
الجماعة بأهمية الفرد.
العديد من الدول و الشعوب و الامم تعترف بأهمية الفرد و تعود اليه متى شاء،
كون المصلحة الوطنية شعارها : لا عداوة جلئمة و لا صداقة دائمة ؛ انما المصلحة
الدائمة .
هذه الدول الرشيد التي تتنازل عن كبريائها ، و تصلح اخطائها باتجاه الفرد و
الجماعة.
ليس وحده البيت الشعري دوما صحيحا في رأي الجماعة :
راي الجماعة لا تشقى البلاد بهم *** رغم الخلافة وراي الفرد يشقيها . و
انما ايضا يزكي الشاعر فردانية الانسان ؛ اذ به يقول :
وقف الخلق ينظرون الي جميعا *** كيف ابني قواعد المجد وحدي.
ثم يقول آخر:
أصبحت فردا لا يناصرني *** غير البيان و أصبحوا جمعا.
ثم يقول :
ولرب حر عابه نفر *** لا يصلحون لنعله شسعا.
بينما الحضارة الديمقراطية بقدر ما تولي للجماعة أهمية توليها كذلك الفرد.
الفرد المبدع ، الخلاق للثروة المادية و المعنوية ، و المكون الأساسي
لقواعد البنيات التحتية و كذا البنيات الفوقية.
فاذا كانت الحضارة الديمقراطية تقدر كميا
كيفيا = الحرية × المساواة.
فإن مركز الفرد في المجموعة هو في اساسه حريته ، اما علاقته مع الافراد
الآخرين فهي في أساسها المساواة.
ولا اعتقد توجد حضارة اليوم نموذجية ولا أهمية للفردانية الشخصية مثل ما هي
عليه الحضارة اليونانية.
ولعل الحضارة الغربية اليوم وما تشهده من هذا الزمن المادي و اللامادي ،
التماثلي و الرقمي منه ، الفضل فيه يعود الى أهمية الفرد المبدع ، و رعايته و دعمه
، و جعله في حيز و مسرح حيوي له القابلية للنماء و التطور .
اليوم صرنا نسمع من حين إلى آخر إلى ذاك القول الفرعوني القديم الجديد : يا
داخل مصر منك الالوف !
وحدنا دون الاقوام الاخرى ، من تستحق و لا نولي أهمية للفرد، انى كانت درجة
ابداعه ومعرفته وعلمه ونبوغه و ثقافته.
ولهذا يوميا الدولة تخسر العشرات من الكوادر و الاطر النواب الخلاقين.
وربما استشارة كفء واحد في الميادين و المجالات الثقافية او الاجتماعية او
الإقتصادية او السياسية لتجنب البلاد و العباد العديد من الاخطاء ، و لربحت رهان
الوقت.
هذا ما يسمى بالاستثمار في الانسان ، في الحلم اولا ، للكلمة ثانيا ،
الفكرة ثالثة ، للفعل رابعا.
ذاك الذي يفعل الفكرة الفلسفية و التصورات الذهنية ، تسري في كيان الناس
اليومية.
تنقذ البلد اولا.
عدم حضور ( الشخص) الواحد خسارة كبيرة ، و ليس حضوره كعدم حضوره !.
معرفة الرجال كنوز كما ورد في الأثر الشعبي ، و عند الاغريق الحكم كنز ،
اذن الرجال كنز ، بل حكم ، إذا كان حقا الحزب ، او الجمعية ، او المجال المنتخبة
المحلية و الوطنية تعرف جيدا كبف تستقطب هذه الحالات الخاصة ، و تتعهده بالرعاية و
التكوين و المراس حتى يبلغ أشده ورشده الوطني ، ساعتئذ سيكون الفرد اضافة اجابية ،
ربما جاءت على يديه فتحا لم تخطر على بال مسؤولين او من هم بالسلطة.
راي الفرد قوة ، كونه لم يعد حالة خاصة و انما حالة ابداعية وجدانية يوميا
تخسرها الامم و الشعوب التي لا ترضى أهمية للود، اما الجماعة أعدت للقاعات ،
التصفيقات الحارة ، تما التفكير دائما يوجد من بفكر بدأت عنهم و يقوم مقامهم. .