العلمانية في السياسة و الادب و الفن و الفكر
العقيد بن دحو
كم هي تلك
الدعوات التي تبلغ اوجها ، و لا سيما كلما قرب فيها استحقاق وطني ، ضرورة فصل
السياسة عن المدرسة ، حتى تبدو المدرسة كظاهرة " الاطباق الطائرة " ، تملا
فضول الناس ، يدعون كل امرء من حيث راها وقابلها ، دعايات و اعلانات تتغذى على
الاضافات و الشائعات.
وكان هذه
المدرسة و المرفق العام نزلت جرما من كوكب اخر !.
لا يمكن فصل
المدرسة او اي مرفق عن الظاهرة الاجتماعية حتى ان حاولت الاجهزة.
فالناس عموما على دين ملوكهم !.
فالمدرسة
شئنا ام ابينا في قلب محور العملية السياسية السياسوية ، و كل ما يدور بالمحيط !.
تماما كما لا
يمكن فصل الدين عن الدولة ، عندنا في الجزائر ؛ اذ هو من الثوابت القومية الوطنية
للامة الجزائرية . لا يمكن بالمقابل فصل السياسة عن الدين.
اذ اللغة و
الدين طرفان في قضية واحدة .اللغة و الدين امران اساسيان للمجتمع و السياسة معا ،
شانهما شان العرق. فالمشاركة في اللغة تساعد على تبادل الاتصال. مما يشكل اساسا
للتعاون في الحكم. كما يساعد الانتماء الى دياتة واحدة على الربط بين الناس . و
يمكن الاتحاد في مذهب او تيار ديني واحد موحد ان يعزز عرى وعي المجتمع.
والحديث حول
اللغة والدين هو الحديث عن الثقافة ، وبالتالي لا يمكن علمنة الثقافة ، او فصل
الدين عن الثقافة.
وحتى فرضا
صدقنا الغاويين في فصل الدين عن الفن و الادب ، لتشير في الاخير كل لوحة فنية اسرة
ساحرة ، و كل منحوثة مذهلة مذهلة ، و كل قصيدة شعر او رواية اخاذة تحمل في مكنونها
الكامن سحر صوفي ، مصلى ادبي يدعو الى (الصلاة) ؛ ايا صلاة كانت. الصلة بين ما
يمكن ادراكه و ما لا يمكن ادراكه ، الصلة بين الالهة ، انصاف الالهة ، و الابطال (
القضاء و القدر) و ما بين البشر ، كما هو في الادب الاغريقي و لاسيما الملحمي منه
و الدرامي بشقيه التراجيدي و الكوميدي.
كما لاحظنا
في العديد من المرات حين حاول الشاعر الدرامي " ارستوفانز " في ملهاة /
كوميديا (الضفادع) ، التقليل من شان
الالهة قامت قائمة النقاد ، الكهنة ، و الجمهور عليه !.
ان اللوحة
الجميلة التي تشد الانظار و القصيدة الشعرية الخلابة ، و المنحوثة القائمة على
النسبة و التناسب ، و الرواية التي تحمل مجتمعا باكمله ، و تنتهك عدة ضمائر دفعة
واحدة. كل هذا يحمل طابعا دينيا كرهنا او ابينا.
بالظاهر يبدو
فصل الدين او " علمنة" السياسة و الفكر و الثقافة و الادب و الفن ممكنا
، لكن بالاخير ، اوتوماتيكيا مما يعود النهر الى نبعه و الى مجراه ، تعود جل هذه
القيم بعد ان تكتمل اللوحة او المشهد او المقطوعة الموسيقية الى مصلاها الفني
الشعر سحر
صوفي مقترن بالصلاة.
بالظاهر يبدو
كل شيئ ممكنا ، الا ان سرعان ما تكتشف عن طريق اللغة و الاسلوب لا يمكن علمنة هذه
القيم الفنية.
واي تجرد و
فصل ، هو فصل الكلمات من روح روحها .
ايتها
الكلمات ، هل انت اساطير ، و هل تشبهين اس الموتى ؟
Mots ^etes vous des mythes , et pareils aux
myrthes
الاهمية
التقديسية للكلمات في الديانات الكبرى جميعا. فالكلمات المجتزاة احيانا ، هي التي
تسير الانظمة الدينية و تنسقها. اذ نجد في " سفر التكوين" ان الله خلق
الكون بكلمة : " و قال الله ليكن نورا فكان نورا " .
او تلك
الكلمة التوراتية : " في البدء كانت الكلمة ".
قوة التعزبم في عبارات الصلاة التي تتكرر بلا
انتهاء يوما بعد يوم . ثم القوة المنيعة في كلمان الكتب المفدسة ، التي تحتفظ
بقوتها حتى ان ناقضت الافكار و الاكتشافات المعاصرة. قوة الكلمة التي تحول
القرابين الى جسد الاله او نصف الاله بالديانة اللاهوتية.