يحيى محمد سمونة
يتحاورون
= 27 =
يحاورك المرء و هو على قناعة بصحة و سلامة أفكاره التي يعتبرها خلاصة تجارب
الإنسان عبر مسيرة تطور الإنسان !
[ طبعا، فإن المرء بمقتضى أفكاره، على واحد من اثنين: إما أنه يؤمن بتطور
البشرية باطراد مع تقادم الزمن؛ و إما أنه يؤمن بأن مسيرة البشرية مرسومة بأمر
رباني عن علم الله تعالى و عدله و حكمته جل و علا في الوجود، فهي - أي مسيرة
الإنسان بحسب هذا الرأي - مرسومة بقدر و مقدار و تقدير من الله تعالى ]
<><><>
فالمحاور في الحالة الأولى إذ يندفع في الحوار وفق ما تمليه عليه ثقافته و
علمه الذي مفاده بأن أمور الإنسان تدور رحاها من تلقائها بحكم آلية التطور الحتمية
في الوجود، فهذا المحاور وفق قناعته تلك يرى بأن أمور الإنسان برمتها تسير متطورة
مع تطور العقل البشري و مع توسع مدارك البشر
<><><>
لكن المحاور في الحالة الثانية إذ يندفع - محاورا - بما تمليه عليه ثقافته
و علمه الذي مفاده بأن أمور الإنسان تدور رحاها بحكم أمر إلهي ماض عن علم الله
تعالى و عدله و حكمته جل و علا، فهذا المحاور يرى بأن البشرية بكافة مستوياتها
العلمية و الثقافية إنما تنطق أمرها بفعل أمر تكويني و أن الكائنات في الوجود كله
مجرد أدوات بين يدي الأمر التكويني
<><><>
- وكتب: يحيى محمد سمونة -