ملاحظات على مقال مشيل دليفيل عن قصيدة النثر عند تشارلز سيميك ترجمة د عادل ضرغام
مصطفى حامد جاد الكريم
ملاحظات على مقال مشيل دليفيل عن قصيدة النثر عند تشارلز سيميك ترجمة د عادل ضرغام
نموذج لشعر سيميك:
والدتي كانت جديلة من الدخان الأسود
حملتني مدثّرا ومقمطا فوق المدن المحترقة
كانت السماء مكانا شاسعا مملوءا بالرياح ليلعب طفل
.
قابلنا أشخاصا عديدين مثلنا
يحاولون ارتداء معاطفهم بأذرع مصنوعة من الدخان
.
كانت السماء مملوءة بآذان صماء منكمشة بدلا من النجوم
(ديوان العالم لا ينتهي 3)
....
قصيدة النثر منذ كتبها بودلير تتكون من أبيات وكل بيت هو كيان سردى مطول
يكاد يكون سردا خالصا لولا انه يتم قطعه فجأة لينتقل إلى البيت التالي
فعملية القطع توقف المنطق السردي وتنقل القارئ الى المنطق الشعري
حيث الشعر مقسم إلى ابيات يحمل كل بيت شحنة شعورية منفصلة متصلة بباقي
الابيات
فعند القطع والانتقال إلى البيت الجديد
يتنبه القارئ الى ان السرد لا يقصد به السرد
بل يقصد به إثارة مشاعر معينة
وهذا هو منطق الشعر
وعند سيميك يتخلل السرد ايضا تعبيرات سيريالية غير واقعية
تؤكد المنطق الشعري وهو التأثير الشعوري
بحيث يصنع ذلك السرد السيريالي دفقة شعورية تنتهى بانتهاء البيت
انتقالا الي الدفقة الشعورية التالية
فقصيدة النثر رغم سردية ابياتها لا تخرج عن تعريف الشعر
بأنه ابيات يمثل كل بيت منها شحنة شعورية منفصلة متصلة بباقي الابيات
اما الحديث عن المحتوى الشعري ومحاولة ربطه بمؤثرات مختلفة
فان المحتوى الشعري يصنعه اللاوعي او البرامج العقلية الابداعية اللاواعية
ويصعب على العقل الواعي للناقد أن يفسره
وقد يكون بعض ما ذكره دليفيل صحيحا
لكن ايضا قد يكون كثير مما قاله غير صحيح
وهذا يثير التساؤل حول جدوى ذلك التحليل