الإنسان .. ذلك المغرور
مصطفى حامد جاد الكريم
الإنسان يظن انه قائد نفسه
وانه يختار سلوكه
ويتخذ قراراته
ولكن
الإنسان يختار السلوك الذي يجعله يشعر بالسعادة
وهنا الخدعة
هل هو الذي قرر ما يسعده
مثلا الإنسان يتلذذ من الطعام
فيأكل
فما نتيجة ذلك
النتيجة أن حياته تستمر
إذن الذي قرر أن الطعام يسعد الإنسان
هو الذي اخذ للانسان قرار الأكل
وكذلك لذة الجنس تؤدي الى بقاء النوع
فمن قرر أن الجنس يسعد الإنسان هو الذي اخذ للانسان قرار ممارسة الجنس
إذن الإنسان ليس قائد نفسه
لكن هناك من يقوده
وهو يقوده من خلال أحاسيسه ومشاعره
فهو يحدد للانسان ما يحبه
فيجد الإنسان نفسه يفعل ذلك الشيء الذي يحبه
ويحدد له ما يكرهه
فيجد نفسه يبتعد عما يكرهه
فصانع الإنسان هو قائده
لأنه هو الذي زرع فيه ما يسعده وما يتعسه
والإنسان ينفذ قرارات الصانع
بينما يصور له غروره انه يتخذ قراراته بنفسه ويقود نفسه
فالخالق سبحانه هو الذي يقود الإنسان
لكنه ترك له مساحة حرية الاختيار بين الخير والشر
ولعل هذه هي الحرية الوحيدة الممنوحة للانسان
وبناء على اختياره بين الخير والشر يتحدد مصيره في الدنيا والآخرة