عن لغة الإبداع الادبي
مصطفى حامد جاد الكريم
الإبداع الادبي هو الاتيان بنص جميل غير مسبوق
فلو ان أحدا اتي بنص جديد غير جميل
فإننا لا نسميه ابداعا
إذن لغة الإبداع هي لغة الجمال
وبما ان الجمال معقد غامض
فإن لغة الإبداع الادبي معقدة غامضة
حتى لو كانت معاني النص واضحة
فلغة النص غير لغة الإبداع
لغة النص تنقل المعنى
ولغة الإبداع تنقل الجمال
ولولا أن لغة الإبداع معقدة غامضة
لما حار في تفسيرها النقاد قديما وحديثا
حتى أصبح النقد تخصصا علميا وفرعا ادبيا
فهل حل النقد لغز لغة الإبداع
حتى الآن لا
رغم كل النظريات الحديثة والحداثية
هي محاولات واجتهادات
بدليل اختلاف النظريات النقدية
لكن هذه اللغة الابداعية الجمالية المعقدة الغامضة من يكتبها
لعل من يكتبها هو تلك الوظيفة العقلية الابداعية الموجودة في المخ
ولعلها هي التي نسميها الموهبة
والوظيفة العقلية الابداعية هي غير الوظيفة العقلية النظرية
حتى أن علماء المخ قالوا ان الوظيفة العقلية النظرية توجد في النصف الأيسر
من المخ
والوظيفة الابداعية توجد في النصف الأيمن
وان كانت هذه النظرية صارت قديمة والعلماء الان يعتقدون أن النصفين
يتعاونان معا
المهم ان كل وظيفة مختلفة عن الأخرى
وكلا الوظيفتين تخرجان نتائج عملهما إلى الوعي
الذي يسجل هذه النتائج
لذا قد يختلط الأمر على المبدع ويعتقد أنهما وظيفة واحدة
لكنهما وظيفتان
بديل أن غير "الموهوب" لديه الوظيفة النظرية فقط
فكيف تصنع الوظيفة الابداعية لغة الجمال
اما انها تعرف سر الجمال الادبي الذي يربح الذات شكليا وجماليا
واما انها تستخدم نظرية الاحتمالات
فتصنع ملايين التوليفات بسرعة المخ الفائقة حتى تصل الى التوليفة المرضية
للذات جماليا وتكيفيا
فماذا عن "اجتهادات" الوظيفة العقلية للنقاد لكشف سر لغة الجمال
الابداعي
هل ييأسون ويكفون عن محاولاتهم
إن العقل الإنساني النظري الذي يدفعه حب الاستطلاع إلى كشف أسرار الكون
لن يكف عن محاولة كشف لغز لغة الإبداع
ولذلك ستستمر محاولات النقد
وستظهر النظريات تلو النظريات
لكن الإجابة الكاملة ربما لن تظهر
الا بكشف كل أسرار المخ