أوراقي حزينة
عزة عبد النعيم
أكتب الأن و أنا أجلس بين أوراق أيامي ..
تتمدد على صدر الورق أحزاني
وتستقر الكثير من التفاصيل أمامي ..
طفولتي .. مراهقتي .. و بقايا أحلامي
فنجان قهوتي السوداء يتكئ على الطاولة ..
و عطر لازالت رائحتة تسكن غرفتي
و دمعة حفرت ملامحها على خدي ..
و صوت يسكنني رغماً عني ..
هاتفي يرن أنظر اليه بتثاقل غريب و كأنه لم يعد يعنيني ..
تحررت من صمتي و تحدثت .. نطق حرفي .. تحدثت أوراقي ..
تلفتُ بعيون حزينة
و دمعة سقطت من قلبي ..
ستائري مسدلة .. الأريكة وحيدة ..
و سائدي باردة مهملة
لطالما كنت أحتضن المساء بيدين باردتين ترتجفان خوفا و ألما ..
أصبحت أشعر أن لا أحد يستحق قربي
أكتشفت أخيراً أنني إنسانة صعبة ..
حالمة جداً .. رومانسية جداً .. و للأسف خيالية جداً .. و جداً …
لازلت أتابع صفحات حياتي واحدة تلو الأخرى
آآآه منها حياتي .. آآآه من أهاتك يا أيامي ..
أين أنا ؟؟
أبحث عني بين قصاصاتي .. في كلي .. في بعضي .. و في أهاتي ..
مشاعري متألمة
أتذوق نكهة لحظاتي .. مُرة .. مُرة .. مُرة ..
كم دعوت الله في صلاتي .. أن يعفو عن أخطائي
أن يغفر لي أحلامي ..
لأن الحلم في مدينة الحب أصبح جريمة
يعاقب عليها قانون الحياة ..
كلماتي .. أين أنتي مني ..
أختنقت هي أيضاً في صدر أبجديتي .. قلمي يتجاهلني
أوراقي حزينة ..
تبكي بين أناملي الباردة ..
تحترق و لا أشعر بها ..
لا أدري لعله الحزن أعاق لسان حروفي ..
كنت أحب حروفي و كلماتي العفوية ..
لم أكذب بها .. لم أتجمل لها
كنت أرسم على الورق
جنة حب لايسكنها سوى أنا و حلمي .. كنت أحلق مع كل أغنية حب
لأرسم وطن يحتضن عمري
كنت أسكب العطر على أوراقي ..
و أحلم أن غداً سيكون أجمل .. أجمل أجمل ..
اليوم أرتمي على بلاط الوجع كـ قطعة قماش مبللة بدموع أيامي ..
كيف لا ؟
وقد وعدني الفرح ذات مساء أن يعانقني لكنه غدر بي كـ عادته
مسحت عن ملامحي وجه الحزن و نظرت الى مرآتي ..
لازلت أحب الحب و أعيش على فتات الحنين …
سكون .. حلم .. جنون ..
و أهذي هنا بقلم تخرج كلماته منصهرة .. محترقة
بحمض المعاناة في حياة تخلو من الحب
لم يعد لي الحق بالمطالبة بقلب ينبض .. تجرعت الألم الى حد الصراخ يعلو
صوتي ..
تزداد الأه فيلوكني الوجع أكثر و يبصقني ..كـ لقمة تحشرجت بها الحياة ..
كانت روحي كزنبقة تبحث عن الربيع .. كنت أنثى الحب .. أسطورة الحب
أحب الحب و بالحب أحيا ..
من منا لايحتاج للحب ؟؟
اليوم فقط تناولت جرعة جديدة من الوجع إبتلعتها بدموعي ..
لأقتُل ماتبقى من السعادة بداخلي
كان هناك بصيص من أمل رأيته عبر ذاك الخيال
لكنه فجأة .. رحل ..
أتابع هذياني ..
أدفن في القلب باقي الأماني ..
أسدل الستار على أخر أحلامي
من قال أن السعادة تدوم ..
من قال أن الورود لا تموت خنقاً ..
و أني سأنام في أحضان الغيوم
قالت لي النجوم بوجه مشع .. لايبتسم .. تعالي و لاتحزني
عانقيني فالمكان بارد
أخبرتها أن أطرافي تتجمد وجعاً ..
و أن في قلبي حنين ..
ينتظر قلباً نابضاً بحبي أنا .. ولي أنا ..
أنا فقط .. في كل الفصول
أشعله و يشعلني .. أشغله و يشغلني ..
و لايعرف حبنا الذبول ..
هل تراني أهذي في زمن المستحيل ؟!
حبيبي …
أراك هناك تحمل بيديك فستان حزني الذي خلعته بأنامل وجودك داخلي
أراك تجمع أنهار دموعي
لتصبها في بحر .. لا تعرف خطواتي طريقها إليه ..
لم أحاول يوماً أن أوقف نبضي ..
كلما شعرت بلدغة الحب في ذلك الكائن
الصغير المقيم في صدري ..
تسلل أكسجينك الى رئتي
فإنتشر حتى أغرق روحي عشقاً لم أعرفه إلا معك
كان الأمل يركض نحو الحياة و ما إن وصل إلى طريقي أصابه التثاقل ..
هاهي العجوز بداخلي تلملم خصلات شعرها الأبيض
و تمسك بعصا وحدتي
حتى تستطيع أن تنهض ..
تأتي الى صباي الحالم
لتوقظني على صوت قلبي
ليرعد بقوة .. أحبك .. أحبك ..
أربعة حروف نزفها حبر قلمي ..
عفواً .. نزفها دمي
تأكد ستجدها تسير في عروقي المشتعلة حباً لك و بك و منك
و أموت عشقاً فيك
لاتستطيع دهاليز قلبي المظلم أن تنكر نبض هذا العشق في داخلي ..
و كلما حاولت الإبتعاد عنك ..
أجدك تغرق أنت و عباراتك و نبضك في دمائي
التي لاتعرف من الأبجدية سوى أربعة أحرف .. أحبك
يعاتبني الحب حبيبي …
لأنني اليوم ألتقط حقائب فؤادي الممزق و ألحق بقطار حزني الى عالم بعيد
بعيد عن عالمك .. أستشعر حقيقة أننا لم نعد هنا ..
الحب جنون .. و أنا جنون .. و أنت جنون ..
و الأغرب كل مايحدث الان ضرباً من الجنون
أمنياتي تغمض عينيها
و هي تتنهد بألم و تهمس في ظلام حزني ..
عودي بهمسك الحاني
عودي من حيث أتيتي
فعمر الفرح قصير
قصير جد اً كـ عمرك الصغير
حبيبي هنا توقف نبض الحياة ..
و دفنت اليوم أحرفي ..
وأعلنت الحداد على كلماتي
و شيعت خواطري إلى مثواها الأخير ..
اليوم لم أعد أهمس الحنين ..
إنسلخت منها
لأنك لم تحبها يوماً
اليوم سأعود بلا نبض .. بلا حرف .. بلا روح …
لكن لازال ينبض في صدري قلب
يكررها رغم أنف الحب ..
أحبك .. أحبك
و إن عاتبني الحب .
عزة عبدالنعيم