جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

الى من يطلب المرء العدل و المساعدة

 

الى من يطلب المرء العدل و المساعدة

العقيد بن دحو

الى من يتوجه المرء طلبا للعدل و المساعدة ؟

هذه اسئلة الساعة السرمدية ، التي تبدو بلا بداية و لا نهاية لا يطويها مذهب و لا توقفها مدرسة فنية ادبية فكرية ثقافية في مجرى الزمن و في مجرى التاريخ ايضا. 

كتابات اصحاب انصار الاتجاه نحو العالمية او الحداثة و ما بعد الحداثة " كافكا" ، " بريخت " ،  "كوكتو " ، " ميللر " ، " يونسكو" و العديد من للسيرياليين ، منهم من استشهد ، و منهم من قضى وحيدا طريدا رجيما . في جل الكتابات التي تسامت الحرية ، الانعتاق  ، و الانطلاق ، و كذا السحر و الغموض . النرجسية ، الكهنة ، و الملائكية. مثل ما هي في  " المحاكمة " و " القلعة " .

ان اشخاصا غير محدودين قابضين على السلطة يستدعون المدعى عليه - مهما تكن قيمة (X) - ليحاكموه و يصدروا عليه حكمهم ،  ثم ينفذوا فيه الاعدام. اما بيروقرطية السيد الاداري (...) مالك القلعة البعيدة  التي يحاول السيد (x) ان يصل اليها فتتخطى كل منطق .

ان البيروقراطي  عنصر حاسم في غربة الانسان عن المجتمع. فليس لدى البيروقراطي علاقات انسانية انما لديه ملفات ، اي يحول كل ما يحيط به الى شيئ من ضمن اشيائه ، و الى متاع من ضمن متاعه ، بشر و حجر و شجر ، يخضعهم الى احد غرفهم المظلمة ، و يقوم عليهم بمختلف التجارب اللاانسانية ، يرصدهم و يسبرهم كحالات الطقس الايكولوجية الميثولوجية. الانسان نفسه يتحول الى (ملف). الميت يعرف برقم ملفه. و الحي يعرف برقم ملفه ، و الطالب يعرف برقم ملفه ، و المريض يعرف برقم ملفه  ، و اللاعب بملاعب كرة القدم يعرف برقم ملفه ، و المسافر برقم ملفه ، و الجندي المقاتل بجبهات القتال برقم ملفه ، و السجين يعرف برقم ملفه ، و ما من احد اسما و لقبا على مسمى الا و يفتح له ملفا ، و بقدرة قادر يتارشف و يصير مصنفا ضمن المصنفات الوثائق الاجتماعية الالية.

ان المتحف هو الذي يجعل الصليب يغدو ان يكون نحثا ( مالرو).

و هكذا عندما يستدعى انسان المحكمة بصفة شخصية فهو ليس شخصا بل (حالة).

في مسرحية ( المحاكمة) : المحامي يشرح للسيد (x) ، ان الادعاء الاول لا يتلى في قاعة المحكمة ، و انما يكتفى بادراجه بالملف ، فمن المفروض ان يفحص فيما بعد.

ان الانسان الذي اصبح ( حالة) لا يحتك الا بصغار ممثلي النظام. اما ممثلوه الكبار فبعيدون كل البعد ،  يحيط بهم الغموض . فلا يكاد يرى موظفا كبيرا مثل السيد ( كلام) في رواية ( القلعة) ، بينما مرءوسه لا يعرف الشخص الذي يحدثه هو (كلام) ام غيره. انه يتحدث الى كلام ، لكن هل هو كلام حقا؟ اليس شخصا اخر فيه بعض الشبه من السيد كلام.

ان الرئيس يخشى ان يسال ، خوقا  ان يققد منصبه. اما اببيروقراطيون الصغار الذين ارسلوا لمراقبة الغريب ليس لهم وجود الا في حدود وظيفتهما.

ان الفرد في هذه الحالة عندما يواجه السلطة وجها لوجه دون ان يدري ما الاتهام الموجه اليه ، و لا طبيعة الجرم الذي ارتكبه... ذاك ان لم  يعد يتخذ القرارات ممثلوا الشعب المنتخبون ، بل مجموعة محدودة من الحكام.... و هكذا تتغرب و تنعزل الدولة و تنفصل عن المواطن الذي يفكر فيها عادة كطرف في الحل.

المواطن يفكر فيها على اعتبارها ( اصحاب السلطة) او ( اولئك الجالسون فوق) ، او يفكر فيها على اعتبارها ( هم....) ! و لم يفكر فيها البتة على اعتبارها (نحن...) !.

بينما رحل السلطة يفكر بمنطق معكوس ( نحن الشعب) ، بل ( نحن الوطن) !.

هذا الشعور بالغربة يتجسد في رايه السيئ بالسياسة و السياسيين ، و النفور منهم. فهو على ثقة ان لا امل في الاصلاح ، و ان لا مفر من التكيف مع الطارئ القلق ، و ان يقبل الامور على علاتها. و سرعان ما يختفي المواطن الايجابي الصالح ، الكادر ، الاطار ، الكفؤ ، النزيه ، و المخلص صاحب الراي الرشيد السديد ، و ينغمس في الحياة الخاصة كدعوة سائدة. ابعد عن السياسة و غني لها !.

فالسلطة سلطة و الشعب شعب فلن يلتقيا ابدا الا على ما يشبه ( الاتفاق على الكذب) او كما قال كافكا كلما دار حول لستحقاق قومي انتخابي بائس ، تمرر فيها الاوجه الدعوة الى تجديد الملامح ، بالمساحيق الديماغوجية و بروبجندا الوعود التي لا تتحقق ابدا... و هككا في كل دورة يتكرر نفس التواتر الهرتزي ، تعرف دائما الدعاية الرهيبة كيف تدفعه الى نفس الكذبة الاولى.

بطبيعة الحال  هذا ما يروق للميكيافليين الماكلوهانيين ، الذين يستغلون انسحاب المثفف و المفكر و يعيثون في الارض فسادا في الثروة و الحكم على اعتبار الحكم ايضا ثروة قومية. يجب ان يحافظ عليه بضخ دماء جديدة من مختلف الاجيال في ركب جميع السلطات.

ووراء كل هذا الى من يتوجه المرء طلبا للعدل و المساعدة ؟

في عالم كوكتاوي ، كافكاوي سوداوي عبثي. يضيع فيه البشر حوائجهم و قضاء مصالحهم بعيدا عن اصحاب المعالي (فوق) ، السيد المواطن ( تحت) يظل باحثا دون جدوى عن مصير يقربه من وطن غير ساكنة اهالي (القلعة) ، و عن حكمه الذي لم يتلو في قاعة المحكمة.

و عندما يغترب المواطن يظل حاملا اوراق ملفه لعله يجد من يتداول ويرافع عن اسمه عوضا عن الرقم التي منحته اياه البيروقرطية.

وحدها الميكانيزم هذا حول الجميع الى اوراق و ملفات و ارقام و اغتراب و تفكك و تفتت و عدمية و هروب من المجتمع و لجوء الى عالم اساطير. اين ينتقل ( المواطن) من العالم المجرد الى العالم المحسوس ، حالة لا يمكن التعبير عنها الا وفق المعادلات الرياضية : x..y....z.....!.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *