الناقد والمجاز
مصطفى حامد جاد الكريم
العمل
الابداعي عمل مجازي
بمعنى انه
يصنع واقعا مجازيا موازيا
يمنح المبدع
والمتلقي تكيفا مؤقتا مع الواقع
ينتهي عند
المبدع بعد الإبداع
وينتهي عند
المتلقي بعد انتهاء التلقي
ولأن المجاز
مزيف
فإن التكيف
من خلاله تكيف وهمي مؤقت
والناقد
أساسا متلق
لذلك فإن
العمل الابداعي المجازي يسبب له ذلك التكيف المؤقت مثل أي متلق
لكنه يحاول
"تفسير" و"تحليل" ذلك المجاز
وهذه
المحاولة تنطلق من معطيات الناقد
فتختلط
بعمليات العمل الابداعي
وقد تصيب وقد
تخطئ
وارسطو حين
قال أن التراجيديا تطهر المشاهد
لابد أنه هو
نفسه قد شعر بهذا التطهير
وعملية
التكيف مع الواقع عملية معقدة
لانها ترتبط
بمكونات الواقع كما يرصده المبدع
فالواقع هو
ما نرصده
كما ترتبط
بالمكونات النفسية والعقلية للمبدع وللمتلقي
والعقل
الواعي لا يدرك كل تلك المكونات
ولذلك
فالتكيف من خلال المجاز الفني
يتم من خلال
البرامج الابداعية اللا واعية
بالتعاون مع
البرامج السلوكية اللاواعية
التي توجه
السلوك نحو ما يحقق مصلحة الذات
سواء للمبدع
أو للمتلقي
أو للناقد
كمتلق
ومحاولة
العقل الواعي للناقد لتفسير وتحليل التكيف من خلال المجاز
لن تخلو من
إسقاط ذاتي وتعسف وتخبط
ولذلك تختلف
"القراءة النقدية" من ناقد لآخر
ويقال ان هذا
يدل على ثراء العمل الابداعي
بينما هو يدل
على عدم جدوي محاولة التفسير والتحليل