جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءحامد حبيب

مصر والسودان (١)

 

مصر والسودان (١)

حامد حبيب

   

كانت  فكرة  فتح  السودان  تراود (محمد علي)

منذ  انتهت  الحرب الوهابية ، إذ  انسحب المماليك اليه، وتجمعوا  هناك  لمشاغبته  وتهديده  من حين لآخر.

كما انه قيل له إنه ظهر بتلك البلاد كميات كبيرة من الذهب والفضة والرصاص والزمرّد ما  يستطيع  أن يتقوّى به.

كما ان بلادَ النوبة كانت  امتداداً  للوجه القبلى، وأنَّ هجرة الحضارة من الشمال للجنوب كانت عملية لم تنقطع على مرّ العصور.

ولما كانت مصر هبةُ النيل،فإنّ السعىَ لتوحيد وادى النيل هو عمل  طبيعى تُحتّمه ضرورة البقاء.

وفى  عام  ١٢٣٥ه/١٨١٩م  استقرّ عزم  (محمد علي) على فتح السودان ، ليتَّخذَ منها جنداً  كثيفاً عصرياً يستغنى به عن جيشه الالبانى القديم الذى عاد بعد

فتح الجزيرة العربية،حاملاً معه كل مشاكله المألوفة،

من تمرُّد وعصيان و عدوان على  الجماهير ، والتآمر المستمر.

وقام (محمد علي) بتسيير جيشَٕين لفتح السودان،

جعل احدهما تحت  رئاسة  ابنه (اسماعيل) ، وكان يتالف  من (٥٤٠٠مقاتل)  مُجَهّزين  بأربعة وعشرين مدفعاً، والجيش الثانى  برئاسة  صهره  (محمد بك الدفتردار) ، وكان يتالف  من (٤٠٠٠ مقاتل) مزودين بعشرة مدافع،وعهد إلى هذا  الجيش الاخير  بفتح

"كردفان" ،  ولم يلق الجيشان  مقاومة تُذكَر ، ولكن الصعوبات  كانت  فى  مشقّات  الطريق   ووعورته،

وطول  المسافات  التى كانت   تُقَدَّر  بآلاف  الكيلو مترات،وتفشّى الأمراض فى صفوف المقاتلين.

وانتهت  حرب  السودان  بضمّه  إلى مصر ، وأصبح جزءاً عضوياً منها ، وعيّن له (محمد على) حكمداراً جعل   له  السلطة   المطلقة ، وقسّم   السودان  إلى مديريات على  نظام  المديريات  المصرية  وجعلها سبعة مديريات هى: دنقلة وبربرة وكردفان وكسلا

وسنتر وفازوغلى،وأُنشئَت مدينة " الخرطوم" عند ملتقى  النهرين الابيض والأزرق ، وجُعلَت  عاصمة للسودان.

ولم يعثر(محمد على) على الذهب الذى أُخبِرَ به، ولم يتحقق له ايضاً إنشاء جيش سودانى كما تمنّى،ولكن

كان الأثر المباشر لفتح السودان ، هو  استتباب الأمن

 على طول وادى النيل ،فانتعشت التجارة  وازدهرت الزراعة والصناعة ،   وتهيأ  السبيل  لاكتشاف   منابع النيل ، وهو الامر الذي طالما شغف به المصريون منذ الوف السنين.

وفى  اكتوبر  سنة ١٨٣٨م  سافر ( محمد علي )  إلى السودان،ليبحث عن مناجم الذهب والمعادن الأخرى،

واصطحب  معه  طائفة  من  المهندسين  والباحثين الچيولوچيين الفرنسيين ، ولكن البحث لم يسفر عن اى نتائج، لكنه زاد فى تعمير مدينة الخرطوم،وأصدر أوامره  بإلغاء  تجارة  الرقيق ،  لما  رآه   من  فظاعة النخاسين ومايرتكبونه من  قسوة  فى  جلب الأنفار وترحيلهم إلى مختلف الأمصار، وارسل رُسُلاً يعلنون هذا الامر فى جميع البلاد.

وكان  أعظم  الآثار  لزيارة  ( محمد على ) للسودان،

فوق إقرار الامن وتدعيم مدينتَى"الخرطوم - كسلا"

هو فتح الطريق لاكتشاف منابع النيل، والوصول إلى خط الاستواء ، وتحوّلت  مدينة" الخرطوم"  لقاعدة

لمحاولات السير جنوباً لاكتشاف منابع النيل، وشجّع ( محمد علي )  العلماء  الأجانب  ،  وهيّأ    لهم   من المساعدات مامكّنهم  من  محاولات  اكتشاف  منابع النيل،وأوكل إلى البكباشى(سليم بك قبطان المصرى) احد ضباط البحرية بالقيام بهذا العمل ، وجعل تحت تصرّفه  قوة  من  الجنود ، فكانت  البداية الحقيقية لاوّل كشف لقلب إفريقيا في العصر الحديث .

وفى سنة١٨٤٢م انتهت حملة(سليم قبطان) الثالثة فى محاولاته المتكررة لاكتشاف منابع النيل ،حيث وصل للمرة الثانية لجزيرة"جونكر"فى مجرى النيل الأبيض، الواقعة  على  خط  عرض (٥)  شمال خط

 الاستواء  والتى  تقع  فى  مقابل  مدينة "كرسكو"

التى صارت عاصمة لمديرية خط الاستواء.

وكان من  نتيجة  استتباب  الامن فى السودان فى ظل الحكومة المصرية،أن تشجّع  الاوروبيون  على ارتياده والقيام برحلات فى قلب إفريقيا  لاكتشاف منابع النيل ، وكان  من  هؤلاء  المستكشفين السير (صمويل بيكر) الذى صعد فى النيل جنوباً من مدينة الخرطوم عام ١٨٦١م  حتى  وصل  لمدينة "عندكرو" التى وصلت لها  حملات (سليم بك قبطان" فى عهد (محمد علي) ، وتابع (صمويل)  رحلته  حتى  وصل بحيرة"البرت".كما تم اكتشاف بحيرة"فيكتوريا" فى

 ذات العام.

_____________

حامد حبيب_مصر


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *