مصطفى حامد جاد الكريم
هل يمكن للناقد أن يكتشف ويفسر مواطن الجمال والقبح في العمل الادبي؟
هذه هي
الفكرة النمطية السائدة عند القراء والكتاب والنقاد انفسهم
وسبب هذه
الفكرة النمطية هي عدم التنبه أو الالتفات أو الاعتراف بدور "اللاوعي"
في صناعة الإبداع
فالناقد -
كقارئ - يمكنه أن "يلاحظ" مواطن الجمال والقبح
من خلال
ذائقته الذاتية
لكن لا يمكنه
أن يفسرها
فمثلا
التقريرية اثناء السرد لا تعد "جميلة"
لكن الناقد
لا يمكنه شرح لماذا هي غير جميلة
سيقول مثلا
انها تخرج القارئ من سياق الأحداث
لكن هذا وصف
لما يحدث وليس تفسيرا لعدم الجمال
فهو كمن يفسر
الماء بعد الجهد بالماء
وكل أحكام
النقد "الجمالية" هي من هذا القبيل
فالذي يشعر
بالجمال وعدم الجمال هو لاوعي الناقد
مثلما أن من
صنع الجمال لاوعي الكاتب
فهي لغة
مشتركة بين الوظائف العقلية الابداعية اللاواعية عند المبدع والمتلقي
والناقد لا
يمكنه تفسير هذه اللغة بعقله النظري الواعي
بدليل انه
مهما شرح مواطن الجمال والقبح
فلا يمكن
للمبدعين الاخرين أو الناقد نفسه أن يستخدم هذه المعلومات لصنع أدب جميل
وعندئذ سيظهر
تعبير "الموهبة"
وهو تعبير
نمطي شائع ايضا
وهو في حقيقة
الامر يشير إلى الوظائف العقلية الابداعية
اللاواعية
إذن فالتفكير
الشائع النمطي لدور الموهبة والنقد
هو حل نمطي
يلجأ اليه العقل النظري الواعي
حيث يطلق
اسماء على ما يجهله مثل الموهبة ويظن انه بذلك فسر ذلك المجهول
مصطفى حامد
جاد الكريم