خوفو
قصة قصيرة"
قبل الغروب ..وجد نفسَه لاارادياً
يسيرُ في اتجاه الهرم الاكبر"خوفو"..وقف هُنَيهةّ ثم استدار حولَه،
ثم عاد إلى نقطة البداية عند المنتصف،ورفع هامتَه:
تحية إلى الملك المُعظَّم...أُقدّمُ لك اعتذارى ، وأقدّمُ
أجلَّ تحيةٍ لِمَن
ظلَّ عبر الدهورِ صامداً .....آسفٌ
أننى رفعتُ هامتى أمامك،وماكان ينبغي لى ذلك....
فالمهزومُ لايرفعُ هامة.
سيدى..جئتُك باستجوابٍ مارَدَّ علىَّ أحدٌ فيه...آلافُ
السنين وانت صامدٌ ماانهار منك جُزء....فلماذا نحن
في دوامةِ انهيارات،ولم يكتمل لنا بناءٌ، ولماذا نحن
أشلاء ومااستقام لنا شِلو.
الملكُ المُعظَّم خوفو: أنا مُحاربٌ خُضتُ حروباً عدّة
في الدفاع عن الوطن وأبنائى
في الوطن غُرباء ،
وإن ظهر رُطَبٌ على النخيلِ
لايملكون إلاّ رؤيته،
ولايستطيع أحدهم الفوز برُطبة.
استجواب ٌ ماناب عنّى أحدٌ
لِيُقدّمه إلى المجلس
المُوقَّر.....
جئتُك فلديك خبرةُ الأزمان وسرّ الصمود...
أيها الملكُ المُعظَّم
خوفو : لماذا انحنى المُحاربُ
وانكسر ، وهو الذى زاد عن
أرضه كثيراً وانتصر ،
ومابقِىَ معه إلاّ بقايا طلقاتٍ فارغة؟!
لدىّ استجوابات عِدّة ، ساتلوها عليك غداً وفي كل
غد، لعلّك تُجيبُنى ، أو أجدُ حلّاً لأسيلئى المُزمنة ...
واسمح لى أن
أعودَ إلى تحيّتى الاولى في
رفع هامَتى ، فلا أراك _ ولك
الكبرياءُ عبر الأزمان _ قد علَّمتَ شعبَك
الانحناء.
______________
حامد حبيب_مصر
من مجموعتى القصصية"سنمار"..فبراير ٢٠٠٢م