شكري علوان
صِرَاعُ الْعَصْرِ
قَالَ الْمُحَافِـظُ: هَـــلْ حَقَّقْتَ أُمْنِيَةً
بِتَرْكِـــكَ اللُّؤْلُـــؤِ الْمَكْنُــونِ وَالـدُّرَرِ
وَسَعْيِكَ الْوَاهِي نَحْوَالْغَـرْبِ قَاطِبَةً
وَذَمَّ مَـــا قَــدْ بَنَـاهُ الْجَــدُّ بِالظَّفَـــرِ
تَنْسَـىٰ تُرَاثَـــك بَلْ تَسْعَـىٰ لِتَهْدِمَــهُ
بِكُـلِّ فِعْـلٍ بِـــــلَا وَعْــيٍ وَلَا حَـــذَرِ
صَـاحَ الْمُجَدِّدُ: إِنَّ الْعَصْرَ عَصْرَهُــمُ
هُـمْ بِالْجَدِيـدِ أَضَاءُوا اللَّيْلَ بِالشَّـرَرِ
فَـــلَا أُبَـــالِي بِقَـــوْمٍ صَــــارَ هَمُّهُـمُ
فَخْــــرًا بِمَجْـــدٍ بِــــلَا كَــدًّ وَلَا عِبَـرِ
وَلَا أُغَــــالِي بِــأَنْ أَهْـــوَىٰ مَكَانَتَهُـمْ
فَكَـمْ سَمَـوْا بِعُلُـــوِّ الْفَهْـــمِ وَالْفِكَـــرِ
فَقُلْـــتُ: مَهْــلًا دَعُـونَــا نَقْتَـرِبْ زُلَفًا
يَـا مَـــنْ أَرَدْتُـــمْ لَنَا عِــــزًّا بِمُفْتَخَــرِ
بِالْعِلْمِ نَبْنِي صُرُوحًا فَوْقَ مَا صَنَعُوا
فَــــلَا نُقَلِّدُ مَــا شَـــادُوا عَلَىٰ خَـــوَرِ
وَلَا نُغَــــالِـى بِــــأَنْ نَنْسَـىٰ خَــلَائِقَنَا
نَجْـرِي إِلَـى الْغَــرْبِ بِالتَّقْلِيـدِ لِلضَّـرَرِ
مَــنْ يَنْسَ تَـارِيـخَ مَـاضِيهِ يَجِـدْ تَلَفًا
وَمَـــنْ يَنَـمْ فَهُـوَ الْمَغْلُـــوبُ بِالْعَـــوَرِ
فَلْنَرْتَقِ الْيَــــوْمَ بِالْعَقْــلِ الْمُضِيئِ لَنَـا
إِنَّ الْفَــــلَاحَ إِذَا مَــا كُنْـــتَ ذَا بَصَـــرِ
دَعْنَـا نَمُــرُّ إِلَى الْعَلْيَــــاءِ مِــنْ سَلَــفٍ
وَلْنَدْرِسِ النَّهْضَـةَ الْكُبْـرَىٰ عَلَىٰ وَطَــرِ
بقلم/ شكري علوان