جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءحامد حبيب

مصر والسودان (٣)

 

مصر والسودان (٣)

حامد حبيب

__( مصر والسودان)_______

                             (٣)

  تولّى(عبد الله التعايش) الأمر بعد وفاة(المهدى) ، لكنه لم تكن فيه مزايا المهدى ، فلم  يلبث  الخلافُ

أن دبَّ  بين  أنصار  المهدى ،  وانتشرت  فى عهده المظالم،وتوقفت حركة التجارة،وتفشّت المجاعاتُ

والأوبئة، فكان  ذلك  نذيراً  بانحلال دولة  المهدى.

وقد  حاول  (التعايشى)  أن   يزحف  باتباعه  من الدراويش نحو مصرفى الثلاثين من  ديسمبر  عام

١٨٨٥م ، لكن  الجيش  المصري   بتنظيمها   الجديد

أن يهاجم معقل الدراويش  فى  بلدة "حنس"  التى اتخذها  (التعايشى)  مركزاً   للزحف   على   مصر،

ونشبت معركة أبلى فيها المصريون   بلاءً  حسناً ،

واستردوا بلدة"حنس" من الدراويش ، لكن سياسة

الإنجليز الرامية إلى  قطع  صلة  مصر  بالسودان ،

جعلتهم   يصدرون   أوامرهم   بانسحاب   الجيش المصرى  من  الموقع  ،  والرجوع  لمدينة  "  وادى

حلفا" ، مما شجع(التعايشى) على استئناف نشاطه

بالسير شمالاً واحتلال كل ماتخلّى عنه المصريون.

ولما أخلى المصريون السودان،أصبحت من الناحية

الرسمية   والقانونية  بلاداً  ليست  فى  ملك  أحد ، وشرعت دول أوربا  فى  التهام  أقصى  ما تستطيع التعامل من جسد السودان،وكانت إيطاليا سبّاقة إلى

ذلك ، بعد تشجيع وعطف من  انجلترا  نتيجة تأييد

إيطاليا   لانجلترا  فى   سياستها  بمصر  ،  فمنحتها انجلترا ميناء "مصوع" ثم محافظة  "مصوع"  كلها،

وبلاد "إريتريا".

ولم تستطع ثورة المهدى _ رغم كل ما حصلت عليه من  نجاح  كبير  في  الشمال  والشرق  والغرب، أن

 تحظى بمثل هذا النجاح فى الجنوب ، فيما  يُطلق

عليه"مديرية خط الاستواء" والتى كان  يقوم على

إدارتها  الدكتور  (إدوارد ستارز)  الألمانى  ،  والذى

كان قد أسلم وتسمّى باسم  (محمد أمين الحكيم) ،

ثم اشتُهِر بعد ذلك باسم(أمين باشا)،والذى استطاع

أن يدير مديرية خط الاستواء إدارة حسنة  متصفاً

بالعدل والإصلاح ، وأن يقضي على  تجارة  الرقيق

فاحبّه الناس والتفّوا حوله،فنظّم جيشاً من الأهالى

ونهض  بالزراعة  ،  وعلّم  الأهالى  صناعة  النسيج

والأحذية والصابون  والشمع ، وحصّن الأهالى ضد

الجُدرى وانشا مستشفى لمعالجتهم ، وانشأ مكاتب

البريد  ومكاتب  لتعليم  الأهالى .... وهكذا   فشلت محاولات ثورة المهدى فى الامتداد للجنوب،فى ظل تعلّق الأهالى بقائدهم .

وساء انجلترا أن تُحبَط خطتها فى إجلاء المصريين عن السودان  بسبب  نجاح (أمين باشا) ، وان  يظلّ

  العلَم المصرى  مرفوعاً  فى  قلب إفريقيا، فأوعزت إلى  (نوبار باشا)  أن يُبلّغ  (أمين باشا)  بقرار  مصر إخلاء السودان،والانسحاب عن طريق"زتزبار"،  لكن

(أمين باشا) رفض الانسحاب وأثر البقاء فى موقعه، وظلّت سيادة مصر على هذه البقاع.

ولجأت إنجلترا لمناوراتها الخبيثة،وأعلنت أن (أمين

باشا) فى  خطر  ، وأنه على  العالم  المتمدّن إنقاذه،

وعهدت الجمعية الجغرافية الانجليزية إلى(ستانلى) الرحالة الأمريكى المشهور  بمهمة إنقاذه  وتخليصه،

 فأتى مصر  وتلقى  تعليمات  من  (كرومر)  واستلم خطاب من (الخديوتوفيق) إلى  (أمين باشا)  يبشّره بأنه أرسل إليه(ستانلى) لإنقاذه،فى خطة من انجلترا للتظاهر بأنها تقوم بمهمة إنسانية ، فى  الوقت الذى حرصت فيه خطابات الخديو ورئيس الحكومة على أنه إذا فضل (أمين باشا) البقاء  فلاينبغى أن ينتظر مساعدة  ،  أما  فى حالة  اختياره   الرجوع   لمصر بجهوده فسوف تُصرف لهم رواتبهم كاملة.

وفى  ( الثالث من أغسطس ١٨٨٩م ) دارت   معركة

"توشكى" ، وكان  عزم  (عبد الله التعايشى) خليفة المهدى لم يفتُرعن احتلال مصر، ووجّه قوة كبيرة لهذا  الغرض ،  ووضع   على  رأسها  ( عبد الرحمن النجومى) بطل   كل   معارك  الدراويش  ،   وتقدم

 الدراويش  لاحتلال  توشكى ، حيث  كانت القوات المصرية متمركزة بها،فدارت الدائرة على الدراويش،

وقُتل منهم١٥٠٠رجل وعلى رأسهم  النجومى نفسه ، وهكذا استردّ الجيش المصري قوته وفاعليته.

على  أن  هذا  النصر  لم  يكن له أى أثر على  إيقاف

خطط الانجليز فى إخلاء  السودان  من المصريين،

ومضى(ستانلى) بناء على تعليمات  انجلترا  لإجلاء

(أمين باشا)  وجنوده  عن  مديرية  خط  الاستواء،

فقادهم إلى بحيرة "ألبرت"جنوباً  ومنها  إلى ساحل زنجبار، وقبل  أن  يغادر  المصريون  هذه  المناطق،

كان  مندوبو  شركة  إفريقيا  الشرقية   الإنجليزية الاستعمارية يحاولون الاتفاق  معهم  ومع أعوانهم للرجوع إلى حيث كانوا،ولكن تحت إدارتهم على أن يعطوهم مرتبات مضاعفة.

وفى  عام ١٨٩٠م  ،  ألحقت  إنجلترا   مديرية  خط الاستواء بامبراطوريتها ، بعد أن  عقدت مع  ألمانيا

معاهدة اعترفت  فيها  ألمانيا  بالمركز  الذى  ادّعته إنجلترا لنفسها  في هذه  المنطقة ، وهو أن أفريقيا الشرقية البريطانية أصبحت تمتد إلى حدود  مصر والى حدود الكونغو البلچيكية،حتى إذا  انتهت من إبرام هذه المعاهدة،سيّرت حملة على أوغندا لبسط نفوذها فيه.

---------------------

حامد حبيب_مصر


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *