جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

ميلوس حبيبتي " القصة التمثيلية التي ابكت امة باكملها

 

ميلوس حبيبتي " القصة التمثيلية التي ابكت امة باكملها

العقيد بن دحو

*- " اذا اردت ان تبكيني ابكي انت اولا ، و اذا اردت ان تضحكني اضحك انت اولا ".

هذا المثل ، او الحكمة الاغريقية مما قبل التاريخ ، تنطبق على القصة التمثيلة الدرامية الرائعة الخالدة في مجرى التاربخ ، بل ما قبل التاريخ ، و في مجرى الزمن .

" ميلوس حبيبتي" للشاعر الدرامي التراجيدي الماسوي ، المرهف الحس " اسخيلوس " .

لم يبك الشعب اليوناني ، حاضرة الامة الاغريقية يوما ؛ بقدر ما ابكته القصة الشعرية الدرامية " ميلوس حبيبتي " . نسبة الى مدينة ميلوس Melus polis . يوم ان عرضت المسرحية لاول مرة على مسرح اثينا العظيم (- 425 ق.م) .  و هي مسرحية محاكاة لافعال نبيلة ، تعالج و تعكس سقوط المدينة عسكريا امام الغزو الفارسي ؛  ايران حاليا.

ولما شهدت و شاهدت الجماهير اليونانية العرض التمثيلي ، و لمست بام اعينهم سقوط تماثيل عز و رموز كبرياء الهتها و اشباه الهتها و ابطالها. امام الفرس التي كانت تسميهم الاغريق بالبرابرة او (البيسيستراس) Picisstrasse . ضجت الجماهير بالبكاء و الصراخ ، حتى قيل كان يسمع عويلهم و نحيبهم الى مسافات بعيدة

مما اجبر الدولة على  التدخل وتوقيف العرض ، كما فرضت على الشعب ضريبة او غرامة مالية او اثاوة قدرها : 100 دراخما . كما نوفي الشاعر الدرامي الجميل الى روما ايطاليا.

ورغم ان افلاطون الفيلسوف كان يكره المسرح ، الا  انه كان معجبا ؛ ايما اعجاب بالنص التمثيلي و بالشاعر الدرامي اسخيلوس ، و قال قولته الشهيرة : انا مستعد اسافر لايطاليا لاشاهد اسخيلوس في ميلوس حبيبتي.

اتساءل اليوم : ما النص الدرامي اليوم ، من يبكي جمهورا معدا تعدادا و عددا. ناهيك ان كان جمهورا او شعبا باكمله .

 ولان التاريخ يعيد نفسه باستمرار ، تعود الينا مسرحية " اونتجون " للشاعر الدرامي التراجيدي " سوفوكليس" او " صوفوكل ". لاول مرة على المسرح الوطني الجزائري عام 1953 امام الشعب الجزائري الواقع تحت الاحتلال المستعمر  المستدمر الفرنسي .

و لما اعيد عرض المسرحية عام 1954.  وشاهد وشهدت الجماهير الجزائرية و عايشت تضحيات اونتجون ، و لاحظت مدى ظلم عمها كريون.

اونتجون او انتجونا : و هي تعرض لاول مرة في تاريخ الجزائر ، سيرة بطل من ابطال الوطنية العالية للخالدة. قد جمع لها من صفات الشجاعة و الثبات و العزيمة و الغيرة ، و الاخلاص و التضحية ما جمع للعديد من جميلات الجزائر الحرائر المجاهدات.  تشابه مع الفارق ؛ البطل اليوناني الى البطل الجزائري ، المدينة اليونانية الى المدينة الجزائرية. لتانس روح كل منهما بروح صاحبه. وان باعد بينهما الزمن و اختلفت بهما الدار.

انتظر الشعب الجزائري حتى عام 1954 ، ولما اعيد العرض عليه مجددا ضجت الجماهير الجزائرية بالبكاء ، و لم يكد ينتهي العرض حتى التحق الجمهور بصفوف الثوار المجاهدين بالاودية و السهول و الهضاب و الجبال و الصحاري ، و لم يعد الى دياره او الى مسرحه العتيق العتيد الا بعد ان اعلن عن الاستقلال ؛ و رفع العلم الوطني القومي الجزائري مرفرفا خفاقا على اعلى المباني و المرافق العامة و الخاصة.

بكاء من بكاء ، ليس بكاءا تكفيريا تطهيريا Catharsis ; انما تكفيريا تغييريا ، من تلك الفكرة التي تغير وجه المحيط و العالم.

نتساءل اليوم من هو النص الادبي الدرامي الذي يبكى صاحبه ؛ مؤلفه اولا ، و لما يعرض على خشبة المسرح او على شاشة السينما او على شاشة التلفزيون ابكى الملايبن من المشاهدين الجزائريين !.

بل ما النص السعيد الفرح البشوش بامكانه ان يضحك الملايين من الجماهير الجزائرية اليوم !؟.

و لان فاقد الشيئ لا يعطيه ، يولد النص الادبي عندنا غريبا بعيدا عن وجدان الشعب ، حبيسا و سجينا بين دفتي كتاب الى ابد الابدين . او الى اجل غير مسمى !.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *